السبت، 17 فبراير 2018

دَعْمٌ عَلَى خُطَى المُسْتَقْبَلْ

                                 دَعْمٌ عَلَى خُطَى المُسْتَقْبَلْ        
        

إنّ العَمَل الإنْسانِى والخَيْرى وبكُلِ أشْكَاله يُعَد سِمَة تَدل عَلَى رُقِى وتَحَضّر الدُوَل و المُجْتَمَعات فِى القِيام بواجِباتها بصَوْن والحِفاظ عَلَى مَبْدأ تنادِى به جَميع الأديان , الأعْرَاف , الشرائع والتقاليد , وبِرغم قِيام العَدِيد مِنْ الدَوَل بِما فِيها دُوْر الوَقْف الخَيْرى بِذلك الواجِب الذى يمْليه الضَمير الإنسانى فإن الكثير مِنْ مُلّاك الشَرِكات , البنوك , رجال وسيّدات الأعْمال , مَشاهير المُجْتَمع , نجوم الفَن والرِياضة قَدْ خَصّصوا بَعْض عائدات أرْباحهم لمِثْل تِلْك الأهداف النَبيِلة وكذلك مَضَى عَلَى ذات النَهْج البَعْض مِنْ المُوَظَفِين بتَخْصِيص جُزء مِنْ رواتبهم لإيداعها فى حِسابات مُخَصَصة للإيتام وذلك مِنْ أجْل ترسيخ ثقافة الخَيْر والتكافُل , ولَمْ يَكُنْ ذلك إلّا مُسايَرة للتقاليد التى أرْستها دَوْلة الإمارات والتى أعْلَن الوفْد الذى مَثّلَها فِى ( مُؤتمَر الكويت الدُوَلِى لإعادة إعْمار العِراق ) الذى عُقِد فى 12 فبراير 2018 م وإسْتَمر لمدة 3 أيام عن مُساهَمَة دَوْلة الإمارات العَرَبِيّة المُتّحِدَة  بمبلغ 500 مليون دولار إضافة إلى إسْتِثمارات للقِطَاع الخاص بمبلغ  5,5 مليار دولار ومِنْ المؤكَد إن تلك الإسْتِثمارات سوف تعود بألاف الوظائف للعِراقيين إضافة إلى إنه قَدْ  سَبق وأنْ أعْلنتْ دَوْلة الإمارات عن إلغاء 7 مليار دولار مِنْ الدِيون المُسْتَحَقة عَلَى العِراق مما خَفف عليهم الكثير مِنْ الصعوبات والأعباء                                                                                      
 فِى تَجْربة شَخْصيّة لِى فِى عام 2015 م ولمُدة 17 يوماً فى الفَتْرة مِنْ الأوَل مِنْ مايو وحَتَى 17 مايو 2015 م كُنت فِى رِحْلة إلى جَمْهورِية السُودان بَعْد أنْ أتيت مِنْ أبوظبى وقَدْ غادرْت بِالبَرِ مِنْ الخرطوم عبوراً بِمَدينة الاُبَيّض والنهود فى كُرْدفان وصولاً إلى مَدِينة الفاشِر فى غَرْب جمهورية السودان ومِنْ ثمّ إلى مَدِينة نيالا وبَعْدَها إلى مَدِينة الضَعَيْن  , لَقَد كان الهَدَف الأساسى مِنْ تِلْك الرِحْلة هو زِيارة الإيتام والنازحِين فى تِلْك المَناطِق والوقوف عَلَى أحْوالهم فى أماكن سَكَنهم وتَوَاجدهم وكذلك قوات اليوناميد التى كثيراً ما تَكون هنالك مُلاحَظات بعَدم وجود لُغَة مُشْتَرَكة بينها وبين السُكّان المَحَليين مما قَدْ يؤثر فى صِحَة ودِقة تقاريرهم بإعِتبار أنّ أولئك الإيتام هُم أكثر الفِئات مُعَاناةً جَراء النِزَاعات فى السودان فى ذلك الوَقْت والسَنَوات التِى سَبَقتْ الحوار الوَطَنى الذى أفْضَى إلى إرْسَاء مَكاسِب المُصالحَة وإتِفاقيات السلام والإعْمار والتَعْويضات , وقَد كانت تَجْربة إنسانية رائعة بالوصول إلى الإيتام والمَنْكوبين والنازحِين فى أماكنهم ومُشاركتهم أسلوب عَيْشهم وحياتهم والجلوس مع الأطفال والتَحدُث إليهم ولا يَفوتنى الإشارة إلى مُوَظَفِى السُلْطَة الإقليميّة وعَلَى وجْه الخصوص السيّدة / هاجر دينار وتَعَاونهم مع المسْؤولين والضيوف الذين يزورون الإقليم ليعيشوا تَجْربة الحياة هُناك ويشارِكوا فى أعْمَال ومشاريع تَشْمل بناء مَدارس وتوفير مياه الشُرْب وتَشْييد المُدُن والقُرَى النموذجيّة والإحِتياجات الأخرى لسُكّان تِلْك المَناطِق وبَعْضهم كانوا يمثلون جِهات رَسمية ودُوَل وهيئات ومُنظَمَات دُوَلية والبعض الاخر مِنْ أهْل الفَن كالمُمَثِلة الأمريكية ميا فارو                                                                        
إن المُبادَرات الإنسانية فِى الكَثير مِنْ الأحايين تأخذ العَدَيد مِنْ المَفاهيم والأشْكال وتَتخَطّى حدود الجغرافيا وتَعْلو عَلى التَعَصب لِلْجِنْسِ أو اللون أو الدِيْن , فَفِى يوم جُمَعَة وافَق الثانى مِنْ فبراير 2018 م قَرَرَتْ الأمريكية مِنْ أصُولٍ سُودانيّة الشاعرة إمْتِثال إبراهيم محمود الإمام أن تقود مَسِيْرَة أسْمَتْها أحْلام السَلام وذلك سَيْرَاً عَلَى الأقْدام مِنْ مَدينة الفاشِر إلى الخرطوم لمَسافة تَبْلغ 1300 كيلومِتر مِنْ أجل تَعْزيز قِيَم الأمْن والسِلْم والتعايش وكذلك التكافُل بَيْن الناس , ولَمْ تكن عَوْدَتها مِنْ الوِلايات المُتّحِدَة الأمريكية إلى حَيْث جُذُورها لتشارك فى صِناعة مُسْتَقْبَل الوِئام والتَصالح بِجديد عليها فَهى قَدْ مثّلت المُفَوَضِيّة السامية لشؤون اللاجئين أكثر مِنْ مَرة وفِى أكثر مِنْ دَوْلة مِنْ أجل الأطفال اللاجئين فِى كل أرجاء العَالَم وقَدْ إختارَتْها مُنَظَمة الأمم المُتّحِدَة فى 18 سبتمبر 2016 م  لِتَفْتتح جَلْسة بَرنامج اللجْنَة الدُولية لِتمويل التَعْليم حَول العَالَم والذِى أضْحَى الحَق الأساسى مِنْ حقوق الأطفال والكِبَار للتواجد فِى طَليعَة الدَوْل المُتَقَدِمَة                                                                           


                                              جمال حسن أحمد حامد

                                        دَوْلَة الإمارات العَرَبِيّة المُتّحِدَة