السبت، 20 يوليو 2024

شُكر و تقدير

شُكر و تقدير


يسعدنى أن أتقدم بجزيل الشكر لوكالة ميتا أريس الأمريكية الدولية والبورد الأمريكى للتعليم و التدريب على منحى شهادة التقدير على الجهود المتميزة فى خدمة وتنمية الأفراد والمجتمعات .                                                                  

 إننى بدورى أشارك ذلك التشريف مع الفريق الذى ظللنا و سنظل نتطور من أجل الأفضل بشعار تحويل الأفكار إلى أعمال .      

       

                                              







                            

الأربعاء، 10 يوليو 2024

علَى طريق الحرير


 

 

             علَى طريق الحرير                         

فى نهاية سبتمبر وبداية أكتوبر2019 م واتتنى الفرصة لزيارة إثيوبيا والتواجد فى فندق سيدرا فيما يختص بمؤتمر هناك وقد وجدت مدينة أديس أبابا كما لم تكن فى زياراتى السابقة لها , فقد بدت النهضة العمرانية وإنعكاسات التنمية واضحة والتاَلف بين مكونات الشعب الإثيوبى والإحساس بالوطنية والإنتماء لذلك البلد فرض نفسه على سلوك الناس الذين كادت الحرب أن تمزقهم فى فترة من الفترات , وقد كانت من أطيب الأخبار التى راجت هناك فى تلك الفترة هى فوز الرئيس أبى أحمد بجائزة نوبل للسلام التى تتمثل فى (شهادة جائزة نوبل) و(ميدالية جائزة نوبل) و( مبلغ مالى هو حوالى 11 مليون كرون سويدى) , فقد أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية وهى الجهة المانحة للجائزة أن إختيار أبى أحمد جاء لجهوده فى " تحقيق السلام والتعاون الدولى " وكان ذلك للعديد من الإجراءات والإصلاحات التى قام بها بما فيها إلغاء الطوارئ والإفراج عن الصحفيين والسياسيين المعتقلين وعقد حوارات مع قوى المعارضة والمجتمع المدنى ودعوة المعارضين المقيمين فى الخارج إلى العودة للبلاد والقيام بإصلاحات شملت القطاعات التنفيذية والخدمية والقضاء وإستحداث وزارة السلام التى تولتها رئيسة البرلمان السابقة السيدة موفوريات كامى وهوالأمرالذى يتوافق مع رؤية الدول الغربية  ومنظمات المجتمع الدولى والتوجه الدولى عموماً ولم يكتفى الرئيس أبى أحمد بشأنه بلاده فقط ولكنه أيضاً إهتم بجيرانه من الدولة المحيطة بأثيوبيا وقد تحدث بكل مسؤولية عن الحرب فى السودان وإنهم يتخذون موقف الحياد والسلام فى عدم مساندة أى من طرفى الحرب وإنهم لن يستغلوا بإسلوب سئ و مخجل إنشغال السودان بالحرب لكى تأخذ إثيوبيا أراضى أوممتلكات بالقوة أو القيام بأى مطالبات أخرى وتلك هى النتيجة الحتمية للمعاملة الكريمة التى ظل يتمتع بها الملايين من الإثيوبيين من قِبل الشعب السودانى أثناء تواجدهم فى أراضى السودان أيام حروبهم الداخلية وكذلك مع الجارة إريتريا وتلك هى أخلاق وقِيم الرئيس والزعيم وكل إنسان سوِى تأبى نفسه إستغلال مشاكل الاَخرين للإستيلاء بقوة السلاح أو السُلطة على ما إختلفوا عليه , وقد أردف تلك التصريحات المطمئنة بزيارة إلى مدينة بورتسودان بتاريخ 09/07/2024 م للإلتقاء ببعض أطراف الحرب بعد أن كان قد إلتقى بالاَخرين فى فترة سابقة فى أديس أبابا وناقش معهم سُبل إنهاء الحرب 

إن جمهورية مصر وهى أيضاً دولة ذات حدود بريّة و جوية وبحرية مع السودان و يجمعهما مصير مشترك فى العديد من المسارات مع الحق فى الرأى لكل من يرى الأمور من زاوية أخرى و لكن تظل الكثير من الاَراء والتصريحات للقادة المصريين وعلى الصعيدين الرسمى و الشعبى تعترف بدور السودان الإيجابى فى كل الحروب التى خاضتها والإنتكاسات التى تعرضت لها مصر وقد كان السودان هو العمق الإستراتيجى للمعدات العسكرية المصرية والاَلاف من قواته فى جبهات القتال مع القوات المصرية وأيضاً كان التبادل التجارى وحركة الصادر والوارد بين مصر والسودان التى تصل إلى مليارات الدولارات لايمكن تجاهلها فى رفد الإقتصاد المصرى وكذلك قبل الحرب فى أيام الرخاء الإقتصادى ظل الملايين من المصريين يعيشون ويعملون فى السودان وها هى مصر حالياً و فى ظل النكسة الحادة التى طالت السودان تقوم بواجبها فى إستضافة الملايين من السودانيين على أراضيها وعلى الصعيد الرسمى تجمع الفرقاء على أراضيها من أجل الإتفاق على إنتهاء الإحتراب وكذلك هناك شخصيات لها وزنها مثل الدكتورة أمانى الطويل التى قامت بجهود مقدرة من خلال مبادراتها                                  

   هناك الكثير من الدول و المنظمات التى تساند دول أخرى للخروج من الأزمات والحروب ولكن عندما تكون تلك الدول تعانى من ذات المعضلة فهنا يستوجب الأمر الإشادة , فقد ظل السودان بحكومته وشعبه يناصر ويساند الفلسطينيين فى حقوقهم بأن يكون لهم دولتهم وذلك فى كل إجتماعات الأمم المتحدة أو الإتحاد الأفريقى أو جامعة الدول العربية و فى عام 2007 م كان هناك حوالى 1500 – 1700 من اللاجئين الفلسطنيين عالقين فى الحدود بين العراق وسوريا والأردن و قد قام السودان بإجلائهم وإستضافتهم وعرض إستضافته لكل من لم يجد دولة تستضيفه ومنحهم الأراضى وهكذا و برغم أن الشعب الفلسطينى يعيش مأساة حقيقية فى بُعدها الإنسانى وتمثلت فى الإبادة والحصار الذى طال الأطفال والنساء وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة مثل الأدوية فإنهم ظلوا يظهرون مساندة واضحة للسودانيين وتحركات محمودة بأن تنتهى الحروب ولم ينسوا وقفة الشعب السودانى معهم خلال كل السنوات الماضية وهناك أيضاً شخصيات مشهورة مثل أنجلينا جولى التى عملت زهاء 20 عاماً فى مجال رعاية اللاجئين وبقدر ما عبّرت عن رأيها الخاص بها فى حق الإسرائليين فى الحياة وعدم تعرضهم للقتل والإختطاف فإنها أيضاً عبّرت فى حسابها فى إنستغرام عن الفلسطينيين قائلة (مثل الملايين حول العالم قضيت الأسابيع الماضية وأنا أشعر بالغثيان والغضب لموت كل هؤلاء الأبرياء من المدنيين وفكرت فى أفضل طريقة للمساعدة وأقوم بالدعاء من أجل العائلات التى تعانى من ألم غير محتمل ) و أنهت تعليقاتها قائلة (أى شئ يستطيع منع تلك الخسائر فى الأرواح يجب إتخاذه ومثل الكثيرين قمت بالتبرع لمنظمة أطباء بلاحدود وكنت أتابع تقاريرهم عن كثب)  

   إن السلام قيمة وحالة حضارية إنسانية محروسة بالقوة والنظام ولاتوجد فيها أى من مسببات أو دواعى العنف والكراهية والنزاعات التى تنشأ بسبب الخلافات العقائدية أوالعرقية أوغيرها