السبت، 17 مارس 2018

مَحَطاتٌ عَلَى خطوطِ الطُولِ والعَرْضْ

               مَحَطاتٌ عَلَى خطوطِ الطُولِ والعَرْضْ



بَعْد أنْ بَدأتْ الشَاعِرة والناشِطَة الأمريكية ذات الأصُول السودانيّة / إمتثال إبراهيم الإمام المَشْهورة بإسْم إيمى المَسِيرة التى أسْمَتْها " مَسِيرة أحْلام السَلام " مَشْياً عَلَى الأقْدام لمسافة بَلَغتْ 807  مِنْ الأميال تَقْريباً مِنْ مَدِينة الفاشِر فِى غَرْب جَمْهوريّة السُودان إلى الخرطوم , فَقَدْ أكْملت مَسَار  المَسِيرة إلى دَوْلة الإمارات قَبْل العوْدَة إلى الولايات المُتّحِدَة الأمريكية عَبْر السُودان , ولمْ تألو الجِهَة الراعية جهداً فِى تأميْن المُشارَكة لها فِى أمْسِية شِعْرية رائعة فِى فَعاليات مَجْلِس التُراث عَلَى الواجِهة البَحْرية قَبْل أنْ تَنْتقِل إلى تَقْديم جَلْسة تفاكرية قَيّمِة مَع زَمِيْلَيْها الكاتِب الروائى شاكر خزعل والمُوسيقية ماريلا  فِى مَهْرجان طَيْران الإمارات للاداب والذى حَرصْت شخصياً عَلى المُشَارَكَة فيه بتاريخ 09/03/2018 م مَعَ جَمْع غَفِير مِنْ الرِجَال والنِساء مِنْ جِنْسِيات أمريكية , أوروبية , أسيوية , كنديّة ,عَرَبيّة وأفريقية و كان البَعْض مِنْهم يمثّل هَيْئات ومُنَظَمات ذات صِلَة وإهتمام بِمثْل تِلْك الجَلْسة التفاكرية وذلك عَلى حَسَب التعارُف الذى يتم دائماً بين الحضور بعْد إنتهاء الفَقْرة المُخَصَصة للإسئلة والإستِفسارات فِى مِثْل تِلْك اللقاءات , وكانت تلْك الجَلْسة قَدْ تَمَحْوَرتْ حَوْل ظاهِرة ( اللجوء , الهِجْرَة , الإغتراب ) وقَدْ أثْبت كل مِنْ المُتحَدِثِين  مَعْرِفته وتَجْربته  بما يتَعَلّق بتلك الظاهِرة بِناءً عَلى إنهم جميعاً ينْحدرون مِنْ عائلات عاشتْ فِى مُعَسْكَرات اللاجئين بمِنْ فِيهم إمتثال ذات ال 24عاماً , وفِى تقْديرى فإن ثَلاثتهم قد أثبتوا تَميّزهم وإبداعهم فِى تَطْوِيع الطاقة الكامِنة فِى الشِعْر , الكِتابة الروائية والمُوسيقى بِتحْدِيد الأسباب المُؤدية لتِلْك الظاهِرة وتوجيه المفاهيم الإنسانية لمُعالَجة معاناة الناس الذين يغادرون أوطانهم  , وعَلَى الرغْم مِنْ التشابه الكبير فِى مَعانِى تِلْك المُصْطلحات ولكن يَظَل الفَرْق بينها فِى التَعْريف شاسِعاً و يَتَمثّل فِي أنّ : -
المغتربون  Expat
هُم الأشْخاص الذين يغادِرون أوطانهم بإرادتهم للعَمَل فى دُول أخْرَى بعَقْد عَمَل أو للإستثمار فى بيئة إقتصادية مُزْدهرة وامنة و ذات قوانين مَرِنة ويكُون الهَدَف الأساسى هو تَحْسِين الأوضاع المَعِيشية والإقتصادية لهُم وتَلْبِية إحتياجات سوق العَمَل فِى الدول التى يَغْتربون فيها
 المهاجرون Migrant
هُم الأشْخاص الذين يغادِرون أوطانهم لأسباب طارِدَة ويَهْدفِون إلى الإستيطان الدائم فى بلْدان أخْرَى والحصول عَلَى جِنْسِيتها إن كان ذلك مُتاحاً أو المكوْث فيها بوجود دائم مِنْ أجل حياة أفْضَل وعَدَم الرجوع إلى أوطانهم

اللاجئون Refugee

هم الأشخاص الذين يضطرون لمغادرة أوطانهم طلباً للأمْن والإستقرار فِى دوَل أخرى بسبب الحَرْب أو الإضطهاد ( سياسى , عقائدى , إجتماعى ) أو الكوارث أو المجاعات فِى أوطانهم الأصْلية ويتمتعون بحماية ورعاية الدوَل والهيئات والمُنظَمات الدولية                                                    
تَبْقَى مَسْؤولية الدوَل التى تتوقَف فيها الكوارث  والنِزاعات ويَسُودَها السَلام والمُصالَحَات  وتَبْدأ فيها نَهْضة التَنْمية والإعْمار والإسْتثمار أن تراعِى المَناطِق الأقل نمواً والسُكّان الأكثر تَخلّفاً  و إحْدَاث طَفْرة تَنْموية حَقِيقِة لهم مِنْ نَصِيْب المِنَح , القُروض , الودائع والإسْتثمارات التى تتدَفق عليها وأود أنْ أشير هنا إلى دَوْلة جمهورية السُودان كمِثال ولمُعالَجة التقْصير فِى إلتزامات مُؤسَسَات الدَوْلة والحَكُومة تِجاه مُواطِنيها مِنْ  قِبَل المَسْؤولين وليس للتشْهير والأمْر كذلك ينْطبِق عَلَى باقِى الدول ذات الوَضْع المُشابِه وبما تَتَبناه مِنْ تَباين فِى أنْظِمة الحُكْم مَع الدوْل الأخُرَى , حيْث أن السُلطات وحتى فِى الدوَل ذات الإقتصاد الجيّد والإسْتقرار نجِد أنّ مُعْظمها أنْشأت مَكاتِب ومواقِع إلكترونية وخطوط هواتِف مباشِرة لإسْتِقبال المَظالِم والطَلبات والمُلاحَظات والتواصُل مع المسْؤولين كما فِى ديوان وَلِى عَهْد أبوظبى والديوان المَلَكى فِى المَمْلكَة العَرَبِية السعودية الذى وَفّر خِدْمة " بوابة تواصُل " بأوامر مِنْ المَلِك وفى الكويت والمَمْلكة الاردنية وكذلك مَمْلكة البحرين والعَدِيد مِنْ الدوَل التى لنْ يتسِع المَجال لحَصْرها جميعاً , حيْث يُعْتَبر سماح الحُكّام لمُواطِنيهم بالوصول إليهم مُباشرة مِنْ أرْقَى السِمَات الحَضارية حين لاينْصِفهم التَدَرُج عَبْر النِظام فِى بعْض الأحيان  , فخِلال الفَتْرة القرِيبة الماضية إنْتَشَرت صُوَر لتلاميذ مَرْحَلة الأساس فِى مَنْطقة كُتُم بِغَرْب جَمْهورية السُودان وهُم يؤدون الإمتحانات جلوساً عَلَى الحِجارة وعَلَى الأرْض تحْت الأشجار نتيجة لعَدم وجود مَبانى كافية لأداء الإمتحانات وتلْك الصُوَر مُنْتَشِرة فى وسائل الإعْلام تَنْتظر التفسير مِنْ المَسؤولين , كذلك وكمِثال اخرفعِنْد زيارتى لمدينة الضَعَيْن فِى غرْب جَمهورية السُودان فى 2015 م لَمْ يَكنْ فيها أى فُنْدق مِنْ أى دَرجة أو لوكوندة أو نَزْل لمَنْ يريد زيارة تِلْك الوِلاية للشروع فِى أعَمْال خاصة تَسْهم فِى مَنْفعة الولاية وكذلك لا توجد خَدَمات  وتَنْمِية تَرْقَى لمسْتوَى مايقدمه أبْناء تِلْك المنْطقة عَلَى  الرَغم مِنْ إنها عاصمة وِلاية ساهَمَتْ كثيراً فِى رَفْد الإقتصاد السودانى بالمُنْتَجات وكذلك رَفْد مُؤسَسات الدَوْلة والحكومة وتحْديداً القوات المُسَلّحة والأجهزة الأمْنِية بالكادر البَشَرِى المُخْلِص لوَطَنه وكان ذلك مِنْ العوامل الرئيسية  فى الإسْتِقرار والسِلْم  الذى يَنْعم به السودان حالياً فِى جميع الإتجاهات وكان الأهالى هناك يتوقعون  توزيع فُرص التنمية والإعْمار بناءً عَلى تلْك المُعْطَيات , وأوَد أنْ أشير وأستشهد بالتَقْرير الذى نَشَره صنْدوق أبوظبى للتَنْمية فى 14/03/2018 م وهو الصنْدوق الذى أسْهَم فى دَعْم الإقتصاد والنَقْد الأجنبى فِى الكثير مِنْ الدوَل مِنْ أجل تنمية شامِلة فيها ومِنْها جَمْهورية السودان وفيما يلى نَص التْقرير : - 

 

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية السودان بعلاقات استراتيجية تاريخية قائمة على التعاون والتنسيق المشترك والشراكات الاقتصادية والتنموية التي ساهمت في تحقيق التقدم والازدهار في السودان

وجاءت العلاقات المتميزة بفضل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث حرصت القيادة الرشيدة على الوقوف إلى جانب الحكومة السودانية لتحقيق التنمية الشاملة من خلال تمويل مشاريع تنموية استراتيجية وتشجيع الاسثمارات المتنوعة للشركات الإماراتية في السودان

ونتيجة للعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين ارتفع حجم الاستثمارات والتمويلات التنموية الاجمالية التي قدمتها دولة الإمارات للسودان لأكثر من 28 مليار درهم، فيما تعمل 17 شركة إماراتية بقطاعات اقتصادية متنوعة في السودان.

 

ويعتبر صندوق أبوظبي للتنمية من أبرز المؤسسات الإماراتية الداعمة لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان من خلال تمويل مشاريع تنموية في قطاعات متنوعة واستثمارات وودائع بقيمة إجمالية وصلت إلى نحو 7.3 مليارات درهم، حيث يحتل السودان صدارة الدول المستفيدة من تمويلات الصندوق الهادفة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ومول الصندوق 17 مشروعاً تنموياً بقيمة بلغت حوالي ملياري درهم، تركزت على أكثر القطاعات حيوية وتأثيراً بما فيها الصناعة، والنقل والمواصلات، والطاقة، والمياه والري، وغيرها من المشاريع التنموية. كما قام الصندوق بدعم السيولة والاحتياطيات من العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي من خلال إيداع  نحو 5 مليارات درهم إماراتي ما يعادل( 1.4 مليار دولار)، وذلك لمساعدة الحكومة السودانية على النهوض بالاقتصاد وتجاوز التحديات المالية والاقتصادية، وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي. 

 

وحرص الصندوق على التعاون الاستثماري مع الحكومة السودانية لتحفيز التنمية الاقتصادية ودفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال تأسيس شركة الظبي للتنمية، الشركة القابضة والعاملة في عدة مجالات

وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية "إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصندوق أبوظبي للتنمية نتطلع بكل فخر واعتزاز لمستوى العلاقات الوطيدة والشراكة الحقيقية التي تربطنا مع الحكومة السودانية، والتي جاءت بفضل التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة التي مكنتنا من تحقيق الانجازات الواعدة على كافة الصعد

وأضاف سعادته، "نحن اليوم وبفضل تلك التوجيهات مستمرون في شراكتنا مع أشقائنا في الحكومة السودانية من خلال دعم البرامج التنموية ذات الأثر الايجابي على الاقتصاد السوداني".

 

وذكر أن صندوق أبوظبي للتنمية ساهم خلال السنوات الماضية بتمويل مشاريع تنموية تخدم أهم القطاعات الاقتصادية الرئيسية في السودان، وكانت الشراكة بين الصندوق والحكومة السودانية نموذجاً يتحذى به من التعاون والعمل البناء مما ساهم في دعم الخطط التنموية للبلاد

وإلى جانب نشاط صندوق أبوظبي للتنمية في السودان وضمن التعاون الثنائي بين دولة الإمارات والسودان في مجال الطاقة، تقوم شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) منذ عام 2017 بتزويد الجانب السوداني بكميات من وقود الديزل لتلبية احتياجات السوق المحلي من الوقود وبما يدعم مختلف المجالات والقطاعات بما فيها قطاع النقل والصناعة، والعديد من القطاعات الأخرى. وتقدر قيمة كمية الديزل بنحو 3.2 مليار درهم ما يعادل (900 مليون دولار امريكي).

 

كما يرتبط القطاع الخاص الإماراتي بشراكة قوية مع نظيره السوداني من خلال استثمارات متنوعة تجاوزت قيمتها التراكمية 18 مليار درهم، حيث تستثمر 17 شركة إماراتية في السودان في مجالات الزراعة والسياحة والطيران والنفط والغاز وغيرها من القطاعات الهامة. ولعبت هذه الاستثمارات دوراً محورياً في تنشيط القطاعات الاقتصادية وعلى وجه الخصوص القطاع الزراعي، حيث تم توفير سلع زراعية استراتيجية للسوق المحلي السوداني بأسعار تنافسية كمحاصيل القمح والعلف

وحرص الصندوق ومنذ بداية نشاطه التنموي في السودان على دعم جهود الحكومة السودانية لتطوير البنى الأساسية والتحتية في البلاد، باعتبارها عماد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والأساس القوي الذي يستند إليه نمو وازدهار مختلف القطاعات الاقتصادية.

وإلى جانب دعم ميزان المدفوعات السوداني، ركزت تمويلات الصندوق على المشاريع ذات التأثير الشمولي، والتي تمتد آثارها لتشمل عدة قطاعات، على غرار مشاريع السدود التي تتيح تعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير المياه للري، ومشروع مطار الخرطوم وشبكة السكك الحديدية، والتي تعد نموذجاً للمساهمة التنموية الحقيقية التي لعبتها تمويلات الصندوق في هذا المجال تماشياً مع رسالة الصندوق الرامية إلى تعزيز مسيرة التنمية المستدامة في الدول الشقيقة والصديقة، والمساهمة في دعم الجهود المبذولة للارتقاء بمستويات معيشة سكانها




     جمال حسن أحمد حامد
دَوْلة الإمارات العَرَبِيّة المُتَحِدَة

السبت، 17 فبراير 2018

دَعْمٌ عَلَى خُطَى المُسْتَقْبَلْ

                                 دَعْمٌ عَلَى خُطَى المُسْتَقْبَلْ        
        

إنّ العَمَل الإنْسانِى والخَيْرى وبكُلِ أشْكَاله يُعَد سِمَة تَدل عَلَى رُقِى وتَحَضّر الدُوَل و المُجْتَمَعات فِى القِيام بواجِباتها بصَوْن والحِفاظ عَلَى مَبْدأ تنادِى به جَميع الأديان , الأعْرَاف , الشرائع والتقاليد , وبِرغم قِيام العَدِيد مِنْ الدَوَل بِما فِيها دُوْر الوَقْف الخَيْرى بِذلك الواجِب الذى يمْليه الضَمير الإنسانى فإن الكثير مِنْ مُلّاك الشَرِكات , البنوك , رجال وسيّدات الأعْمال , مَشاهير المُجْتَمع , نجوم الفَن والرِياضة قَدْ خَصّصوا بَعْض عائدات أرْباحهم لمِثْل تِلْك الأهداف النَبيِلة وكذلك مَضَى عَلَى ذات النَهْج البَعْض مِنْ المُوَظَفِين بتَخْصِيص جُزء مِنْ رواتبهم لإيداعها فى حِسابات مُخَصَصة للإيتام وذلك مِنْ أجْل ترسيخ ثقافة الخَيْر والتكافُل , ولَمْ يَكُنْ ذلك إلّا مُسايَرة للتقاليد التى أرْستها دَوْلة الإمارات والتى أعْلَن الوفْد الذى مَثّلَها فِى ( مُؤتمَر الكويت الدُوَلِى لإعادة إعْمار العِراق ) الذى عُقِد فى 12 فبراير 2018 م وإسْتَمر لمدة 3 أيام عن مُساهَمَة دَوْلة الإمارات العَرَبِيّة المُتّحِدَة  بمبلغ 500 مليون دولار إضافة إلى إسْتِثمارات للقِطَاع الخاص بمبلغ  5,5 مليار دولار ومِنْ المؤكَد إن تلك الإسْتِثمارات سوف تعود بألاف الوظائف للعِراقيين إضافة إلى إنه قَدْ  سَبق وأنْ أعْلنتْ دَوْلة الإمارات عن إلغاء 7 مليار دولار مِنْ الدِيون المُسْتَحَقة عَلَى العِراق مما خَفف عليهم الكثير مِنْ الصعوبات والأعباء                                                                                      
 فِى تَجْربة شَخْصيّة لِى فِى عام 2015 م ولمُدة 17 يوماً فى الفَتْرة مِنْ الأوَل مِنْ مايو وحَتَى 17 مايو 2015 م كُنت فِى رِحْلة إلى جَمْهورِية السُودان بَعْد أنْ أتيت مِنْ أبوظبى وقَدْ غادرْت بِالبَرِ مِنْ الخرطوم عبوراً بِمَدينة الاُبَيّض والنهود فى كُرْدفان وصولاً إلى مَدِينة الفاشِر فى غَرْب جمهورية السودان ومِنْ ثمّ إلى مَدِينة نيالا وبَعْدَها إلى مَدِينة الضَعَيْن  , لَقَد كان الهَدَف الأساسى مِنْ تِلْك الرِحْلة هو زِيارة الإيتام والنازحِين فى تِلْك المَناطِق والوقوف عَلَى أحْوالهم فى أماكن سَكَنهم وتَوَاجدهم وكذلك قوات اليوناميد التى كثيراً ما تَكون هنالك مُلاحَظات بعَدم وجود لُغَة مُشْتَرَكة بينها وبين السُكّان المَحَليين مما قَدْ يؤثر فى صِحَة ودِقة تقاريرهم بإعِتبار أنّ أولئك الإيتام هُم أكثر الفِئات مُعَاناةً جَراء النِزَاعات فى السودان فى ذلك الوَقْت والسَنَوات التِى سَبَقتْ الحوار الوَطَنى الذى أفْضَى إلى إرْسَاء مَكاسِب المُصالحَة وإتِفاقيات السلام والإعْمار والتَعْويضات , وقَد كانت تَجْربة إنسانية رائعة بالوصول إلى الإيتام والمَنْكوبين والنازحِين فى أماكنهم ومُشاركتهم أسلوب عَيْشهم وحياتهم والجلوس مع الأطفال والتَحدُث إليهم ولا يَفوتنى الإشارة إلى مُوَظَفِى السُلْطَة الإقليميّة وعَلَى وجْه الخصوص السيّدة / هاجر دينار وتَعَاونهم مع المسْؤولين والضيوف الذين يزورون الإقليم ليعيشوا تَجْربة الحياة هُناك ويشارِكوا فى أعْمَال ومشاريع تَشْمل بناء مَدارس وتوفير مياه الشُرْب وتَشْييد المُدُن والقُرَى النموذجيّة والإحِتياجات الأخرى لسُكّان تِلْك المَناطِق وبَعْضهم كانوا يمثلون جِهات رَسمية ودُوَل وهيئات ومُنظَمَات دُوَلية والبعض الاخر مِنْ أهْل الفَن كالمُمَثِلة الأمريكية ميا فارو                                                                        
إن المُبادَرات الإنسانية فِى الكَثير مِنْ الأحايين تأخذ العَدَيد مِنْ المَفاهيم والأشْكال وتَتخَطّى حدود الجغرافيا وتَعْلو عَلى التَعَصب لِلْجِنْسِ أو اللون أو الدِيْن , فَفِى يوم جُمَعَة وافَق الثانى مِنْ فبراير 2018 م قَرَرَتْ الأمريكية مِنْ أصُولٍ سُودانيّة الشاعرة إمْتِثال إبراهيم محمود الإمام أن تقود مَسِيْرَة أسْمَتْها أحْلام السَلام وذلك سَيْرَاً عَلَى الأقْدام مِنْ مَدينة الفاشِر إلى الخرطوم لمَسافة تَبْلغ 1300 كيلومِتر مِنْ أجل تَعْزيز قِيَم الأمْن والسِلْم والتعايش وكذلك التكافُل بَيْن الناس , ولَمْ تكن عَوْدَتها مِنْ الوِلايات المُتّحِدَة الأمريكية إلى حَيْث جُذُورها لتشارك فى صِناعة مُسْتَقْبَل الوِئام والتَصالح بِجديد عليها فَهى قَدْ مثّلت المُفَوَضِيّة السامية لشؤون اللاجئين أكثر مِنْ مَرة وفِى أكثر مِنْ دَوْلة مِنْ أجل الأطفال اللاجئين فِى كل أرجاء العَالَم وقَدْ إختارَتْها مُنَظَمة الأمم المُتّحِدَة فى 18 سبتمبر 2016 م  لِتَفْتتح جَلْسة بَرنامج اللجْنَة الدُولية لِتمويل التَعْليم حَول العَالَم والذِى أضْحَى الحَق الأساسى مِنْ حقوق الأطفال والكِبَار للتواجد فِى طَليعَة الدَوْل المُتَقَدِمَة                                                                           


                                              جمال حسن أحمد حامد

                                        دَوْلَة الإمارات العَرَبِيّة المُتّحِدَة

الجمعة، 26 يناير 2018

مِشْعَلٌ فِىْ مَسِيْرةِ عَام زَايِد


                  
                  مِشْعَلٌ فِىْ مَسِيْرةِ عَامِ زَايِد  
               

   إنْقَضَى عام 2017 م وطيّاته مَمْزوجة أيّامها وشهورها بِشَتّى أنواع الذِكْريات , مِنْها مايظل عالقاً فى ذِهْن المرء بما يَحْمِله مِنْ لَحْظات سَعِيدة ومِنْها ما تَسْعَى الذاكِرة لِمَحْوه لِما يَحْمله مِن لَحْظات مُؤلِمة على البَعْض ولكن فِى دَولة الإمارات ومُنْذ بدء ذلك العام فَقدْ تَمّت تَسْميته " عَام الخَيْر " وقدْ كان كَذلك , حَيْث لَمْ تتقاعس دَولة الإمارات فِى القيام بواجِبها تِجَاه الدُوَل المَنْكوبة وشعوبها المُحْتاجة فِى مُعْظم بِقَاع العَالَم بإسْهامات فاقَتْ فِى الكثير مِنْ الأحْيان إلتزاماتها تِجاه المُنَظَمات المنوط بها القيام بمثل هذه الواجِبات وأقامتْ المَشاريع وضَخّتْ الإستثمارات فى بَعْض البلدان مِما كان عاملاً حاسماً فِى ثَبات ونهوض إقْتِصاديات تلْك البِلاد وكانت الأولوية وكَحَق طَبيعى هِى لِمُواطِنى ومُواطِنات دَوْلة الإمارات فِى بلدهم فى عام الخَيْر الذى شَهد الكثير , حَيث تخَلّلتْه التَنْمِية الشاملة فِى كل مَناحِى الحياة والإنتقال بحياة الكثير مِنْ مُواطِنى ومُواطِنات دَوْلة الإمارات مِنْ مَرْحلة الإكْتِفاء إلى مَرْحلة الرَفاهِية وشَمَلت كذلك زيادة فِى الرواتِب وتوفير المَزِيد مِنْ فُرص العَمَل والمَشاريع والمَساكِن وتَرْقيات إسْتِثْنائية فى العَديد مِنْ المُؤسَسات بِغرض التَحْفِيز عَلى المِزيد مِنْ البَذْل والعَطَاء                                     
     عام 2018 م تَمّت تَسْميته فِى دَوْلة الإمارات " عَام زايِد " وذلك وَفاء للقائد المُؤسِس الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وحِفاظاً عَلى المَبادئ النَبِيلة التى أسّس عَليْها الدَوْلة وأوْرَثها للأجْيال التى يَقَع عَلى عَاتِقها الإرْتِقاء إلى مُستوَى المَسْؤولية والحِفاظ عَلى عَلاقات دُوَليّة مُتوَازِنة مع الجميع تَحْكم إسْتِمراريتها وتَقْوِيتها المَنافع المُشْتَرَكة والمَصَالح المُتبادَلة بَيْن كل مِنْ البلدين وأنّ عام 2018 م " عَام زايِد " سيكون إمْتِداداً لعام الخَيْر بالمَزيد مِنْ الرَخاء والسَعَادة لِمُواطِنى دَوْلة الإمارات العربية المُتّحِدَة وقد كانت مِنْ أهم تباشير عَام زايِد عُروجه عَلى شَعْب اليَمَن الشَقِيق و ذلك  بِمُسَاهَمة دَوْلة الإمارات مَعَ دُوَل التَحَالف بتقديم 1,5 مليار دولار كمُساعَدات لدَعْم أعْمَال المُنَظَمات الإنسانية التابعة للأمم المُتّحِدة وذلك فى إجتماع الرِياض بتاريخ 22 يناير 2018 م وكذلك تَجْهيز 17 مَعْبراً بريّاً وزيادة عَدَد المُفَتِشِين الدُوَليين إلى 10 , ويبْقَى إنْهَاء تِلْك المأساة التى وَصَفها المُجْتَمع الدُوَلى بأنّها الأسْواء فِى العَالَم مَسْؤولية مِليشيات الحوثى والدُوَل التى تساندهم فِى نَقْل الحَرْب مِنْ صِراع داخِلى فِى اليَمَن إلى إسْتِهداف سُكّان و أراضِى المَمْلكة العربية السعودية بِما فيها الحَرَميْن الشَرِيفَين والتَخْطِيط لِزَعْزَعة الأنْظِمة الحَاكِمة فِى دُوَل الخليج , إن الحَل وبكل بَساطة يَكْمن فِى وَضْع السِلاح جانباً والإحْتِكام للحوار عَلى اُسُس مَنْطِقية وعَقْلانية تراعِى مَصْلحة جَميع الأطْراف وأمْن دُول المنْطِقة وعودة الشَرْعِيّة وتَرْتكِزعَلى ثوابِت مَقْبولة تسْهم فى الحَد مِنْ سَفْك الدِماء ومِنْ أهمها :-  
  1- مُقْترَحات ومُبادَرات دُوَل الخَليْج وسُبل تَنْفِيذها وتَهْيئة المناخ اللازم لتَنْزِيلها كأكثر الحلول قبولاَ وتَطْبِيقها عَلى أرْض الواقع                          
2- الأخْذ بنتائج الحوار الوَطَنِى اليَمَنِى بإعْتِباره مِنْ أهم المَراجع التى تعَبّر عَنْ رأي الشَعب اليَمَنى وتحدد مَلامِح دَولتهم
 3- الإلتِزام بِقَرار مَجْلِس الأمْن الدُوَلى2216 وتَنْفِيذ مَضْمونه             
    إنّ الشَعْب اليَمنِى قَدْ عَانَى عَلَى مَرِ السِنين مِنْ الكثير مِنْ ويْلات الحروب والإنْقِسَامَات التى مَسّت وحدته أكثر مِنْ مرة وضَرَبتْ نَسيجه الداخلى وهوالشَعْب المُتفرّد بواحِدة مِنْ أعْرق الحَضَارات الإنسانية بأبْعَادها العربية والإسْلامية والمكانة المُمَيّزة لَدَى شعوب العَالَم وقد ان الأوان ليقوم المُجْتَمع الدُوَلى مُتمثلاً فِى مُنَظَمة الأمم المُتّحِدَة ومَجْلِس الأمْن الدُوَلى وباقى المُؤسَسَات والهَيْئات المُتفرّعة مِنْ المُنَظَمة بواجِبها تِجَاه إرْغَام مليشيات الحوثى بالجلوس إلى طَاوِلة المُفاوَضَات والحِوار مع الأطراف الأخُرى لإنْهاء تِلْك المَأساة التى راح ضَحِيتها الكَثير مِنْ الأبْرِياء والأطْفال والشروع فِى تَفْعِيل صنْدوق التَنْمية والإعْمَار فِى اليَمَن بِحَيْث تسَاهِم فيه كُل الدُوَل المُنْضَوية تحْت مَظَلّة مُنَظَمة الأمَم المُتّحِدَة                          




                         جمال حسن أحمد حامد                

                      دَوْلة الإمَارَات العَرَبِيّة المُتّحِدَة