لَحْظَةُ تَدَلَّتْ مَعَ الْأَطْنَاب
فى نهاية شهر رمضان الفضيل سنة 1985 م إنطلق
الأمير سلطان بن سليمان بن عبد العزيز ال سعود على متن مكوك الفضاء الأميريكى
ديسكفرى فى الرحلة جى 51 حول الأرض لأول رائد فضاء عربى مسلم ينال ذلك السبق , تلك
الرحلة التى أيقظت طموح الملايين من البشر وساقتهم إلى التقدم فى دروب العلوم
والتكنلوجيا وقد كانت تلك الرحلة تنصب فى
خدمة الإسلام والمسلمين والاُمة العربية بكل المقاييس , وفى مكالمة تأثر بها مئات
الملايين من المتابعين تلقى الأمير سلطان
مكالمة من والده الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود قائلاً ( أهلاً ياسلطان
والحمدلله على نجاح رحلتك , أرجو أن تبلغ تحياتى لزملائك ووالدتك وأختك يسلمون
عليك وطيبين وبخير , وإن شاء الله نشوفك بالسلامه , وبالتوفيق , وأحسن خبر سمعته
اليوم إنك ختمت القران فى الفضاء وهذا شئ أشكر الله عليه دايم التوفيق إن شاء الله
ومع السلامه )
المقدمة السابقة ليست إلا نموذجاً على أن
المملكة العربية السعودية كانت ومازالت تؤمن بالعِلم والتقدم نحو مستقبل معاصر
تضاهى به دول العالم الأولى وقد أنشأت وطورت من أجل ذلك أفضل الجامعات والقطاعات
الصناعية ومراكز البحوث والدراسات وقد صاغ ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان كل
طموحات ومساعى المملكة العربية السعودية فى إستراتجية ( رؤية 2030 ) ولم تكن قط
دولة متقوقعة فى براثن التشدد الدينى ومكبلة بقيود الرجعية والتخلف , وحين تعلق
الأمر بمناصرة الشعوب المغلوب على أمرها ودعم الشرعية فإن المملكة العربية
السعودية ومعها دولة الإمارات والسودان وقطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب
شاركوا فى قيادة عملية ( عاصفة الحزم وإعادة الأمل ) ومعهم بعض الدول الأخرى والتى
لم تشارك ولكن تُسمى دول داعمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من أجل عودة
الشرعية والإستقرار والتنمية للشعب اليمنى الشقيق , وعلاوة على ذلك فإن المملكة
العربية السعودية ظلت تترصد وتتصدى لكل الأحداث أوالمخططات التى من شأنها أن تمس
أمن وسلامة أى من الدول العربية والإسلامية , بل إمتد الأمر حتى إلى الدول الأخرى
عندما تعلق بمكافحة الإرهاب الذى دأب على قتل الأطفال والنساء و الأبرياء من
المدنيين مثل الجريمة الإرهابية النكراء التى وقعت فى مدينة نيس الفرنسية بتاريخ
14/7/2016 وراح ضحيتها أكثر من 84 قتيلاً وحوالى خمسين طفلاً مصاباً نُقل إلى
المستشفيات وقد أدانتها كل دول العالم وأعلنت تضامنها مع أسر الضحايا ومنها دولة الاإمارات , ومع أن دور العبادة
والأماكن المقدسة لكل الديانات ظلت دائماً محل إحترام الديانة الإسلامية فإن
العالم قد تفاجأ بأخطر وأكثر الأفعال غرابة وتنافياً مع القيم البشرية حينما قام
البعض من المهوسيين الدينيين من الجماعات الإسلامية المتطرفة بتفجيرات إرهابية بالقرب من قبر الرسول صلى
الله عليه وسلم فى المدينة المنورة , متجاهلين أن تلك الأماكن المقدسة إنما هى تخص
كل من يدين بالإسلام فى شتى بقاع المعمورة وأن كل مسؤول سعودى بذل كل ما يدخر من جهد من أجل الحفاظ على تلك المقدسات
عبر كل الأزمان , حيث تنفق عليها السعودية مليارات من الدولارات سنوياً من أجل
راحة المسلمين والإحتفاء بهم ضيوفاً للرحمن , ففى ذو الحجة 1436 هجرية الموافق
9/2015 م بدأت أكبر توسعة فى تاريخ المسجد النبوى والتى أضافت مايعادل حوالى مليون
متر مربع لمساحته وشملت التوسعة أيضاً الحرم المكى الشريف حيث من المقدر أن تصل
قدرة الطاقة الإستيعابية إلى 105 ألف طائف وستستوعب تلك الزيادة كذلك أكثر من
مليون مصلٍ فى أوقات الذروة مما يقلل أو ينهى الحوادث والإختناقات الناجمة عن التدافع والإزدحام من المسلمين
القادمين لأداء شعائرهم الدينية فبالإضافة إلى " إعلان الرياض
" فى 17 مايو 2015 والذى كان بمثابة خارطة طريق لإنقاذ اليمن من مخاطر
الحوثيين ومساعدة دول التحالف له لبناء الدولة وبسط الأمن والسلطة والمؤسسات , فقد
إتضح جلياً أن السعودية كانت قد إتخذت القرار الصحيح بتشكيل التحالف الإسلامى
لمكافحة الإرهاب بجميع مظاهره وأشكاله وحماية الاُمة العربية والإسلامية من كل
الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة مهما كانت مسمياتها أو مذهبها , وقد تم
تشكيل ذلك التحالف من 20 دولة عربية وإسلامية بجانب قوات درع الجزيرة وبعض تلك
الدول ذات وزن عسكرى كبير كالسعودية وتركيا وباكستان والإمارات وأخرى ذات خبرة
قتالية عريقة كالجيش السودانى الذى خاض حروباً داخلية وخارجية لأكثر من خمسين سنة ومنها
إستعادة جزيرة إنجوان وتسليمها لحكومة جُزر القمر سنة 2008 م ’ و نفذ التحالف أكبر
التمارين العسكرية فى العالم من حيث
القوات المشاركة وإتساع منطقة المناورات وهى " رعد الشمال " والتى حُشد
لها أكثر من 350 ألف عسكرى ومشاركة أكثر من 2500 طائرة من طرازات مختلفة إضافة إلى
20 ألف دبابة وذلك فى منطقة حفر الباطن فى
السعودية وهى مناورات عسكرية مشتركة تهدف إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية
للعناصر المشاركة وكذاك تنفيذ مخطط التحميل والنقل الإستراتيجى من مناطق تمركزها
إلى موانئ الوصول بما يحقق الأهداف المرجوة من ذلك وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة
والإستعداد القتالى لمواجهة الأخطار التى تهدد أمن وإستقرار المنطقة من وحشية
الإرهاب والإرهابيين
مازلت أذكر إنه وقبل عدة سنوات كنت مشاركاً فى برنامج إذاعى إسمه – أنتم والحدث – وهو برنامج
تبثه إذاعة وراديو مونتى كارلو من فرنسا باللغة العربية من خلال إستضافة عدة
شخصيات من دول مختلفة عبر شبكة تواصل هاتفية مغلقة وكنت وقتها مقيماً فى مدينة
أبوظبى بدولة الإمارات , وقد كان الحدث موضوع البرنامج فى ذاك اليوم هو تجنيد
الأطفال وإستغلالهم لأداء مهام حربية أو إرهابية بدلاً من إرسالهم إلى صروح الدراسة والتعلم والتدرب فى المؤسسات
والشركات أو القطاعات الحكومية والمراكز الخدمية لإكتساب خبرات عملية حياتية فى
تلك السن المبكرة , وقد رفض جميعنا و من خلال تلك الإذاعة والتى تغطى السواد
الأعظم من دول العالم مبدأ الزج بالأطفال فى المعارك العسكرية وإستغلالهم من قبل
الإرهابيين فى معارك عقائدية وجهادية وذات طابع دينى أو غير دينى يخالف كل
القوانين والأعراف الإنسانية والأحرى تمكينهم فى الجهات التى يستطيعون
فيها مبادلة تحصيلهم الأكاديمى بالخبرات العملية , بل أكدنا جميعاً لمضيفنا بأننا نؤيد ونرى
الحل فى تدخل منظمة الأمم المتحدة حتى ولو تطلب الأمر إرسال قوات عسكرية أممية
للدول التى كانت ومازالت تستخدم الأطفال فى النزاعات المسلحة والعمليات الإرهابية
وترفض مبدأ حقهم فى التعليم وحرمانهم من مستقبل مُشرق وخاصة البنات منهم , وتعريف
الأمم المتحدة للطفل بأنه كل إنسان يقل عمره عن 18 سنة وهى السن التى لايكتمل نموه
البدنى والذهنى قبلها وقد صدرت الكثير من القرارات الأممية بذلك الشأن ومنها
القرار 1264/1999 , 1314/2000 , 1379/2001 , 1460/2003 , 1539/2004 , 1612/2005
والتى أدانت مراراً وتكراراً إستخدام الأطفال فى النزاعات المسلحة وتجنيدهم بطريقة
غير مشروعة مما يشكل خرقاً للقانون الدولى
بوحاً
لأهازيج الفرح يسعدنى أن أزف التهنئة وأسمى التبريكات للملك سلمان بن عبد العزيز
ال سعود بمناسبة قرب الإحتفال بزواج نجله فى المملكة المغربية والتهنئة لجلالة ملك
المغرب محمد السادس وعقيلته الأميرة سلمى والشعب المغربى بذلك الحدث الفريد
جمال حسن أحمد حامد
دولة الإمارات العربية المتحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق