الصَمغُ العَربِى
الكثير من البلدان وبعض المناطق الجغرافية فى
العالم لديها ثروات طبيعية هائلة وذات فوائد وإيرادات مرتفعة تجعلها تتميز بها عن
غيرها من حيث وفرة ونوعية الإنتاج والعوائد المُجزية لمثل تلك الثروات الطبيعية
التى تدخل فى الكثير من الصناعات والإستخدامات التى لا سبيل للإستغناء عنها لأى
دولة ما أو شركة ترتبط مصالحها ومنتجاتها بها , فعلى سبيل المثال فإن بلد مثل السودان وبما يتمتع به من ثروات حيوانية هائلة
تُقدر بالملايين من حيث تعدادها والمليارات من حيث قيمتها وكذلك كل أنواع الخضروات
والفواكه والمحاصيل الأخرى والمعادن فإن الوضع يتطلب منه تنمية تلك الثروات وتطوير
مواردها وزيادة صادراتها فى عالم صارت المصالح الإقتصادية فيه تقتضى مراعاة صادرات
السودان إلى دول العالم الأخرى وشركاته فى تلك الدول مثلما يقوم السودان بذات
المعاملة للدول التى لديها شركات وإستثمارات ومصالح فى السودان من أجل عوائد تسهم
فى تنفيذ الخطط والبرامج الداخلية لكل بلد وبما يخدم تطلعات وطموحات مواطنيه , إذ
أن السودان أيضاً يُعتبر من أكبر الدول التى تزخر بالعديد من الأشجار التى نادراً
ما توجد فى مكان اَخر وتدخل ثمارها فى الكثير من الصناعات والأدوية العلاجية وأهم
تلك الأشجار هى التبلدى , العرديب , الهجليج , الكركدى , القَرَض وكذلك أهم تلك
الثمارعلى الإطلاق ما يُستخرج من صمغ عربى من شجرتى الهَشَاب والطَلح , وقد ظلّت عوائد
وإيرادات كل تلك الثروات مجتمعة ذات فضل كبير فى تماسك الإقتصاد السودانى وعودته
لمكانته السابقة فى طليعة دول المنطقة مرة أخرى فى ظل إنكماش عائدات النفط وبعض
المعادن الأخرى التى كان يعتمد عليها فى تنفيذ برامجه وخططه لتسيير عمليات التعمير , تطوير الإقتصاد , تمويل الصناعات , المساهمة فى التنمية وتمويل عمليات إستيراد السلع والمواد وكذلك رفد خزينة
الدولة بإحتياطى العُملات و النقد الأجنبى
الصمغ العربى الذى يستحوذ السودان على 80% من
إنتاجه العالمى ويشكل مع باقى المنتجات والصادرات الأخرى مصدر دخل مهم لدعم
الإقتصاد السودانى ويقع فى حزام زراعى يُطلق عليه " حزام الصمغ العربى "
ويمتد على مساحة 500 ألف كيلومتر مربع بين خطى عرض 10 إلى 14 شمال خط الإستواء له
أهمية عالمية كبيرة جداً ولا تكمن أهميته للسودان فقط من الناحية الإقتصادية ولكنه
مُنتَج مهم لكل دول العالم , حيث يدخل فى الكثير من الصناعات الدوائية , إنتاج
الطلاء , زجاج السيارات , العطور والمواد اللاصقة , الطباعة الحجرية , صناعة
الملابس والنسيج والأهم من ذلك كله أن الصمغ العربى هو المادة الأساسية فى صناعة
مشروب البيبسى وكذلك الكوكاكولا وتستورد الولايات المتحدة الأمريكية وحدها حوالى
70% من إنتاج السودان بشرائه من أجل شركاتها وتحديداً شركة كوكاكولا التى تبلغ
أرباح مبيعاتها بلايين الدولارات معتمدة تماماً على الصمغ العربى وقد ظلّ الطلب
عليه دائماً فى حالة ثبات وإزدياد أحياناً دون أن يتأثر بإزدياد أو إنحسار
العلاقات الإقتصادية فى المجالات الأخرى ومثلما تُعتبر كُبريات شركات الخدمات الإلكترونية
والمعلوماتية كغوغل ومايكروسوفت وفيسبوك وغيرها أعمدة أساسية للإقتصاد الامريكى
إضافة للشركات الأخرى العملاقة فى مجالات الصناعات فإن شركة كوكاكولا تُعتبر من
أهم الشركات فى العالم وليس فى أميركا فقط التى تعمل فى مجال السلع الإستهلاكية ودعامة
قوية للإقتصاد الامريكى بأرباح قدرّها تقرير فوربس بتاريخ 22 يوليو 2019 وبعض
المواقع المتخصصة الأخرى بأن تكون أرباح الشركة لذلك العام بين 34.8 إلى 37 بليون
دولار وهكذا يثبت الصمغ العربى مصحوباً بالمنتجات الأخرى بأن السودان من أغنى البلدان
فى المجال الإقتصادى أيضاً إضافة إلى المجالات الأخرى وشعبه يستحق الحياة الكريمة
والرفاهية والتمتع بخيراته وأمواله وكذلك المزيد من الإستقرار والتطور والإندماج فى المجتمع الدولى دون قيود أوعراقيل
تنهى عنها المواثيق والقوانين وتحد من دوره الفعّال والطبيعى فى المنظومة الدولية كما يجب وكما هو الحال لكل الدول الأخرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق