الجمعة، 21 أكتوبر 2016

الوثيقة الوطنية


بسم الله الرحمن الرحيم

جمهورية السودان




مؤتمر الحوار الوطني
الخرطوم ١٠ أكتوبر ٢٠١٦
الوثيقة الوطنية


                                                 بسم الله الرحمن الرحيم
                                          الوثيقة الوطنية    


توطئة :


نحن أهل السودان الممثل في التنظيمات السياسية والحركات المسلحة وقوى المجتمع بكافة مكوناته وشرائحه والشخصيات الوطنية والقومية، إدراكاً منا بما يتميز به هذا الوطن وبإرثه الحضاري المتفرد وموقعه الأستراتيجي بالقارة الإفريقية، وإستلهاماً من وجدان شعبه، وتأكيدا للقيم النابعة من تنوعه وتعدده والتي تعتبر مصدر قوة ومنعة، وتعبيراً عن آمال وتطلعات شعبه المنعقدة لتأسيس دولة قوية وعظيمة ينعم فيها أبنائه وبناته بحياة كريمة.
وإنطلاقاً من خصوصية هذا الشعب التي تتوحد مشاعره الوطنية نحو السمو والرفعة لوطنه رغم كل ماأكتنف مسيرته منذ استقلاله.
وإذ نؤمن بأن إرادته دوماً وستظل غلابة في تحقيق غاياته ومستقبله متحدياً كل الصعاب وإعترافاً وإعتباراً بما شهدته بلادنا من تباين وإختلاف وصراع بين أبنائه مسلحاً ومدنياً وتجاوزاً لذلك الماضي وجراحاته.
وإيماناً منا أن قضايا السودان لاتحل إلا عبر الحوار، لذا نبعت فكرة الحوار الوطني عبر مبادرة كريمة من رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، كحزمة متآذرة من الحوار السياسي  )الحزبي( والحوار المجتمعي، فضلاً عن برنامج إصلاح أجهزة الدولة، إستشعاراً منه بالمسئولية الوطنية الهادفة وتحقيقاً وتجسيداً لأمل وطني لتوحيد إرادة الأمة نحو تحقيق أهدافها المشتركة لبناء السودان ووحدة شعبه وحماية ترابه الوطني .
وإننا ندرك أن مبادرة الحوار الوطني والمجتمعي أمر حتمي فرضته ضرورات وطنية وتحديات بالغة الأهمية لمواجهة المخاطر التي تهدد كيان ووحدة تراب الوطن وشعبه، ونسعى عبرها لإعادة إنتاج دور سوداني مشرف تجاه الإنسانية ليتم علي خلفيتها، وإستلهاما لروح معانيها وغاياتها وقيمها، ووضع الإستراتيجيات والخطط والسياسات الوطنية، لتتبلور خلفها الإرادة بالتنفيذ الجاد المسئول.
وإذ نشير لتدافع وقبول جميع القوى وإستجابتهم لتلك المبادرة الهادفة لتحقيق الحلم الوطني الذي يجمع ويوحد الإراده الوطنية المعبرة عن حماية المصالح العليا للدولة والوطن وتأكيداً لوحدة شعبه وحرمة دماء أبنائه وبناته.
ونحن إذ نشهد ونشيد بتوافر الإراده السياسية للدولة وتصميم وعزيمة المشاركين في الحوار الذي أسهم ويسر لنا تتويج هذا الجهد بمخرجاتٍ وبوثيقة وطنية تؤسسان لعقد إجتماعي بين أبناء السودان يعزز ويرسخ من خلالها مبادئ الحرية والشورى والديمقراطية وسيادة حكم القانون والعدالة والمساواة 
واننا إذ نؤكد على إحترام وتعزيز وحماية حقوق وكرامة الإنسان السوداني التي أرستها الشرائع السماوية والمعاهدات والمواثيق الدولية وقيمه الروحية وأعرافه وتقاليده المرعية الحسنة.
وإذ تقاطرت جموعنا، التي ضَمّت تسعة وثمانون حزباً وستة وثلاثون حركة مسلحة بالإضافة إلي ممثلي المجتمع المدني والشخصيات القومية، في لقاءٍ وطني جامع ومشهود بقاعة الصداقة بالخرطوم أذهل الجميع تسامت فيه كافة القيادات فوق خلافاتها وجراحها وتلاقت وتصافحت وتعاهدت لطي صفحة الماضي عبر حوار يسع ويعم الجميع لا يستثني احداً عبر التراضي والتوافق وإيلاء قيم الحوار مبدأً لا نحيد عنه، إعترافاً بالأخر وإقراراً بالتعدد والتنوع لبناء دولة الوطن التي تسع الجميع .
وإستدراكاً منا للتحديات الكبيرة والمخاطر التي تحدق بالوطن، إنخرط الجميع في التداول حول المحاور الأساسية لقضايا الوطن في الهوية، والسلام والوحدة، والحريات والحقوق الأساسية، والإقتصاد، وعلاقاتنا الخارجية وحسن الجوار، وقضايا الحكم ومخرجات الحوار، تأميناً لمسيرة البلاد ولصونها وحمايتها تفجيراً لطاقاتها واستغلالاً لمواردها وتوظيفها من أجل أن ينعم الشعب بحياة كريمة متجاوزين عقوداً إتسمت بعدم الإستقرار بأبعاده المختلفة سياسياً، وأمنياً، وإقتصادياً ومجتمعياً كنتاج لإختلاف في الرؤى والأفكار التي يمكن أن نتواضع ونتوافق عليها لبناء هذا الوطن العظيم.
وتعبيراً عمّا إلتزمنا به فقد شهدنا وشاركنا عبر حوار بناء وصريح وعميق تأكدت وتجلت فيه عظمة وكبرياء هذا الشعب رغم كل التحديات والصعاب التي واجهت مسيرة الحوار وتواثقنا علي الاتي :

الهوية :

بأننا سودانيون هويةً، وهويتنا إكتسبت بُعدها من الثقافات والأعراق المشتركة في تكوينه ، وإمتزاجها أعطى هذا الكيان المتفرد من أهل السودان رسمه ووصفه وسمته، وهي بعدٌ ذو خصوصية لموقعنا الجغرافي حيث أدت لتلاقح بين الثقافات أطر ثقافتنا السودانية بمكوناتها وأجزائها المتنوعة، منحدرين عبر تاريخ طويل تعاقبت فيه الحضارات المبدعة فشكلت ذاكرته وتراثه وغذّته الأديان السماوية المتعاقبة بالقيم الفاضلة التي يعمر بها وجدان أهله، وفي هذا الأطار تصبحالمواطنة ولاءً وجدانياً وانتماءً شاملاً للوطن الذي يعكس ويجسد مكوناته الحضارية والقيمية والثقافية وتقاليده وأعرافه المرعية وتقوم عليها قاعدة المساواة في الحقوق والوفاء بالواجبات والتي تتجاوزالأنتماءات الأضيق )الإثنية والقبلية والجهوية والطائفية والمذهبية( والإرتقاء بمفهوم الإنتماء الوطني الأرحب المستصحب لكل الأبعاد السياسية والثقافية والإجتماعية وتحقيق معاني الإنتماء للوطن والولاء له وعدم المساس بحرماته او الإساءة اليه والعمل على إبراز الصورة المشرفة له فى  الداخل والخارج .

 الإقرار بالتنوع والإعتراف بالتعدد الثقافي والإجتماعي لمكونات الشعب السوداني والتي تشكل مع قيمه القاعدة لهويته السودانية.
 غرس وبناء معاني الهوية وتعزيزها في وجدان النشئ بإعلاء قيم المواطنة.

الحريات والحقوق الأساسية :

 الحرية هبة من الله وهي مسئولية أخلاقية ووطنية صوناً وإشاعتها حقا للجميع.
 إقرار دستور ينبع ويعبر عن إرادة الشعب.
 تكون المواطنة هي الأساس والمعيار لكافة الحقوق والواجبات لكل أبناء السودان.
 حرية الفكر والإعتقاد وممارسة الشعائر الدينية دون إكراه او تضييق.
 إحترام وتعزيز وحماية حقوق وكرامة الإنسان.
 تعظيم قيمة وهيبة دولة القانون وإرساء قيم العدل والمواطنة ونبذ العصبية والجهوية بكل أشكالها.
 إعمال مبادئ الشفافية والمساءلة المحاسبية والمؤسسية وسيادة حكم القانون.
ممارسة الشورى والديمقراطية منهجا وأساسا للحكم من خلال التعددية السياسية.
حرية التعبير والتنظيم والتجمع والتنقل والمشاركة في الحياة العامة.

السلام والوحدة :

 تأكيد السيادة الوطنية وحماية المصالح العليا والولاء والإنتماء للدولة.
 نبذ العنف بكل أشكاله وصوره والإلتزام بمبدأ الحوار لتناول كافة قضايا الوطن.
 تعزيز ثقافة السلام والتسامح والتراضى والسعى للبناء الوجداني الذي يعزز التصالح الوطني.
 بناء وتمتين النسيج الإجتماعي وترسيخ السلم والتعايش السلمي بين أبناء السودان.
 حماية الأسرة ورعاية النشئ بتحقيق الضمان والحماية والأمان الإجتماعي.
 تأمين وتمكين وتعزيز مشاركة المرأة في الحياة العامة.
 تعزيز قدرات الدولة في تحقيق الأمن الشامل وتحصين المجتمع ضد الجريمة.
 إرساء قيم العدل والمساواة بين أبناء الوطن في أطار دولة القانون.
 تفعيل دور المجتمع المدني والاهلي ودعم مبادراته.

الإقتصاد :

 إعتماد فلسفة إقتصادية تقوم على الحرية والمسئولية الإجتماعية ، وتؤسس لعدالة توزيع الدخل القومي والمحافظة على البيئة وإستدامة الموارد وتهيئ لإمتلاك القدرات التنافسية للإنتاج الوطني ومن ثم الإنفتاح علي الأسواق العالمية.
تحقيق تنمية إقتصادية وفق رؤية إستراتيجية شاملة تقوم على المعرفة، ترتكز على المعاني الإنسانية والإجتماعية والبيئية .
 إعتماد استراتيجية قومية للتخطيط والتنمية الإقتصادية بما يحقق أهداف التنمية المستدامة ويجسد التوازن التنموي ويعزز العدالة الإجتماعية والرفاه للشعب ويكافح الفقرمع مراعاة التمييز الايجابي للمناطق التي تأثرت بالحرب.
 إعتماد توجه إستراتيجي إقتصادي مختلط، يقوم على الزراعة والصناعة والمعادن والسياحة والخدمات والسعي لإستغلال وتوفير الطاقات النظيفة والمتجددة.
 السعي لتحقيق الإكتفاء الذاتي والأمن الغذائي.
 توسيع فرص التشغيل في الإقتصاد الوطني ومكافحة البطالة.
 تهيئة الترتيبات الداخلية المناسبة لإدارة الشراكة الإقتصادية الإقليمية والدولية.
 حماية البيئة والموارد الطبيعية والحقوق المائية.

العلاقات الخارجية :

تَبَنّي سياسة خارجية تحقق التوازن بين مقتضيات المصلحة الوطنية العليا بما يعزز المصالحالمشتركة التي تلبي طموحات الشعب وتعلي مبادئه.
إنتهاج سياسة حسن الجوار مع كافة الدول وتأكيد وتعزيز علاقات التكامل والتعاون في المحيطينالإقليمي والدولي.
التأكيد على إحترام المعاهدات والمواثيق الدولية التي صادق عليها السودان والسعي لتعزيز العدالة في العلاقات الدولية.
الإحترام المتبادل بين الدول وعدم التدخل في شئون الأخرين.
تَبَنّي سياسات تهدف الى تحقيق الأمن والسلم العالمي ومحاربة ومكافحة التطرف العنيف والإتجاربالبشر.

قضايا الحكم ومخرجات الحوار :

 إختيار الحكم الفدرالي نظاما للحكم في مستوياته الثلاثة الإتحادي، الولائي، المحلي مع إيلاء دور أكبر للحكم المحلي.
 إعتماد النظام الرئاسي نظاما للحكم،ويجري إختيار الرئيس فيه بالإنتخاب الحر المباشر.
 يرتكز نظام الحكم على أُسس ومعايير ومنهج الحكم الراشد،ويتم تداول السلطة فيه سلمياً في أطارمنافسة حرة نزيهة.
 يكون للدولة مجلسان أحدهما للنواب والأخر للولايات.
 إعتماد مبدأ الفصل بين السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية.

ونحن إذ نؤكد أهمية توفير السند الشعبي لإدارة الدولة وتوحيد إرادتها وتعزيز قدراتها التفاوضية والتأسيس العلمي لسيادة نظامها ولبلورة مسارها الإستراتيجي لتحقيق الغايات الوطنية في مقدمتهاالتشارك الوجداني والرضا الوطني، وذلك من خلال :
 التوافق حول الوثيقة الوطنية والإلتزام بها والمحافظة عليها وحمايتها.
 بناء إستراتيجية قومية تنبع منها خطة للدولة تكون ملزمة للجميع معبرة عن الرؤيا الوطنية السودانية، يتم إعدادها على هدي وروح الوثيقة الوطنية وتوصيات الحوار الوطني والمجتمعي.
 تحقيق التكامل والتناسق للعمل الوطني من خلال مراجعة وتنسيق السياسات والتشريعات لتتناغم مع روح ومعاني الوثيقة الوطنية والإستراتيجية القومية.
 الإصلاح الشامل لأجهزة الدولة .
 تحقيق الرضاء والوفاق الوطني والإنتماء للدولة.
 سيادة حكم القانون والنظام وروح المؤسسية والحريات.
وإيمانا منا بضرورة تعزيز القوة العلمية والتقنية للدولة والتحول نحو مجتمع المعرفة والتميز والإبتكار، بغرض توفير السند التقني والإنتاج المعرفي المطلوب لتحقيق الغايات الوطنية والتعامل مع قضايا المسارالإستراتيجي للدولة، والذي يفضي للسلام والتطور والتقدم ويحقق التميز والجودة والكفاءة والمواكبة والمحافظة علي البيئة والإستغلال الأمثل للموارد.
وتأسيسا لإعلام مهني مسئول، يحقق المبادرة والقدرة على وصول ومخاطبة الجمهور المحلي والعالمي تحقيقاً للغايات الوطنية ولِقِيَم ومرتكزات الوثيقة الوطنية وتعزيزاً لثقافة الدولة والسلام والتعايش السلمي ونبذاً للعنف وتعزيزاً للإنتماء الوطني وتشجيعاً للوحدة الوطنية.
وإدراكاً منا بضرورة تحقيق الضمان والحماية والأمان الاجتماعي والمحافظة على مجتمع متجانس متفاعل إيجابياً يعزز حقوق الانسان وكرامته وعزته وجدانياً ونفسياً وعقلياً وبدنياً، ونشر المعرفة محواً للأُمية وتوفير المورد البشرى المؤهل من حيث السلوك الأخلاقي المهني وتنمية المهارات والقدرات والإنتماء للوطن من خلال :
 الإرتقاء بالقيم والنهوض بالمستوى الفكري والوجداني الذي يستوعب تحديات العصر.
 تطوير المورد البشري السوداني بمعارف ومهارات تناسب التحديات المحلية والعالمية وتسهم في تعزيز الهوية السودانية وصياغة السلوك الوطني والمهني المناسب لتحقيق النهضة وبناء المستقبل المنشود وإرساء التعايش السلمي في ظل التعدد وتسهم في تشكيل العقل القومي وتعزيز الولاء والحس والإنتماء الوطني.
 تأسيس نظام تعليمي وتربوي، فعال.
تقوية البناء الأُسري وتعزيز دور الأُسرة في التنشئة وتطوير آليات الحماية الإجتماعية وتنمية ورعاية ذوي الحاجات الخاصة.
 توفير خدمات صحية وقائية علاجية متطورة متوازنة مستدامة وشاملة.
 تنمية قدرات الشباب المعرفية والإنتاجية والثقافية بما يعزز الهوية والإنتماء للوطن ويعزز مشاركتهم في تحقيق التنمية ويمكنهم من تحقيق تطلعاتهم والتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته بكفاءة.
وإلتزاما منا نحو إستنهاض كافة شرائح الشعب السوداني ومكوناته السياسية والإجتماعية المعبرة عن آماله وتطلعاته للتوافق والتعاضد تحقيقاً لوحدة إرادة الأمة نحو التصالح الوطني والتعايش السلمي نعلن أن الوثيقة الوطنية تفسح المجال للقوى السياسية والحركات المسلحة التي لم تشارك في الحوار الوطني للإنضمام اليها.
وتمشياً مع روح هذه الوثيقة نُعّبرعن إلتزامنا بأن نضع مصلحة الوطن فوق كل إعتبار تحديداً للأهداف والمبادئ والمرتكزات التي يتأسس عليها مستقبل السودان من وحدة شعبه وتعبيراً عن هويتنا كسودانيين التي تعززها وترسخها الوثيقة الوطنية.
ونؤكد من واقع مسئوليتنا الوطنية، التزامنا الكامل بما توصلنا اليه في الحوار الوطني من مخرجات، ونعلن تعهدنا بالمضي قدماً لتنزيله وتطبيقه واقعاً ملموسا بين كافة قطاعات ومكونات وشرائح أهل السودان. وإيفاءاً لهذا الالتزام وتحقيقا له بإرادة وطنية خالصة نُوَقِّعُ علي هذه الوثيقة لنفتح صفحة جديدة نأمل أن تكون ناصعة من تاريخنا.






الأربعاء، 5 أكتوبر 2016

World teachers day اليوم العالمى للمعلمين




تحية تبجيل وتقدير لكل المعلمين الذين تفانوا فى تربية وتعليم الأجيال تلو الأجيال من أجل مستقبل يزخر بالنماء وحياة أفضل للبشرية وذلك بمناسبة يوم الخامس من أكتوبر والذى خصص للإحتفاء بهم  كيوم عالمى للمعلمين فى كل سنة .

                                                                                                           

                                                                                                      جمال حسن أحمد حامد

          

                                                                    

الجمعة، 23 سبتمبر 2016

إمتثال

                                                                                  إمتثال 

    إمتثال مع الشخصيات التى حضرت إجتماع المائدة المستديرة مع الرئيس أوباما خلال زيارته لمسجد بلتيمور فى ولاية ميريلاند


خلال إفتتاح جلسة منظمة الأمم المتحدة غير العادية فى 18 سبتمبر2016م والتى خصصت لإطلاق برنامج اللجنة الدولية لتمويل فرص التعليم العالى , لم يكن أمام المنظمة الدولية سوى الإستجابة لتميّز وإبداع الشاعرة  الدكتورة السودانية : إمتثال ابراهيم محمود الإمام  لتفتتح تلك الجلسة بإحدى قصائدها الثائرة , فهى الشاعرة الدارفورية المقيمة في أميركا والتي تخرجت في كلية الطب في جامعة ييل الأميريكية و سطع نجمها في مطلع نوفمبر من العام 2015 بعد أن أبهرت العالم بفوزها بجائزة المهرجان الدولي للشعر المنطوق والذي نظم في العاصمة واشنطن دى سى بمشاركة عشرات المتسابقين من أنحاء العالم , و قد تصدرت بعدها صفحات الصحف العالمية ووسائل التواصل الاجتماعي , وقد أكدت منظمة الأمم المتحدة فى تلك الجلسة الإستثنائية مبدأ  أحقية الأطفال فى التعليم  والحياة الكريمة وخاصة اللاجئين منهم وعدم حرمانهم من ذلك بسبب الحروب والنزاعات وأن يتحمل قادة و حكومات الدول والمجتمع مسؤولياتهم فى تنفيذ ذلك , وقد كانت إمتثال مؤهلة فى أن تنوب عن أندادها حول العالم  فى توصيل الرسالة التى تبين ماتعرضوا له من ظلم وتهميش وإستغلال , بل وبدت كأنها أيضاً تقول للمستعمرين  الذين غادروا قبل عشرات السنوات " حين دفنتم أسلافى هناك وغادرتم افريقيا نسيتم بأنهم بذور "

إمتثال إبراهيم محمود الإمام أو " إيمي " كما تعرف إعلامياً في أميركا هي البطلة الحالية ل - بطولة الشعر الدولية الفردية الكبرى -(World Poetry Slam ) أو  (iWPS)) وهي فتاة سودانية أميركية من دارفور  ولدت بمدينة الفاشر في العام 1993 و هاجرت مع أسرتها إلي اليمن ثم أميركا في العام 1998 , فوالدها طبيب جراح وهو الدكتور / إبراهيم الإمام ووالدتها هى / الدكتورة أميرة تبن ومتخصصة فى المعامل الطبية وهما من أقدم النشطاء في الحقلين السياسي والإنساني في قضية دارفور في أميركا , وتعودت الأسرة زيارة وطنهم السودان بإستمرار سواء في الخرطوم أو دارفور في الإجازات والتواصل مع من بقى من أهلهم وكانوا شهود على جانب من المآسي التي حدثت لأهلهم وأقاربهم في دارفور بسبب الحروب هناك مما خلق للإطفال وعي كامل بجذورهم ومشاكل بلدهم وهو ما شكل وجدانهم الأدبي , كما أن إرتباطهم بالوطن كان له الأثر أيضاً في اللغة العربية والتنشئة الدينية المعروفة  في مجتمعات دارفور , فعلى المستوى الأدبى ظهر نبوغ إمتثال الشعري مبكراً , فكانت المذابح التي حدثت لأهلها وذويها هي مرتكز أعمالها الأدبية و التى مكنتها من الظفر بالعديد من الجوائز الأدبية وقدشاركت في مسابقة الشعر الدولية الفردية  العريقة   في 2013 وحصلت على مركز متقدم ثم شاركت في نسختها الأخيرة في العاصمة واشنطون دي سي في إكتوبر الماضي مع 96 متسابقاً من حول العالم وأحرزت تلك البطولة , وكانت مشاركتها عبر أروع قصائدئها وهى قصيدة "رصاصات" , " ناس مثلنا" والقصيدة الأخيرة التي ألفتها قبل لحظات من النهائي وإسمها " أمي "  وهى عن أمها وجدتها ونساء دارفور عموماُ وكانت أمها في تلك الأثناء في السودان في دارفور للعزاء فى وفاة جدها .
إختارتها بي بي سي ضمن برنامجها " 100أمراة مؤثرة حول العالم للعام 2015 " في ديسمبر الماضي ، كما كانت إمتثال أصغر الشخصيات الإسلامية المؤثرة التي حضرت إجتماع المائدة المستديرة مع الرئيس أوباما خلال زيارته الشهيرة لمسجد بالتيمور بولاية مريلاند , و تشارك إمتثال في العديد من المنتديات الأدبية والسياسية على مستوى ألولايات المتحدة وأصبحت وجه إعلامي مألوف , فقد أجرت معها وتناقلت أخبارها العديد من وسائل الإعلام في أميركا وحول العالم وهى التى درست   في جامعة ييل العريقة و سبقتها شهرتها الأدبية للجامعة , فبمجرد إلتحاقها هناك ألتحقت بمجموعة Oye الشعرية و أسست فريقاً للشعر بالجامعة  وكانت  تقوده  وتقوم بالمساعدة في تدريبه . 

أما في مجال العلوم فقد ظهر تميّز إمتثال منذ صغرها و من أهم إنجازاتها في العلوم :-

*  2008 (في سن الرابعة عشر ) فازت بالمركز الثانى وميدالية فضية فى الرياضيات بين طلاب المتوسط فى مسابقة دالوير فاللى للعلوم
* 2009 حصلت على المركز الأول والميدالية الذهبية فى الرياضيات بين طلاب الثانوى على مستوى أميركا 
* 2010 حصلت على المركز الثاني على مستوى الولايات المتحدة في مسابقة العلوم التي تنظمها لجنة جائزة جورج واشنطن عبر بحثها الرفيع عن البكتريا القولونية 

* 2011 حصلت على المركز الأول في مسابقة العلوم عبر بحثها المتميّز حول تأثيرات سموم الأرسينات في زيادة حالات الإجهاض عند النساء الحوامل و مواصلة لنفس البحث الذى فازت به على مستوى الولاية المتحدة في العلوم للعام 2012 أيضاَ .

* 2011 كانت ضمن الخمسة على مستوى الولايات المتحدة الذين فازوا بمنحة "ليونور أنينبيرغ" الدراسية المرموقة وهي منحة تغطي الرسوم الدراسية وكل المصاريف الأخرى لأى من الجامعات الأمريكية مثل هارفارد ، جونهوبكنز ، وييل ، وإختارت إمتثال جامعة ييل لدراسة الطب والإستمرار في أبحاث العقم والأحياء الجزيئية 

تجدر الأشارة إلي أن والدتها الدكتورة / أميرة تبن أيضاً من أشهر شاعرات العامية فى السودان ويطلق عليهن فى دارفور  " حكامات "  وشقيقيتها  الصُغرى / آفاق ابراهيم الإمام 1996 هي أيضاً شاعرة وكاتبة مسرحية فازت سنتين على التوالي بالكتابة المسرحية على مستوى الولاية المتحدة , وبخلاف الشعر والأدب الذي تكتبه الشقيقتان باللغتين العربية والإنجليزية فلهما نشاط قوى في شرح مظالم شعب دارفور  و إتحادات السود وكذلك إتحاد العرب والمسلمين وتقومان بتدريس اللغة العربية للجاليات 

    * افيديو قصيدة " ناس مثلنا " 







الأربعاء، 17 أغسطس 2016

إنتِماء


                                إنتِماء



عُهُوْدٌ سَرَتْ فِى جُذورِ الهَويّه

طَوَتْ سِرّهَا فِى وَلائى

وهَامَتْ تَجُوب الفَيافِى

جَنوباً تَغَنَّتْ  بِشَرْقِى وغَرْبِى

وعَادَتْ شمالاً تبِيح الهَوَى فِى بِلادِى

لتَسْتَنْهض الفَجْر والذَات عُظْمَى وكُبْرَى

كَظِلّ أتَى مِنْ رِياضٍ قَصِيّه

لِيرْخِى عَلينا تَحِيّات  شَمْس تَوَارَتْ لِتأوى

وكالإنتِصَارات مَمْهُورَةً بالمَعَانِى  

فَرَايات أوطَانها مَحْوَرَتْ إنتِمَائى


                                     

                                    جمال حسن أحمد حامد

                                 دولة الإمارات العربية المتحدة

السبت، 16 يوليو 2016

لَحْظَةُ تَدَلَّتْ مَعَ الْأَطْنَاب

                                      

                                     لَحْظَةُ تَدَلَّتْ مَعَ الْأَطْنَاب       

    

  فى نهاية شهر رمضان الفضيل سنة 1985 م إنطلق الأمير سلطان بن سليمان بن عبد العزيز ال سعود على متن مكوك الفضاء الأميريكى ديسكفرى فى الرحلة جى 51 حول الأرض لأول رائد فضاء عربى مسلم ينال ذلك السبق , تلك الرحلة التى أيقظت طموح الملايين من البشر وساقتهم إلى التقدم فى دروب العلوم والتكنلوجيا  وقد كانت تلك الرحلة تنصب فى خدمة الإسلام والمسلمين والاُمة العربية بكل المقاييس , وفى مكالمة تأثر بها مئات الملايين من المتابعين  تلقى الأمير سلطان مكالمة من والده الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود قائلاً ( أهلاً ياسلطان والحمدلله على نجاح رحلتك , أرجو أن تبلغ تحياتى لزملائك ووالدتك وأختك يسلمون عليك وطيبين وبخير , وإن شاء الله نشوفك بالسلامه , وبالتوفيق , وأحسن خبر سمعته اليوم إنك ختمت القران فى الفضاء وهذا شئ أشكر الله عليه دايم التوفيق إن شاء الله ومع السلامه ) 
                 المقدمة السابقة ليست إلا نموذجاً على أن المملكة العربية السعودية كانت ومازالت تؤمن بالعِلم والتقدم نحو مستقبل معاصر تضاهى به دول العالم الأولى وقد أنشأت وطورت من أجل ذلك أفضل الجامعات والقطاعات الصناعية ومراكز البحوث والدراسات وقد صاغ ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان كل طموحات ومساعى المملكة العربية السعودية فى إستراتجية ( رؤية 2030 ) ولم تكن قط دولة متقوقعة فى براثن التشدد الدينى ومكبلة بقيود الرجعية والتخلف , وحين تعلق الأمر بمناصرة الشعوب المغلوب على أمرها ودعم الشرعية فإن المملكة العربية السعودية ومعها دولة الإمارات والسودان وقطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب شاركوا فى قيادة عملية ( عاصفة الحزم وإعادة الأمل ) ومعهم بعض الدول الأخرى والتى لم تشارك ولكن تُسمى دول داعمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من أجل عودة الشرعية والإستقرار والتنمية للشعب اليمنى الشقيق , وعلاوة على ذلك فإن المملكة العربية السعودية ظلت تترصد وتتصدى لكل الأحداث أوالمخططات التى من شأنها أن تمس أمن وسلامة أى من الدول العربية والإسلامية , بل إمتد الأمر حتى إلى الدول الأخرى عندما تعلق بمكافحة الإرهاب الذى دأب على قتل الأطفال والنساء و الأبرياء من المدنيين مثل الجريمة الإرهابية النكراء التى وقعت فى مدينة نيس الفرنسية بتاريخ 14/7/2016 وراح ضحيتها أكثر من 84 قتيلاً وحوالى خمسين طفلاً مصاباً نُقل إلى المستشفيات وقد أدانتها كل دول العالم وأعلنت تضامنها مع أسر الضحايا ومنها دولة الاإمارات , ومع أن دور العبادة والأماكن المقدسة لكل الديانات ظلت دائماً محل إحترام الديانة الإسلامية فإن العالم قد تفاجأ بأخطر وأكثر الأفعال غرابة وتنافياً مع القيم البشرية حينما قام البعض من المهوسيين الدينيين من الجماعات الإسلامية المتطرفة  بتفجيرات إرهابية بالقرب من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة , متجاهلين أن تلك الأماكن المقدسة إنما هى تخص كل من يدين بالإسلام فى شتى بقاع المعمورة وأن كل مسؤول سعودى بذل كل ما  يدخر من جهد من أجل الحفاظ على تلك المقدسات عبر كل الأزمان , حيث تنفق عليها السعودية مليارات من الدولارات سنوياً من أجل راحة المسلمين والإحتفاء بهم ضيوفاً للرحمن , ففى ذو الحجة 1436 هجرية الموافق 9/2015 م بدأت أكبر توسعة فى تاريخ المسجد النبوى والتى أضافت مايعادل حوالى مليون متر مربع لمساحته وشملت التوسعة أيضاً الحرم المكى الشريف حيث من المقدر أن تصل قدرة الطاقة الإستيعابية إلى 105 ألف طائف وستستوعب تلك الزيادة كذلك أكثر من مليون مصلٍ فى أوقات الذروة مما يقلل أو ينهى الحوادث والإختناقات  الناجمة عن التدافع والإزدحام من المسلمين القادمين لأداء شعائرهم الدينية                                                      فبالإضافة إلى " إعلان الرياض " فى 17 مايو 2015 والذى كان بمثابة خارطة طريق لإنقاذ اليمن من مخاطر الحوثيين ومساعدة دول التحالف له لبناء الدولة وبسط الأمن والسلطة والمؤسسات , فقد إتضح جلياً أن السعودية كانت قد إتخذت القرار الصحيح بتشكيل التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب بجميع مظاهره وأشكاله وحماية الاُمة العربية والإسلامية من كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة مهما كانت مسمياتها أو مذهبها , وقد تم تشكيل ذلك التحالف من 20 دولة عربية وإسلامية بجانب قوات درع الجزيرة وبعض تلك الدول ذات وزن عسكرى كبير كالسعودية وتركيا وباكستان والإمارات وأخرى ذات خبرة قتالية عريقة كالجيش السودانى الذى خاض حروباً داخلية وخارجية لأكثر من خمسين سنة ومنها إستعادة جزيرة إنجوان وتسليمها لحكومة جُزر القمر سنة 2008 م ’ و نفذ التحالف أكبر التمارين  العسكرية فى العالم من حيث القوات المشاركة وإتساع منطقة المناورات وهى " رعد الشمال " والتى حُشد لها أكثر من 350 ألف عسكرى ومشاركة أكثر من 2500 طائرة من طرازات مختلفة إضافة إلى 20 ألف دبابة  وذلك فى منطقة حفر الباطن فى السعودية وهى مناورات عسكرية مشتركة تهدف إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر المشاركة وكذاك تنفيذ مخطط التحميل والنقل الإستراتيجى من مناطق تمركزها إلى موانئ الوصول بما يحقق الأهداف المرجوة من ذلك وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والإستعداد القتالى لمواجهة الأخطار التى تهدد أمن وإستقرار المنطقة من وحشية الإرهاب والإرهابيين                                    
  مازلت أذكر إنه وقبل عدة سنوات كنت مشاركاً فى  برنامج إذاعى إسمه – أنتم والحدث – وهو برنامج تبثه إذاعة وراديو مونتى كارلو من فرنسا باللغة العربية من خلال إستضافة عدة شخصيات من دول مختلفة عبر شبكة تواصل هاتفية مغلقة وكنت وقتها مقيماً فى مدينة أبوظبى بدولة الإمارات , وقد كان الحدث موضوع البرنامج فى ذاك اليوم هو تجنيد الأطفال وإستغلالهم لأداء مهام حربية أو إرهابية بدلاً من إرسالهم إلى  صروح الدراسة والتعلم والتدرب فى المؤسسات والشركات أو القطاعات الحكومية والمراكز الخدمية لإكتساب خبرات عملية حياتية فى تلك السن المبكرة , وقد رفض جميعنا و من خلال تلك الإذاعة والتى تغطى السواد الأعظم من دول العالم مبدأ الزج بالأطفال فى المعارك العسكرية وإستغلالهم من قبل الإرهابيين فى معارك عقائدية وجهادية وذات طابع دينى أو غير دينى يخالف كل القوانين والأعراف الإنسانية والأحرى تمكينهم فى الجهات التى يستطيعون فيها مبادلة تحصيلهم الأكاديمى بالخبرات العملية , بل أكدنا جميعاً لمضيفنا بأننا نؤيد ونرى الحل فى تدخل منظمة الأمم المتحدة حتى ولو تطلب الأمر إرسال قوات عسكرية أممية للدول التى كانت ومازالت تستخدم الأطفال فى النزاعات المسلحة والعمليات الإرهابية وترفض مبدأ حقهم فى التعليم وحرمانهم من مستقبل مُشرق وخاصة البنات منهم , وتعريف الأمم المتحدة للطفل بأنه كل إنسان يقل عمره عن 18 سنة وهى السن التى لايكتمل نموه البدنى والذهنى قبلها وقد صدرت الكثير من القرارات الأممية بذلك الشأن ومنها القرار 1264/1999 , 1314/2000 , 1379/2001 , 1460/2003 , 1539/2004 , 1612/2005 والتى أدانت مراراً وتكراراً إستخدام الأطفال فى النزاعات المسلحة وتجنيدهم بطريقة غير مشروعة  مما يشكل خرقاً للقانون الدولى
    بوحاً لأهازيج الفرح يسعدنى أن أزف التهنئة وأسمى التبريكات للملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود بمناسبة قرب الإحتفال بزواج نجله فى المملكة المغربية والتهنئة لجلالة ملك المغرب محمد السادس وعقيلته الأميرة سلمى والشعب المغربى بذلك الحدث  الفريد                                                                                 

                                                   جمال حسن أحمد حامد      

                                               دولة الإمارات العربية المتحدة

الثلاثاء، 5 يوليو 2016