السبت، 23 نوفمبر 2013

المكاييل الــ"سبعة" بميزان العدل والمساواة



المكاييل الــ"سبعة" بميزان العدل والمساواة

عندما نادينا بضرورة تحريك المرحلة الراهنة من عُمر حركة العدل والمساواة ، وبخط فكرى وتصحيحي مكملاً لذلك الخط العسكري الميداني ، عندها كن نؤمن بأن ذلك الخط قد وصل نهايته وبأنه أرسل رسالة واضحة بأن الخاسر هو إنسان دارفور ، وأن الخسائر أضخم بكثير من حجم الانجازات والغايات ، ما تم منها ومن ما هو مُنتظر.
        ومن إيماننا بأن على عاتق الحركة تقع "مسؤولية تصاعدية" تجاه قضايا دارفور ومهمشى السودان عموماً ، فإننا طالبنا بضرورة بث روح توحيدية ودماء جديدة في جسم الحركة ، "فكرياً" و"بشرياً" للخروج بأيدلوجية الحركة من "غشاوة" اللون الرمادى ، حيث أن جماهير الحركة تتطلع إلى فلسفة للحركة تنسجم مع ثـقافة العصر ، والتي تجنح إلى السلام والتعايش ووضوح المبدأ، ولم يكن المطلوب مجرد توضيح بأن للحركة أصلاً رؤية فكرية ، ومن ثم نفض الغبار عنها وإعادة طلائها، لأننا لم نسمع أبدًا بصوت هذا الفكر يعلو و "يستصحب" صوت البندقية من الميدان.
        فنحن لا نريد أن نكون إمتداداً وظلالاً لتيارت طائفية أو حزبية أو تنظيمية عفى عليها الزمان وما يزال "مُلاّكها" يقرفصون على صدور "حواريهم" و"أتباعهم" بسطوة مقام "الشيخ" و "سِيدى" و "مولانا" ، في حين إنها تمارس التهميش على أهل دارفور وبقية أهل الهامش حتى داخل أدنى حلقات التبعية ، وذلك لأنهم ليسوا طرفا في وصية توزيع ميراث "العرق القيادى".
إننا مازلنا نتحرق شوقـًا لأن نسمع هدير الموج الفكرى للحركة ، قادماً من العبق الدارفورى وخصوصيته، ولحن الحركة معزوفاً على إيقاع المهمشين وسودنته ونريد أن تكون لنا قياداتنا وأساتذتنا ومفكريننا وشيخونا وفقهاءنا أيضاً ، ونريد أن نكون سبّاقون في إرساء مفهوم السلام والتسامح وقبول الآخر.
إن المهاتما غاندى إستطاع أن يحرر شبه القارة الهندية من عجرفة الانجليز دون خسائر تُذكر مقارنة بعظمة الاستقلال، لأنه عرف كيف يؤجج الثورة السلمية ويفجّر طاقات المقاومة المدنية ، وعرف أيضا "من أين تؤكل الكتف". في أكثر بلاد العالم "تشبعًا" بالأعراق والأجناس والديانات المختلفة.  
وعندما قرر السيد/ محمد جناح الأنفصال عن الدولة الهندية وبناء الدولة الإسلامية الباكستانية ، فقد تم ذلك أيضاً وبفهم ناضج ودون خسائر تذكر.
وحتى عصابات المافيا تخلّت عن إدارة أعمالها بالقتل والترويع بعد أن كانت هذه فكرة مؤسسها "آل كابونى" ولجأت إلى "تمكين" و "مسمرة" أفرادها في أوساط المجتمعات والحكومات لخدمة "العائلة" ، وهي بمعنى "العصابة" ، وكان هناك تقديس لكيانها وفكرها فوق كيان "الأُسرة" وكانت هذه هي فلسفة وفِكر المافيا والتي أعطتها صيتاً وشهرة في الفترة الأخيرة، خاصة عندما لجأت إلى فن آخر لتحقيق غاياتها وهو فن "صناعة اللوبي" وهو الذي جعل المافيا التنظيم الأكثر دينماميكية ً في العالم. وقد يكون معظمنا شاهد فيلم "العراب" "God Father" الشهير لبطله "مارلون براندو" ثم "الباتشينو" وهو يكرّس ويعظّم هذا المنحى ،  بل أن جزيرتهم الصغيرة وهي جزيرة "صقلية" والتي نشأت فيها المافيا كمجموعات "عائلية" صغيرة تحارب الأستعمار الإيطالي ، أصبح لها أشهر تفريع في لعبة الشطرنج بأسمها وهو "الدفاع الصقلى" "Sicilian Defence" وذلك اقتداءً بخطط واستراتجيات "المافيا" بالتطور الدائم للحفاظ على الديمومة والبقاء وأصبح هذا التفريع مادة رسمية في بعض مدارس أوروبا الشرقية ، والشقيقة تونس هي أول دولة أفريقية إعتمدته كمادة دراسية في مدارسها بجوار الرياضيات والمنطق وباقي العلوم الذهنية.
ونحن عندما نقف بجانب مؤتمر عام لحركة العدل والمساواة تكون أولوياته لملمة أطراف الحركة المتنافرة والدخول بالحركة إلى دائرة السلام ، فإننا ندعو للصلاح والفلاح.
فباالإضافة إلى هذه المقدمة والتي ترى  الحركة فيها سياجاً تحيط به مستقبلها، فإن هناك أيضا "سبعة" مرتكزات أساسية تؤيد وتدعم قيام هذا المؤتمر، ومنها ما هو قائم ومنها ما تنوى الحركة القيام به ، وهذه الـ "سبعة" مرتكزاً الأساسية لتجديد الحركة لهيكلتها وأفكارها هي : -
"أولا" :-
حركة العدل والمساواة وبقية الحركات المسلحة، لم "ينتخبها" أحداً من أهل دارفور أصلاً أو "يفوّضها" لكي تقوم بتمثيله أو المطالبة بحقوقه، إنما نالت الاعتراف بوجودها من الاتحاد الأفريقي والمجتمع الدولي من خلال إعطائها منابر تفاوضية في أبوجا بعد أن قامت بتقديم نفسها بنفسها ، وبالتالي فإذا إختارت مجموعة من الحركة وهي الأغلبية في "حركة العدل والمساواة" أن تعقد مؤتمرها العام والرجوع بمصير القضية إلى "جماهير الحركة" والتفاعل معها في إتخاذ القرارات، فإنها لا تحتاج إلى إذن أو موافقة من أحد، وإنما فقط "جماهير الحركة" والمجتمع الدولي والإتحاد الأفريقي ، بعد أن تكون قد إلتزمت بمعايير وشروط تمثيلها للحركة ، وللمجتمع الدولي سوابق في ذلك، فعندما إنشق جناح "مَنّي" في حركة التحرير عن رئيس الحركة "عبد الواحد" وأقام مؤتمره الشهير في حسكنيته، فقد إعترف به المجتمع الدولي ولم يطالبه أحد بإذن كتابى من "عبد الواحد" أو تم إتهامه بالخروج عن المؤسسية، لأن تلك المؤسسية هي التي قدمت لنفسها إطار الشرعية، ومع ذلك فإن الحركة تقوم الآن على بناء مؤسسية تنتصب على أرضية وإجماع القاعدة ، ولها الحق في إقامة مؤتمرها مثلما كان لجناح "مَنّى مِنّاوى" نفس الحق وتم الاعتراف به وأصبح "سابقة".
"ثانيا":-
لم تركن الحركة إلى مباركة المجتمع الدولي أو الإتحاد الأفريقي فقط بالموافقة على قيام مؤتمر عام وإعادة هيكلة الحركة ، إنما قامت بـ "إستطلاع للرأي" ومخاطبة كل جماهير الحركة في الداخل ، من ميادين عسكرية وطلاب وقطاع المرأة وأيضا المكاتب الخارجية وأخذت موافقتهم، بعد أن شرحت أهدافها وبينت إتجاهاتها، وهذا في ذاته يعتبر تفويضا من جماهير وقواعد الحركة وثقتهم ورغبتهم في جدوى التصحيح والتطوير.
ثالثا: -
        الحركة لم تقم ومن خلال دعوتها لإنعقاد مؤتمر عام باللجوء إلى المطالبة بإقصاء بقية أطراف الحركة ، إنما قامت بمخاطبة كل الجهات "ذات الصلة" و "ذات العلاقة" بأزمة دارفور ، الرسمية منها والشعبية ، وفاضلت بين ثـقل توجهها الفكري وثـقل الآخرين، وشرحت رغبتها في مشاركة الدكتور/ خليل ومؤيديه ، وإنها تحترم مكانته وتأثيره وكذلك مجموعة الداخل والتي أبدت حماسها وإستعدادها لذلك ، وهذا يدحض الأقوال والمفاهيم المنكفأة على أن هذه الحركة هي عبارة عن مجموعة تسعى للشقاق.
رابعا : -
قامت الحركة مراراً وتكراراً أيضا بمخاطبة دكتور / خليل وإفهامه لكل الأشكاليات التي تعترض مسيرة الحركة وضرورة التشاور والتفاكر والأنفتاح على الرأي الآخر، ولكن لم يكن هناك إهتمام أو إستجابة، وإذا كان هذا غير صحيح فإننا نقولها الآن ، ونقول بأننا مستعدون للذهاب إلى أي مدى والجلوس معاً ولو على فوهة بركان من أجل توحيد كيان الحركة وإعادة هيكلتها وفقا لشعارات " القومية " و "التعددية" ومستعدون أن نضحى من أجل ذلك بكل ما هو مُكتنز لدينا ومستعدون لسماع رأي ومقترحات الوسطاء والعقلاء، ومن ثم إتخاذ القرارات الصائبة، بناء على توجيهات جماهير الحركة وقواعدها ولما فيه مصلحة للحركة وللوطن.
خامسا: -
أوضحت الحركة أيضا ولأكثر من مرة بأن حوالي 200,000 قتيل ومليونى ونصف المليون لاجئـاً ونازحاً من أبناء دارفور يكفى، وهاهي جبهة الشرق قد نالت ما تريده من مشاركة في الثروة والسُلطة بدون هذا الطوفان من الدمار ، ولهذا يجب أن تبدأ معركة الفكر والمنطق والجدل ومقارعة الحُجة بالحجة، وأن لا نتجمد في حالة من السكون عند نقطة أن الرئيس السودانى / البشير قال بأنه "لايفاوض إلا من يحمل السلاح" ، فالرجل نفى أكثر من مرة هذا المعنى، وحتى إذا كان نفيه فيه تدليس ، فيجب محاولة الحوار مرة أخرى، فقد قال سبحانه وتعالى لموسى وأخيه صلى الله عليهما " أذهبا إلى فرعون إنه طغى* فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى" ونحن لا نصدّق بأن الرئيس / البشير وهؤلاء "الهامانيون" من حوله أكثر طغيانـاً من فرعون، ولهذه الدولة أيضا مؤسساتها ، من مجلس وزراء ومجالس تشريعية وبرلمانات ومستشارون وأحزاب وشخصيات نافذة و "المُتحجج" هو من لا يميّز "الباب الموارب"
"سادسا" :-
قررت الحركة أن تتفهم وتعالج موقف أهل دارفور والذين لم يكونوا طرفـاً في الحركات المسلحة بدعوى أن "أحدًا لم يدعوهم أو يستشيرهم" وبفهم علاجى واعى جداً للصراع "الدارفورى – الدارفورى" ، وذلك حلا ً لبوادر الحرب التي تلوح في الأفق بين أهل دارفور ، بعد أن دأب بعض قادة الحركات المسلحة بالقول بأن هؤلاء لم يشاركوا في "الثورة" وبالتالي عليهم أن يأخذوا حقوقهم من المركز وليس من نصيب الحركات المسلحة في الإتفاقية ، رغم أن هذه "الغنائم" التي جاءت بها الإتفاقية كان إنتزاعها بمفهوم إجماع أهل دارفور على مطالب الحركات المسلحة وتزكيتهم لها لنيل ذلك ، وهذا "المسلك الترابطى" في منهج الحركة يقود إلى ترتيب البيت الداخلي على بساط من التراضي ومن ثم مخاطبة المركز بصوت واحد ومسموع، لأن أمور مثل "إقليم واحد" أو "ثلاث ولايات" أو "أكثر" لا تقررها الحركات المسلحة أو إتفاقيات "ثنائية" بينها وبين الحكومة، إنما يحسمها "غالبية أهل دارفور" بالتراضي والقناعة أو بالعودة إلى دائرة "الحرب التحررية" للإنعتاق من براثن المركز الجديد هذه المرة.
سابعا: -
قامت الحركة وإنطلاقا من المادة "11" من "المذكرة التصحيحية" والتي هي عماد النظام الأساسي المقترح للحركة ، قامت بإقتراح إنشاء "مفوضية لمراقبة التنوع" ويمكن أن تكون "مجلس" أو "مصلحة" أو غيرهما ، وذلك لمتابعة التنوع القبلى والجغرافي لتكوين الحركة ، وهذه تُعتبر تجربة مميزة لمحاسبة النفس ومراقبة الذات، تبرهن على صدق الحركة في استيعاب كل أعراق ومناخات الانسان السوداني.
كما نصت المذكرة أيضاً على أن إرتقاء العضو لسلم المناصب وتبوأه للمراكز القيادية في الحركة يكون على حسب "عطائه" و "جهده" و "كفاءته" ، وكل ذلك لمحاربة "الإنزواء الفكرى" وعدم الاستكانة لصلة القرابة من الرئيس أو الاتكاء على هيمنة القبيلة، ولا نعتقد بأن هنالك جسماً في العالم لا يستجيب لحقنه بمثل هذا "المصل".
في الختام نوجه التحية لإخواننا المقاتلين في "جبهة الخلاص" على سلوكهم الدارفورى الأصيل وبمعاملتهم الحضارية لأفراد القوات المسلحة السودانية والمأسورين لديهم في معارك " كارى بارى" الأخيرة، وإشادتهم بشجاعة وبسالة الجندي السوداني ، فنحن في الأول والأخير أبناء وطن واحد، ومهما إختلفنا وتقاتلنا فإن لوحدة الانتماء اجلالها، وبمناسبة أيام الأعياد هذه نتمنى لو أن اخواننا في "جبهة الخلاص" يعطوا الفرصة لهؤلاء المأسورين بالاتصال بأهلهم ومعايدتهم وطمأنتهم ، لنبرهن للآخرين عن المعدن النفيس لإنسان دارفور ، خاصة ً بعد أن علمنا بأن قبيلة "البطاحين" والتي ينتمى إليها قائد المجموعة هي أول قبيلة من خارج دارفور تبادر بالتوأمة مع قبيلة من داخل دارفور وهي قبيلة إخواننا "الفور" وعليه تم إطلاق إسم "البطاحين" على أحد الجبال في تلك الديار.


جمال حسن أحمد حامد  
الإمارات العربية المتحدة 
2007 

                       

                                                                           
                                                                                   

                                                                      

النازحون الجُدد !!!







  •  

  •  

     


     

    النازحون الجُدد !!!

    في الأيام الماضية ، طالعتنا وسائل الإعلام ، المقروءة منها والمرئية بأن هناك حوالي 6000 طالب في غرب دارفور قد جلسوا لأداء امتحانات الشهادة السودانية و 7000 طالب في شمال دارفور ، أما في جنوب دارفور فإن العدد قد وصل إلى 22500 طالب ، وقد قام ولاة الولايات سالفة الذكر بالوقوف بأنفسهم على سير الامتحانات وحسن الأداء والتنظيم من دون مَنّ ٍ أو فضل.
    السؤال هو ماذا حدث لزملائهم الذين خاضوا الإمتحانات الماضية؟ وماذا عن إنهم ما زالوا يعاقرون استجداء فرصهم المحقوقة لهم بقبولهم "مجانا" في الجامعات على ذمة نصوص إتفاقية سلام دارفور؟ !
    هذا السؤال نوجهه (عُرفيا) للسيد/مناوى ، الحاكم الادارى لإقليم دارفور، رئيس حركة التحرير ونقول له : - "حرر نفسك قليلا ، فأنت الآن شريك أساسي في هذه الحكومة ومحسوب عليك إتخاذ قراراتها ومسؤولية خطاياها، ألتفت قليلا نحو "اليمين " أو "اليسار" وسوف تجدنا لازلنا نهمس في واحدة من أذنيك"
    وإذا كان السيد/ مناوى لا يستطيع إقناع رجال الأمن في القصر بالسماح لهؤلاء الطلاب بمقابلته ، فلا حرج أن يركب أي من سيارات القصر الفارهة والمصفوفة أمام مكتبه وزيارة هؤلاء الطلاب، والذين ضاق أقاربهم ذرعا بهم من طول استضافتهم ونفاذ مصاريفهم التي جاءوا بها من البلد بعد بيع "سخلاتهم" ، والواجب في أزمة هؤلاء الطلاب نوجهه للسيد / عبد الرحمن موسى والسيد / أبو القاسم إمام والسيد / أبو الريشة وزير التعليم بجنوب دارفور وكل من إلتحق بإتفاقية سلام دارفور، ونرجو أن يتفهموا بأن الموضوع ليس مجرد مناصب ووجاهات صحفية، إنما خدمة أهل دارفور وإننا لسنا من هواة التصيّف على شواطئ المعارضة الخارجية والاستمتاع بكيل اللوم للمؤتمر الوطني وتأثيم الملتحقين بالسلام.
    لكل هؤلاء وكل الغيورين على مستقبل طلاب دارفور، نقول لهم اذهبوا للسيد / مجذوب الخليفة والذي لم يعد مجرد خبيرا بأحراش إتفاقية أبوجا فقط ، بل عالما بالفرق بين الأصيلين من أهل دارفور والمنتسبين لـ "قضية دارفور" على حسب اجتيازهم لإمتحانات "الملاحق" ، نقول لهم ناقشوا معه تطبيق الإتفاقية فيما يخص التعليم وسوف "تتلاكموا" معه بكم هائل من "الحجج" ، مستخدمين قفازات كثيرة من التفسيرات والتأويلات ، فحاولوا معه بند "الإستثناءات" ، بأن هؤلاء الطلاب إذا لم يلتحقوا بالجامعات هذا العام فإن هنالك 35،500 على رصيف محطة العام القادم ، فما الحل ؟؟؟ والسؤال موجه أيضا "لأمانة السلام" التابعة للسيد/ محمد عبدالله شيخ إدريس رئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين ، لأن طلاب دارفور هم فرسخ عتيد في قياسات هذا الاتحاد ولهم عليه دين.
    وإذا أقنعكم السيد المستشار بأنه قد فعل ما عليه ، فرافقوه وبعد "إذنه" وأذهبوا معه للسيد/ بيتر نيوتن كوك وزير التعليم وإذا قال إنه قد خاطب مدراء الجامعات بسرعة تنفيذ ما نصت عليه الإتفاقية، خذوا صورة من هذا القرار "التوجيه" واجعلوا أبناءكم يلتحقون بزملائهم في الجامعات، وإذا فشلتم في كل ذلك ، فهناك خط ثاني إسمه" القبول الخاص" وهو أن تدفع للطالب بالدولار وسيتم قبوله مهما كانت نسبة نجاحه أو "قبيلته" وإذا كانت مخصصات المناصب الممنوحة لكم لا تكفي فإننا في الخارج سنقوم بحملة إغاثة هؤلاء الطلاب مثلما نقوم بإغاثة أصحاب الوسائد الحريرية وذلك بالتنسيق مع " جهاز السودانيين النازحين بالخارج" .
    نستنهض عناية المهندس / إبراهيم مادبو مسؤول مفوضية التوطين وإعادة النازحين بإن عليه أن "يستقطع" جزء من إهتمامه المتواتر بقضايا النازحين للإهتمام قليلا بأزمة "توطين" هؤلاء الطلاب في جامعاتهم قبل أن يضيع عليهم العام الدراسي الحالي، لأن التعليم أصبح حق متاح ومشاع للمتجولين قبل "المستوطنين" وللرعية قبل " الراعي " والأعناق لم تشرأب بعد إلى قمم البعثات والمنح الدراسية ، وإخواننا من نزح منهم ومن لم ينزح ، سوف يسمحون لك بالإهتمام قليلا بأبنائهم الطلاب ، لأننا الذين نعيش الآن في الخارج " على حسب الترتيب الأبجدي للنزوح " ، قد أكلنا قبلهم " الجراد " بشقيه " أم بُقـْبُقْ " و " ساري الليل " و " دود نانا "
    و" العفوص " وهو أوراق شجرة التبلدي و " التمليقة " من أطراف مقابر حي الكنغو بنيالا وشربنا كثيرا من مياه " البـِرك " في حي الجير وحي الجبل وكندوة ولا يزال بعضنا في معسكرات الخارج ، لا يستطيع مشاهدة قنوات الـ " هوت بيرد " كما في معسكرات الداخل.
    في المرات القادمة سوف نناقش موضوع الطلاب بالخارج وهم " طلاب الدراسة – طلاب اللجوء السياسي – طلاب التجنس وطلاب لقمة العيش وغيرهم " وكانت هذه ورقة عمل لم تتم مناقشتها بـ " نهم تأصيلي" وبشكل مستفيض في المؤتمر العام الثاني لحركة العدل والمساوة ، نسبة لضيق الوقت ولا علاقة للموضع بأي فئة تريد العيش داخل " ألاقفاص الفكرية " فالدعوة للجميع بغض النظر عن الإنتماءات والأحزاب والحركات المسلحة ،لأن النازح السوداني هو نازح سواء كانت ربة منزل أو طالب،سواء كان خارج السودان أو داخله.

    لوحة تجريدية : -
    *  التزين بـ " الأفرقة " والزغردة في موكب " الزنوجية" في هذا الزمان ، يتطلب خوض معركة طاحنة ضد شركات مساحيق تبييض البشرة وكريمات سبسبة الشعر ، لأن البوصلة " مثبتة " شمالاً ، نحو حفيدات مارلين مونرو و " تسريحات " جوليا روبرتس وليس " تصريحات " أبو سانجو والفرقاء في ليبيريا، وشاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري داهمته رياح إمبراطورية روبرت مردوخ من قبل ، برغم أن شاعراً قال : --
    غيري أعمى مهما أصغى لن يبصرني !!!

    جمال حسن أحمد حامد
    الامارات العربية المتحدة

    ابريل 2007

    مدرسة العدل والمساواة النموذجية






    مدرسة العدل والمساواة النموذجية

    إن الجرأة في اتخاذ القرار والسعي الدؤوب إلى نثر بذور الأهداف والشعارات والرؤى على  أرض الواقع الخصيب لهي صفة وشيمة من شيم القادة الشجعات وأنداد الآفاق القصيّة .
    فحركة العدل والمساواة السودانية والتي انتعلت إرادتها وسلكت درب مشاركة كل أبناء السودان في مسيرتها "فعلياً", وبوجود متوازن ومتعادل يتيح لهم أن يكونوا مداداً في محبرة الحركة "عملياً" لهو درساً مبتكراً و منهجاً خلَاقاً يعيد لأبناء دارفور خاصة والسودان عامة حقهم الذي تم نهبه باسم قومية وشعوبية وشمولية الحركة، في الوقت الذي كانت الحركة فيه تتوغل في مجاهل القبلية والعشائرية متوشحة ثوب التعددية الأبيض.
          فأخيراً قالت الحركة كلمتها بالصوت الجهور "لا للتمثيل الصوري, لا لتزييف مناصرة أهل دارفور", وقدمت الحركة ومن خلال خطها الابتكاري والنموذجي, علماً جديداً من علوم العدل والمساواة وذلك بتبنيها ثورة تصحيح الخلل المزري والمشين والمنبثق من أتون "الكتاب الأسود" وقامت بتثبيت أبوتها لصوت وصيحة المهمشين بتفاضل "التنمية من الهامش إلى المركز" وليست من "المركز ألى الهامش" على طريقة "كتشنر"، بل وذهبت الحركة إلى أبعد من ذلك بتصديها حتى للخلل المزمن في مجتمع دارفور أنفسهم والمتمثل في نتوء "صفوة" منهم كما تدَّعي، تريد أن تحكم الأغلبية من أهل دارفور قسريا بإدَعاء "الكفاءة العلمية" على طريقة "فلادميير لينين" عابثين ومستخفين بمعايير "الكثافة السكانية" و "الكفاءة الإقتصادية" وأيضاً "الكفاءة الأخلاقية" لبقية أهل الإقليم.

    هنا نود أن نهمس للسيد \ منّاوي في أذنه بصفته "الشخصية" و "الإعتبارية" أن يفهم وعلى غرار مطالبنا وبصفتنا "أهل دارفور" بأننا الأكثر تهميشاً والأكثر ظلماً وإنه وفي داخل ولايات دارفور "الثلاث" حالياً, فإن هناك أيضاً خللاً في العدالة وفي مفاهيم النسب والتناسب، ويجب أن تتم معالجته من خلال مشاركة في السلطة تراعي مكونات دارفور الأكثر كثافة على مستوى السكان بما يتناسب مع تعدادهم، وبما يتجانس مع مساهمتهم، ليس في ثروة دارفور فقط، بل في كل إقتصاد السودان، وكذلك توجيه التعليم والمنح الدراسية إلى أهل دارفور الأقل حظاً في ذلك مع إنهم السواد الأعظم في المؤثر البشري  والإزدهار الإقتصادي واستخدام مفهوم " التمييز الإيجابى " ، لأن هذا هو شرط الكفالة الوحيد لخروج السيد \ منّاوي من زنزانته بالقصر الجمهوري وليس، "إستدراج" بعض أبناء القبائل  " للمشاركة الصورية " مرة أخرى مع وعده لهم بوظائف ومسؤوليات ليست ملكآ من أملاكه الخاصة .

    أننا نواصل الطرق على ذلك قبل أن تبدأ " حرب مطالب إستباقية " , مثل أن يطالب أهل محافظة الضعين , برام , عد الفرسان أو رهيد البردى أو غيرهم بولاياتهم الخاصة بهم وحكم أنفسهم بأنفسهم , ويكفى أن محافظة الضعين هى ثالث أغنى محافظة بعد الخرطوم والقضارف والاكثر كثافة سكانية بدارفور والاكثر إستيفاء لشروط أن تصبح ولاية قائمة بذاتها إذا كان السيد / سبدرات لازال هناك يسمع وأن " جوال " الفول فيها يُشترى بمبلغ 15,000 جنيه وتباع " جركانة " الزيت المُستخرجة منه بمبلغ 65,000 جنيه بالخرطوم وذلك غير " الأ’مباز " والحديث عن الثروة الحيوانية والطبيعية يطول ويكفى محافظة برام أن بها حفرة النحاس .
    تلك مجرد أمثلة لبعض المحافظات وليس " إتحاد " أو " إنصهار " بين عدة محافظات مازالت تراقب طيور البجع السابحة على بحيرات النفط المترامية على أراضيها
    إن مدرسة العدل والمساواة النموذجية ومن خلال رؤيتها الثاقبة ونظرتها الفاحصة وقرارها بالولوج إلى وجدان اصحاب الوجعة والمهمشين والنازحين " ميدانياً " وعدم الجلوس فى أروقة القصر الجمهورى أو الفنادق الاوروبية ومتابعة الاحداث ومايجرى من خلال شاشات " الواقع الافتراضى " , لهى مدرسة جديرة بأن تكون مدرسة الريادة فى الاعتراف بالخطأ والخطايا وتبدأ تدريس مناهج " الفكر التصحيحى " وتنويع المشاركة فى المؤتمرات القاعدية , ولنا فى ذلك مثالا فريداً من خلال تجربة دولة الامارات العربية المتحدة والتى لم تعد نموذجاً فريداً فى نظام الحكم عن طريق " الامارة " فقط , بل ضربت مثلاً لكل العالم فى كيفية ترك مساحة من السلطة ومرونة الاتحاد لأبنائها ليهتموا بشئونهم , بل وضربت مثالاً خلَاباً آخر فى تجربة الاستفادة من التكنلوجيا ودخولها إلى عالم الحكومات الإلكترونية والإستفادة من أنبغ و أشهر المستشارين و الخبراء العالميين للمشاركة فى هذا الإبهار , ومازال العالم فى حالة ذهول من كيفية هذا التجانس الفريد لكل شعوب العالم بالعيش فى مدينة واحدة كمدينة " أبوظبى " أو " دبى " وإستفادة كل جالية أو جنسية من حضارات وثقافات وإيجابيات الاخرى " إختيارياً " وبأمن وأمان .

    وفى لعبة الشطرنج يقوم اللاعب الحفيص بالتضحية بالوزير فى مرحلة ما " Gambit Queen"مقابل الاحتفاظ ببيدق قوى يقوم بإيصاله إلى المربع الثامن فى الصف الاخير فى أرض الخصم , ثم ترقيته إلى وزير بديل ليقوم بالقضاء على ملك الخصم , وهذا هو فن " المباغتة " و " المفارقة " فى لعبة الملوك .


    جمال حسن أحمد حامد
    الامارات العربية المتحدة

    يوليو 2006

    قبيلة الشايقية





    قبيلة الشايقية




    تعتبر قبيلة الشايقية من القبائل الكبيرة والمؤثرة فى تاريخ السودان الحديث , وتمتد دار الشايقية من جبل الدجر الى نهاية الشلال الرابع , و كانت تشمل ممالك اربعة هى :- حنك , كجبى , مروى وعمرى , وقد بدأت نهضة الشايقية فى مستهل القرن الثامن عشر, بعد ان نفضوا عن كاهلهم الولاء والتبعية لسلطنة الفونج فى عهد السلطان / بادى الاحمر بقيادة / عبداللة جمّاع . 

    دخلت هذه القبيلة السودان عن طريق سواكن ومصوع واستوطن البدو منهم بين عطبرة والنيل الازرق , اما القبائل الاكثر استقراراّ فقد استوطنوا بين مملكة علوة الجنوبية ومملكة المقرة المسيحيتين , وفى نهاية القرن الخامس عشر انضوت هذه القبائل تحت لواء / عبداللة جمّاع , وهو من عرب القواسمة وشيخ العبدلاب , وتحالفوا ايضا مع الفونج فغزوا مملكة علوة الجنوبية , اما مملكة النوبة الشمالية فقد انهاها صراعها المستمر مع البجة فى الشرق والفور فى الغرب , وبانتهاء القرن السادس عشر كانت المنطقة كلها قد خضعت لملك الفونج فى سنار عن طريق مساعدة مشايخ العبدلاب . 
    كان النير ( الطوق ) الذى يضعه السلطان الازرق حول رقاب هؤلاء الشايقية المعتزّين بانفسهم امرا ثقيلا عليهم , فقام من بينهم بطل محرر هو / عثمان ود حمد العمرابى والذى استطاعوا عن طريقه ان يحققوا ما كان يصبون اليه من استقلال وتحرر , وتعد أمه ( عديله ) فارسة مشهورة فى تاريخ الشايقية , وهى التى سنّت لهم سنة ان تكون هناك امرأة فى طليعة الجيش لتحرضهم على القتال كما حدث فى معركة كورتى , وقد دارت معركة بينهم وبين جيوش العبدلاب وعدهم على اثرها الشيخ / الامين ود عجيب – شيخ العبدلاب - بان يضمن لهم استقلالهم , وقطع لهم المواثيق بذلك عام 1690 , وهى رواية / محمد على بليلو – عمدة السواراب – 
    بعد ان تم لهم استقلالهم وضمنوا السيادة على اراضيهم , اخذت جموعا منهم يطوفون من ( كورتى ) الى ( حنك ) بقصد الاغارة والسلب , مما اضطر جماعات هائلة من سكان تلك المناطق الى الهجرة الى كردفان ودارفور وبربر ( بدكهارت فى رحلات الى النوبة ص 71 ) وقد وجد ( براون) الذى زار دارفور فى الفترة من 1792 – 1798 جالية كبيرة من اهالى منطقة دنقلا فى حِلة حسين ‘ و ‘ القبة ‘ , كذلك نزحت جالية كبيرة من قبيلة ‘ الطريفية ‘ من مناطق ‘ كورتى ‘ و ‘ امبيجول ‘ الى القبة والخرطوم وكردفان وكذلك فعلت قبائل ‘ الدناقلة ‘ و ‘ البديرية ‘, وقد قام ملك ( ارجو ) وهو من ملوك الدناقلة بمحاربتهم ولكن تم قتله فى ( معركة جبل دجر ) - رحلة الى مروى , المجلد الثانى - . 
    بعد ان تحرر الشايقية من الفونج , قاموا ايضا بمهاجمة العبدلاب بدء من الضفة الغربية للنهر حتى الحلفاية , وقد كان عدد العبدلاب قبل غارات الشايقية عليهم تسعة الف فوصل عددهم الى ثلاثة الف فقط عام 1821 – رحلة الى مروى , المجلد الثانى صفحة 194 – 
    وقف الشايقية بداية فى مواجهة الغزو التركى بقيادة ملكهم ‘ شاؤوس ‘ وكذلك الملك ‘ صبير ‘ والذى فى عام 1821 وجد انه لا طائل من مواجهة جيوش / اسماعيل باشا , فعبر النهر من شندى واستسلم له , فعينه اسماعيل قائد فرقة فى الجيش التركى برتبة ‘ بلوك باشى ‘ ولما كان العبدلاب قد قاموا بالثورة فقد انتزع / اسماعيل باشا اراضيهم منهم ومنحها للشايقية شريطة ان يظلوا فى الخدمة العسكرية للاتراك , وهكذا استولى الملك ‘ شاؤوس ‘ وذريته العدلاناب على مدينة الحلفايا والتى كانت ملكا للعبدلاب بينما استولى ‘ السواراب ‘ – احد فروع الشايقية – على حجر العسل ومديسيسة ووادى بشارة واستولى ‘ الكادينغاب ‘ – احد فروع الشايقية – على ابودوم وكوداب وودالبصل , وبينما كان الشايقية منصرفين الى الحروب والغارات والاستيلاء على اراضى الغير , كان العبيد من الاسرى النوبيين يتعهدون الاراضى بالرى والزراعة , ولذلك فان معظم المصطلحات التى تتعلق بالساقية والزراعة عند الشايقية مستمدة من اللغة النوبية 
    اصل الشايقية :--

    1 – يرى ‘ ترنجهام ‘ – الاسلام فى السودان صفحة 88 - انهم اصلا من ( الزنافج ) وهى جماعة من قبيلة البجا هاجروا الى بلاد النوبة واحتفظوا بلغتهم الخاصة بهم , وقد لاحظ المؤلف ان جميع اسماء قبيلة الشايقية تنتهى بالمقطع ( اب) ,وهو مقطع لفظى ماخوذ من لغة البجا . 

    2 – ويرى ‘ مكمايكل ‘ – تاريخ العرب فى السودان صفحة 213 - انه من المحتمل انهم بقايا الجنود المرتزقة من الاتراك والالبان والبشناق الذين كانوا يؤلفون الحرس فى بلاد النوبة منذ غزو السلطان / سليم العثمانى فى عام 1517 م . 

    3 – ويرى ‘ فرن ‘ وهو رحالة المانى زار السودان عام 1840 م ان الشايقية ربما كانوا فى الاصل من طبقة المحاربين المصريين القدامى , وكانوا جنودا فى جيش فرعون , هاجروا جنوبا ثم رفضوا العودة الى مصر وكان ذلك فى عهد ‘ ابحسماتيك ‘ , ويستشهد ‘ فرن ‘ على ذلك بان الشايقية يقيمون نصبا على صورة انسان يعين حدود الجهات التى غزوها وهى عادة مقتبسة من الفراعنة 

    4 – اما الرواية الوطنية والمتداولة بين الشايقية انفسهم , انهم من اصل عربى وقد تمت الاشارة فى البحث - ميلاد سوبا (للجمعية التاريخية السودانية) - انهم من عرب الاراميين الذين كانوا يعملون جنودا مرتزقة فى عهد ‘ ابحسماتيك ‘ وقد عهد اليهم المحاربة فى المناطق الجنوبية , ولذلك فان مرد بعض الاثار المصرية فى عادات الشايقية يؤيد ذلك . 

    الشايقية هم ابناء شايق بن حميدان بن صبح ابومريخة , وهم ذو قرابة وثيقة بقبائل الجميعاب والجوامعة والبديرية وكلهم ينتمون الى ( المجموعة الجعلية ) , وهذه القبائل تسمى ( جعلية ) نسبة الى جدهم ( ابراهيم جعل ) , فلفظ جعليين لم يكن يطلق على قبيلة بعينها , انما هو اصطلاح جامع لقبائل لاتكاد تتصل بصلة وثيقة وخاصة دنقلا وبربر والخرطوم والنيل الابيض وتفسير هذا الاسم بان / ابراهيم جعل كان يقول للاهالى الذين ينضون تحت لوائه (جعلناكم منّا) ولما كثرت هذه العبارة لزمت اسمه , اما اليوم فان اللفظ عموما يستعمل للدلالة على ذرية ( ضواب ) . 
    لدى ( شايق ) جد الشايقية 13 ولدا وهم :- كادينغا - ام سالم - نافع - شلوف - حواش - عون - سوار - مريس - قريش - عامر - باعوضه – مرسى - شرنكو 
    1 – كادينغا : 
    وهو جد الكادينغاب وامه هى بنت امير الفونج الامير / عيسى وذريته :- 

    ا- ‘ صالح ‘ وهو جد الحنيكاب وقد اقام فى اوسلى , خريمه , مساوى , القرير , امرى , شندى , والعيلفون , ويتفرع الحنيكاب الى محموداب , ناصراب , قوتاب , شريشاب , حسناب وشلاشيل . 
    ب – ‘ صلاح ‘ وهو جد الصلاحاب الذين يسكنون الزومة , دبيسة , مساوى وقوز البسابير وكذلك جد الاسوماب الذين يقيمون فى الجيلى بالخرطوم وكذلك جد العدلاناب والمقيمون فى حلفاية الملوك , ابوحليمة , مروى , كجبار , اولادعلى ومناواراب . 
    ج – ‘ حامد ‘ وهو جد الحامداب الذين يسكنون فى حامداب بدنقلا وفى كردفان حيث يعيشون بدوا رحلا . 
    د – ‘ عبد الدايم ‘ ويعرف ايضا باسم تلبن وهو جد التابناب الذين يقيمون بجزيرة تلبناب بمديرية دنقلا . 
    ه – ‘ جور ‘ وهو جد الجورمان الذين يعيشون فى تنقسى , البركل , وودالبصل بالخرطوم . 
    و- ‘ زمام ‘ وهو جد الزماماب والذين يقيمون فى مروى , البركل وتنقسى 
    ز- ‘ حسين ‘ جد الكرساب ويقيمون بالكرو فى دنقلا 
    ض- ‘ دغيم ‘وهو جد الدغيمات الذين يقيمون فى ود البصل ودنقلا 
    ط – ‘كوده ‘ وهو جد الكودات فى مناطق كودات , ابودوم , قوز نفيسه و الخرطوم . 
    ى – ‘ مرزوق ‘ وهو جد المرزوقاب الذين يقيمون فى البركل . 
    ك – ‘عيسى ‘ جد العيسياب والذين يقيمون فى نورى و القرير . 

    وهناك ولد اخر من ( امه ) سودانية تم اسرها وهو ‘ فرج اللة ‘ جد الفرجلاب ويعرفون ايضا باسم الكراكرة ويقيمون فى الكرو , الزومة , البركل وجزيرة التلبناب . 
    2 – ام سالم 
    وهى جدة فرع ام سالم التى تعيش فى النيل الابيض وبربر وجدة اليعقوباب الذين يسكنون سنار وذريتها : - 
    ا- ‘ بادى ‘ جد الباديات الذين يقيمون بالزومة فى دنقلا . 
    ب – ‘ كلشوم ‘ جد الكلاشيم الذين يقيمون فى الزومة . 
    ج – ‘ جادة ‘ جد الجاديات الذين يقيمون فى ( امرى) وجد النافعاب المقيمون فى دنقلا . 
    3 – نافع :-
    وهو جد النافعاب الذين يقيمون فى مديرية دنقلا وذريته هم :- 
    ا – ‘ غاسين ‘ وهو جد الغاسيناب الذين يسكنون الجريف والدويم بدنقلا . 
    ب – ‘ ضيف اللة ‘ وهو جد الضيفلاب ويسكنون الحجير بدنقلا . 
    4 – شلوف :- 
    وهو جد الشلوفاب الذين يقيمون فى مديرية دنقلا والقضارف وذريته هم : - 
    ا – ‘ حاج محمد ‘ جد الحاج محمداب والمقيمون فى الجريف . 
    ب – ‘على ‘ جد العلياب ويقيمون فى القرير و كورتى . 
    ج – ‘ عمر الجار ‘ وهو جد الجاراب والذين يقيمون فى مجل بدنقلا . 
    5 – حواش : - 
    وهو جد الحواشاب والذين يقيمون فى ابودوم , تنقسى , كوداب , الكدرو , والبسابير وله من الذريه : - 
    ا – ‘ مجنى ‘ جد المجناب فى تنقسى وابودوم . 
    ب – ‘ عقرب ‘ جد العقرباب فى ابودوم وهو جد العونية ايضا والمقيمون فى فلاسى , كورتى , البرصة , جزيرة جنيتى ومنطقة شندى . 
    6 – عون : - 
    وهو جد العونية وذريته :- 
    ا – ‘ الغرباوى ‘ وهو جد الغرباوية فى جنيتى والبرصة . 
    ب – ‘ زين الدين ‘ جد الحسناب بمنطقة شندى 
    ج – ‘ دوانه ‘ جد الدوانات بمنطقة شندى . 
    7 – سوار : - 
    وهو جد السواراب , اقوى فروع الشايقية واكثرها عددا , وهم ينتشرون فى القرير , حزيمة , الاراك , اوسلى , كورى , صحراء بيوضه , حجر العسل , مديسيسه , وادى بشاره , وادى حامد , الزليتاب و كبوشيّه , اولاده ستة وهم :- وصيف و جادات من زوجته الاولى , حمدالله و حسن تمليك من زوجته الثانية , عايد ونمر من زوجته الثالثة 
    ا – ‘ وصيف ‘ وهو جد الكوفونغا و الزليتاب و الزراقنة فى شندى وصحراء بيوضة . 
    ب – ‘ جادات ‘ وهو جد المشندل فى صحراء بيوضة , القرير , حجر العسل , مديسيسة ووادى بشارة . 
    ج – ‘ حمدالله ‘ جد الحمدلاب فى القرير , كرى , شندى , والازريقاب بمديرية الخرطوم . 
    د – ‘ حسن تمليك ‘ جد التمليكاب فى الاراك , كورتى , موره و تكر . 
    ه – ‘ عايد ‘ وهو جد العايداب فى القرير ووادى بشاره وكذلك جد العطيتلاب فى وادى بشاره . 
    و : - ‘ نمر ‘ وهو جد العنياب فى حزيمة , ابودوم , كشابى , ابو كليوات وحجر العسل . 
    8 – مريس : - 
    وهو جد المريساب فى مديرية بربر وابودوم بدنقلا وله ولدا واحدا وهو ‘ عليت ‘ جد العليتاب فى تكر 
    9 – قريش : - 
    وهو جد القريشاب فى اقليم شندى بمديرية بربر واولاده : - 
    ا – ‘ ابو دود ‘ وهو جد الاباديد فى كريمة ومروى بمديرية دنقلا . 
    ب – ‘ صالح ‘ وهو جد الصالحاب فى كريمة ومروى . 
    ج – ‘ ابو ناب ‘ جد الابوناب فى كريمة ومروى . 
    10 – عامر : - 
    وهو جد العامراب فى كريمه , مروى , الكرى وعامرى ويرى البعض بانه ابن قريش , بينما يرى البعض الاخر بانه ابن عماره بن شايق . 
    11 – باعوضه : - 
    وهو جد الباعوضاب الذين يعيشون فى امرى والبركل وذريته : - 
    ا – ‘ عجيب ‘ جد العجيباب فى عمرى و البركل . 
    ب – ‘ على ‘ وهو جد القططية فى البركل . 
    ج – ‘ محمد خير ‘ وهو جد الامناب فى الركابية . 
    12 – مرسى : - 
    وهو جد المرساب فى مورة و الاراك بمديرية دنقلا وذريته : - 
    ا – ‘ ابو الحسن ‘ جد الحسناب فى الاراك . 
    ب – ‘ رحمه ‘ جد الرحماب فى الاراك 
    13 – شرنكو : - 
    ويروى ايضا بانه احد ابناء شايق ولكنه توفى ولم يخلف . 
    يعد [ السوارب ] و [ الكادينغاب ] اكثر فروع الشايقية عددا واكثرها نفوذا بلاجدال , وكان [ العونية ] فيما سبق فرعا قويا ولكن تنازعه مع هاذين الفرعين ادى الى تشتتهم ونقص عددهم , والسبب فى ذلك ان المنازعات نشأت عندما سافر جدهم " شايق "- مؤوسس القبيلة – الى دارفور وقدم هدية من الخيل الى السلطان " تنغار " – سلطان جبل حريس - , فسُر منه السلطان وزوجه احدى بناته والتى انجبت له ولدا سموه " سوار", ولما رحل "شايق" من بلاط السلطان ترك زوجته وولده, ولكنه لم يعد حتى توفى , وحينها اخذ ابنه الكبير "كادينغا " عهدا بان يذهب الى دارفور لكى يحضر " سوار " ووالدته , ولما وصل الى دارفور وجد ان السلطان " تنغار " قد توفى وكان خليفة السلطان معاديا للشايقية , فلم يستطع البحث عنهما علانية , ولما وصل الخبر الى اخوانه " عون " و " حواش " تاّمرا عليه واختطفا الصبى ووالدته وباعاهما بيع الرقيق الى قبيلة عربية تسكن بجوار جبل " كورسكو" , بعدها قام " كادينغا " باقتفاء اثر هذه القبيلة حتى وجدها فاشترى " سوار " ووالدته وعاد بهما , ولهذا السبب نشأ صراعا مريرا بين [ السوارب ] و [ العونية ] استمر الى العصور الحديثة , وقد قاسى [ العونية ] الكثير من وراء ذلك . 


    المراجع :-

    * الاسلام فى السودان ل - ترنجهام
    *تاريخ العرب فى السودان ل – مكمايكل
    * الشايقية ل (و.نكول)- ترجمة د.عبدالمجيد عثمان
    *كاتمير Memoires Historiques vol.11




    جمال حسن احمد حامد
    الامارات العربية المتحدة

    ابريل 2007

    قبيلة الرزيقات




    قبيلة الرزيقات

                                      

    الرزيقات  في  الجزائر :-

     

         قبيلة  الرزيقات  هي  من  أكبر  قبائل  الشعوب  العربية ,  وأهم   عمائرها   هم  عرب هلال   ويعرفون   بالجنوب  الغربي  لجمهورية  الجزائر ب,,اغواط  اكسال,,  نسبة    لمجاورتهم   لجبل  اكسال  بنواحي   البيّض ,  و تعيش  حياة    البداوة   التي   تتميز    بالحل   و الترحال ،  الإيواء   في   الخيام  ،   ممارسة    حرفة   الرعي  ,  الفروسية    و نظم   الشِعر , و قد   ورد  ذكرهم  هامشياً   في  كتاب  العبر و ديوان  المبتدأ  والخبر  في أيام  العرب  والعجم  والبربر ومن  زاولهم  من  ذوى   السلطان   الأكبر  لعالم   الاجتماع     إبن  خلدون .

    للرزيقات  عمائر    كثيرة   منتشرة   في   الجزائر  غرب   مدينة    وهران   وزمر  بمدينة  المالح  بالقرب  من (عين  تيموشنت )  و (دوا وير)   بمنطقة   البيّض , وقد   امتلكوا  أراضى   عرشية   ممتدة    من  منطقة   ( بوعلام )   و ( سيد  أعمر)  إلى   تخوم   الصحراء , ونشاطهم   الاقتصادي  هو  تربية  الأغنام , ومن عمائرهم  أيضا / ألمنا صير , / الزغم  , / أولاد حميدة  و  /أولاد  داوود .

    و من   بينهم   المجاهد    الشاعر  الجامع   لأهله  / محمد   بلخير  , شاعر  المقاومة   في   القرن  الثامن  عشر, و الذي  ظل   يقود  رفاقه   الثوار  للمعركة  تلو  الأخرى  ضد  المستعمر الفرنسى   حتى  تم  توقيع   صُلح   ( بريزينة ) 20 ماى 1883  بين  الثوار  والسلطات  الفرنسية , ولكنه  رفض  هذا   الصلح  الغير عادل  وعاد   يحشد   الثوار  بعد  سفره  إلى  ( المنيعة ) , حتى   تم  القبض  عليه  و نفيه   إلى  ( كالفى )   بجزيرة   كوستاريكا   في   1886  م  بتهمة  العصيان  والتحريض  على   الثورة  ,  دفن   بعد   وفاته   في   “تيغست”     ضواحي    بوعلام  ،  وبعد الاستقلال   نُقلت   رفاته   إلى  مقبرة  الشهداء  ب ( بوعلام )  ليعاد   دفنه   فيها  تخليداً  له   كشخصية   ثقافية   و  جهادية  , وقد    نظّمت   له   ولاية   البيض   عدة   مهرجانات   وأسابيع ثقافية ,  وهو من   قبيلة   الرزيقات   فرع   أولاد   داوود , ولد   حسب   التقديرات   ما بين 1830 -  1832   بوادي   المالح  , و هناك   أيضا   أسماء   كبار  المقاومين  منهم    المسمّى   عمارة  وكذلك  شهداء  الثورة  الجزائرية  أمثال الشهيد / المجذوب  و/  رزق  و الشهيد / التيارتى  والعسكرى  وكبار مجاهدى  الثورة , ومنهم على  قيد   الحياة   السيد / رحموني  والحاج / الدينس  وعبد الحميد .

     

    الرزيقات  في  مصر  : -

     

    يُقال إنهم   قدموا  من  منطقة  نجران  في   بلاد  اليمن , موطنهم  الاصلى  وقد  أتوا  بعد   الفتوحات  فقط , وعاشوا  ببلاد   السودان  غربا  واستقر  بها   بعضهم  ونفذت  منهم  أعداد  كبيرة  إلى  مصر, فضا قت  بهم  أرض  مصر بسبب  كثرة   صراعهم   مع   القبائل  هناك  بسبب  المرعى  و الكلأ  فاختار  سلاطين  مصر فى ذلك  الوقت   بتوجيههم   إلى   بلاد  المغرب  بعد  نهاية   الفتوحات  الإسلامية   واثارها   انذاك, و بالرغم   من  أنه  في عام   1896  و بموجب   البراءة   البابوية  التي   أصدرها   البابا   – ( لوان) -  الثالث  عشر  آنذاك   بإحياء    بطريركية    الأقباط     الكاثوليك  ،  والذي    بموجبه  تخلّت   النيابة   الرسولية   الفرنسيسكانية  عن  لقبها   وأُعتبرت   إرسالية    عادية   يرأسها   رئيس  د يني  أو كنسي  فقط , إلاّ  إنه  لايزال   الرهبان الفرنسيسكان  يقومون   برعاية   الكثير  من   الكنائس , مثل   دير  ومزار   العذراء     بدير   درنكه  و كنيسة  منفلوط    في   أسيوط   وكنائس   نجع   حمادي  و فرشوط   وقنا  والطويرات وكنيسة   الأقصر المخصصة  لخدمة   السائحين  وكنيسة  ما  تبقّى    من  الرزيقات  والمحاميد    والرياينة   وإسنا   وكوم امبو .

    ويديرالرهبان الفرنسيسكان عدة  مدارس , منها  مدارس  الرزيقات  وأرمنت  الحيط  والأقصر   والطويرات  ونجع  حمادي   ومدارس   أسيوط   ودير العذراء  ومنفلوط   ومدسة  الفيوم  ، كما  يديرون  ملجأ  للأيتام  بالمقطم .

      يتواجد   الرزيقات  عموما  فى  مركز (ارمونت)  بمحافظة  قنا  بمصر وعاصمته   مدينة  أرمنت ،  التي  تقع  على  الضفة   الغربية   للنيل  على   بعد   19كم   جنوب  مدينة  الأقصر , واسم   ” أرمنت”  مشتق   من  الاسم  الفرعوني  الأصلي   للمدينة   ” أيونو مونتو” ,  و منتو   كان   إلهاً   مصرياً  ،  اسمه   يعني   “الرحّال”  ,  وكان  (منتو)   مقترناً    بالثيران  الهائجة و القوة  و الحرب , وقيل  عنه أن  كان  دائما  ما يتجسد   في   هيئة   ثور  أبيض   ذي  وجه  أسود، والذي   كان   يشار   إليه  باسم   ( باخا) .

     أشهر فراعنة  مصر, قادة  الحروب  المظفرة  و الاستراتجية , اتخذوا  لقب ” الثور  المتين ، ابن  منتو “, و في  السرد  الشهير لمعركة   قادش ، قيل  أن رمسيس  الثاني   لمح  الأعداء ، فاندفع  في اتجاههم  مثل ( منتو ) .

    وفي   عهد    كليوپاترا   السابعة   أصبحت   أرمنت   (هرمونتيس)   عاصمة   إقليم   الصعيد  الرابع , وقد ظلت  هرمونتيس  مأهولة   طوال  العصر  القبطي، ثم   توالى  نقص  شأنها   في  العصر  الإسلامي , و  تنقسم   مدينة  أرمنت  إداريا   إلى   مدينة  أرمنت  و ثلاثة  قرى  رئيسية  وهى :-

    ا -  ( ارمنت ) –  أنجبت  شخصيات  عريقة  ومعطاءة   كالشيخ / عبد  الباسط  عبد الصمد  ,  قارئ  القران  الأشهر و الفيزيائي   هيثم   عبد القادر والكيميائي / عبداللة  مصطفى و الحائز على   جائزة  الدولة  المصرية  التقديرية  فى  حفل عيد العلم  من   الرئيس /  جمال  عبد   الناصر .

      ب  -  ( قرية  الرزيقات )- أنجبت   قارئ   القران  الشيخ  / احمد  الرزيقى  و هو   قارئ  مسجد   السيدة  / نفيسة  بالقاهرة  وكذلك   القارئ الشيخ / ممدوح عبد  الستار و الاقتصادي  الكبير / احمد عبود  باشا   صاحب  مصانع  السُكّر  والمسمّى   ميدان عبود  الشهير في  القاهرة باسمه , و للرزيقات  في مصر و بشقّيها  القبلى و البحرى  الكثير من  الجمعيات و النشاطات  ومن  أهمها  (منتدى  شباب الرزيقات  قبلى )  و(جمعية   تنمية  المرأة و الأسرة  بالرزيقات  قبلى  و المشهرة  تحت  الرقم  892  لعام  2005 )

       ج – (قرية المحاميد ) –  أنجبت  الدكتور / عبد الدائم   نصير نائب  رئيس  جامعة   الأزهروالباحث  السياسي  المعروف /  ضياء رشوان

     

    الرزيقات  في  السودان  :-

     

      الرزيقات  قبيلة  كبيرة  بغرب السودان وهم  بقارة  بجنوب  دارفور, يحدّهم  جنوباً   بحرالعرب  وشرقاً   دار الحمر وشمالاً   البيقو  و الد اجو  والبرقد  وغرباً الهبانية , وهم   جهينيو  الأصل , وتذكر  الروايات   إنهم   من   ثقيف  ومنهم  بشمال  دارفور  رزيقات  أيضاً وهم  أبّالة , وتقبع  رئا سة  القبيلة عموماً  في  بيت آل  مادبو ود علي   و  أسرة / محمود  موسى  منذ  أمد  بعيد  و إلى اليوم .

    عمائرهم  كثيرة , سُمّوا ب ( تراب الهين)  لكثرتهم , ومركزهم  (شكا) وهم   ثلاث   عمائر أو  بدنات  رئيسية : -  الماهرية و النوايبة  و المحاميد  , ولكل  منها   إدارات    تنظر في  مواضيعها , وأكثرها  عدداً  هم المحاميد  وحلفاؤهم   من  الهبانية  والمعالية , وقد   قاوموا  سلاطين  الفور  ولم  يخضعوا  لهم   الخضوع  التام , وكان  لهم  مع الزبير باشا  وقائع  مشهورة , حيث  وقعوا  مع  الزبير باشا  اتفاقية  عام  1866م بعدم  تعريض  حدودهم  لتجارة  الرقيق ، ولكن  الزبير باشا  أخلّ  بهذا  الشرط  عام4187م واعد عدته الحربية وأغارعلي الرزيقات  نهاية عام 1874م وهزمهم، ومن ثم  حارب السلطان/ إبراهيم قرض في  منواشي  بين الفاشر و نيالا، وانهزم  السلطان، فتم  فتح دارفور علي  يد  الزبير باشا في  نهاية عام 1874م  وانفتحت معها تجارة  الرقيق  بغرب  السودان و ذلك  انسياقا  وراء  بعض  أبيات الشعر التي  أنشدتها   له  ( بت  مسيمس ) :-

    جنك تلات ورقات جيب ردهن

    صقور الجو حلقن  قوم  عدّهن

    يا  مقنع   الكاشفات   لاحدهن

    وللرزيقات وجود  في شمال  دارفور, و يسمّون  بالرزيقات  الشماليين , فهم    أيضا   المحاميد   والماهرية  و معهم   العريقات  ,الزيادية   ,امجلّول   ,العطيفات   ,الشطيّة   ,أولاد ياسين  , أولاد  راشد  ,أولاد  عيد  ,أولاد  حسين  وبعض  البطون  الأخرى  ,   و الزريقات  من  القبائل  الجهينية  , فهم  و المسيرية  و الحوازمة  أولاد  رحّال  بن  عطية  بن  راشد   بن  الشيخ   الجنيد  بن  احمد  بن  بابكر ابن  العباس   وكلهم   من    البقارة .

    وهم   أبناء   عم   الهبانية   ,التعايشة  ,بني   هلبة , المعالية   و أولاد    أخيه   حازم   بن   حماد   بن  راشد  ابن   الشيخ   الجنيد   والكل   ينتسبون  إلى  جهينة  ,  ويقال   أن   للشيخ    الجنيد  خمسة   أبناء   وبنت   واحدة   فقط ,  نزح    أبنائه  إلى   شمال   أفريقيا  ,  تحديدا  إلى  مصر والسودان   والجزائر    وتوزعوا   في   المنطقة   التي   تضم   جنوب   ليبيا   وصعيد   مصر  وغرب   السودان  وحول  وهران   بالجزائر وكذلك   في   المغرب , موريتانيا,  تشا د   وتونس ، لذلك    نجد   امتدادات   لمعظم  هذه  القبيلة   في   البلدان   الثلاث ,  إضافة   إلى   تشاد  والتي  يوجد    بها   فروع   المحاميد    في  (  بيلتين )  شمال   مدينة   آبشي   التشادية   ومعظمهم   من   مربي   الجمال و المواشي   ويقدر عددهم  هناك   بحوالى  150,000  قبل أن   يضربهم   الجفاف  الكبير  الذي عصف  بالمنطقة   في  عام 1974 م   وبعض  دول    شمال  ووسط   أفريقيا.

    كتب عنهم  الباحث / موسى  المبارك  الحسن  في  كتابه – (تاريخ  دارفور السياسي) – , الرزيقات  أغنى  قبائل  البقارة  وأكثرها  عدداً   وأقواها  مركزا  ً بدارفور وكتب  عنهم الباحث/ الفحل الفكي  الطاهر في  كتابه- (تاريخ وأصول العرب في السودان )  إن الرزيقات  قبيلة  ذات  شجاعة  وقوة  ولكثرة عدد رجالها  تسميهم  جموع  البقارة  بافتخار- (عيال رزيق هين  التراب) -  والهين  هو  مقدار امتلاء  راحتي  الكف  من   ذرات  التراب وذلك   تعبيرا عن  كثرتهم  .

     ثم  و صفهم   ( الفحل )   بان   قوة   الرزيقات  ظهرت  في   إنهم   عندما    قاموا    وتعاضدوا  باستبسا ل   و ناصروا   المهدية  ,  دخلوا   في   حروب   طا حنة   ضد   سلاطين   باشا   باسم   المهدية   فهزموه  واضطروه   إلى   الخضوع   والاستسلام لهم  , و لهم   عادات  العرب الأصلية   وخيولهم   لم   تكن  تهدأ في  أيام  حروبهم  ضد  السلاطين ومساهمتهم  مع الثورة المهدية  في  كل  انتصاراتها حتى  مقتل(غردون )    و تحرير  السودان  من  بشاعة  الاستعمار الانجليزي– المصري

     ومن أعزّ  المكونات  المربوطة  بتراثهم  وثقافتهم  الشعبية  هي :-

     

    *–  ( ألحكّامه ) بفتح  الحاء  و هي  المرأة   التي  تستنهض  هممهم  للقتال  و تمدح  الفرسان  وتهجو  الجبناء  منهم  وكذلك  تغنّى  في  الأعراس  والاحتفالات  واستقبال   كبار الضيوف .

    *–  ( الهدّاى ) بفتح  الهاء وهو الرجل الذي  يعزف – أم  كي كي – وغالبا  مايكون  فى  مجالس  الرجال  ( الضره )  بفتح   الضاء   والراء .

    *–( النقّارة) بضم  النون, ويسمّون  صوت  الضرب على آلة ( النقّارة) ب(أم بقاقو) وذلك  عند  إعلان  الحرب  أوالاحتفال , ولكل  صوت  من  أصوات  الضرب  على   النقارة  إشارة إلى  حدث   ما .

    *–  لهم  الكثير من الرقصات  منها ( الكاتم ) , ( السنجك ), ( الهرّمه ) بفتح   الهاء  وكسر الراء و ( المردوم ) .

    *–  في   الكثير  من   المناطق  لايخرج  الرجل   من   منزله   إلا   و لبس   سكين   في  إحدى  ذراعيه و (حجاب)  فى  الأخرى و( الحجاب) هو بعض الآيات   القرآنية    يتم   لفها  بقطعة   من  الجلد  , ومن  ثم  تخييطها  ولبسها  وذلك  لتحميه  من  نيران   العدو أو الحسد أو تجلب  له  الحظ  وغيره .

    *–   يملك   السواد   الأعظم    منهم   أسلحة   نارية   مثل   ال ( جيم ثرى )  و ال ( تج  تجى )  و بعض   الأسلحة   الحديثة   بالإضافة      للأسلحة    البيضاء    مثل  ( ألحربه ),( السيف ), (الكوكاب ) , ( السفروك ), ( الشلكايه ) و( الدقل  المضبب )   بضم   الدال  و القاف   والميم  , وهو عصاة   ضخمة   يتم   لفها   بالجلد   الحيواني    حتى لاتنكسر عند  الضرب  بها .

    * –   قديماً  كانت  نساءهم   تلبس  وتتزين  بثوب ( الزراق )   و ( الفركه )  بكسر   الفاء و تسكين  الراء  وفتح  الكاف , ويعتز الرجال  أيضا  ب ( الجرّايه ) وهى   أداة    تستخدم  للحرث أو  تنظيف الأرض  استعداداً  لزراعتها .

    *–  من  أكلاتهم   المحلية  و معهم   بعض  القبائل  المجاورة  لهم   هي  , العصيدة   بملاح الروب , ملاح الكول , ملاح  المرس–  بكسرالميم  والراء- , ملاح  المصران  , ملاح  الكمبو  والشرموط .

    وعلى الرغم  من  تشعّبهم  الكبير  فان   جميع  الرزيقات   ينتمون   إلى   جد   واحد اسمه  رزيق  بن رحّا ل  بن عطيّة  بن راشد بن  الشيخ  الجنيد والمعروف  عنه  انه    كان  ( إمام  الحرم  المكي  الشريف ) , ويمكن   تتبع  الأنساب  بالقياس  على   نظام   الطبقات   ذو  الترتيب   الاتى :-

    الطبقة الأولى –   (الجذم)  وهي الأصل , إما  إلى عدنان  وإما  إلى  قحطان

    الطبقة الثانية    -(الجماهير)  …أي  الجماعات

    الطبقة الثالثة   – (الشعوب)   وهي  التي  تجمع  القبائل

    الطبقة الرابعة  -( القبيلة)   وتجمع   العمائر

    الطبقة الخامسة – (العمائر)   واحدها  عمارة  , وتجمع البطون

    الطبقة السادسة – (البطون)   وتجمع  الأفخاذ

    الطبقة السابعة  – (الأفخاذ )   وتجمع   العشائر

    الطبقة الثامنة  -  (العشائر)    وهي  التي  تتعاقل   إلى  أربعة  آباء

    الطبقة التاسعة  – (الفصائل)  وهي   أهل  بيت الرجل

    الطبقة العاشرة – (الرهط)    وهي  أسرة  الرجل

    أقسام   الرزيقات  فى السودان :-

     الرزيقات  ينقسمون إلى  ثلاثة  عمائر  كبيرة وهي : -

            أ/     النوايبة  -  جدّهم  هو /  نايب   بن رزيق.     

           ب/   المحاميد  – جدّهم  هو /  محمود بن رزيق.     

          ج  /  الماهريّة -  جدّهم  هو /  ماهر  بن  رزيق.

     

     رزيقات   الجنوب : -

     

    والنوايبة  ينقسمون  إلى   بطنين   كبيرين هما   ضمرة   وجمّول  وينقسم   المحاميد    الى  بطون  كثيرة , منهم   أولاد فزعة  , أولاد زيد  , أولاد  يا سين  ,أم جلّول ,أولاد  ضحية   وأولاد  تاكو  .و ينقسم    الماهرية    الى   بطون   كثيرة  أيضا ,  منهم   أم ا حمد ,العطيفات  ,  أم  سلمة    وأم جلّول   والعريقات   وهناك   أيضا  أولاد  حسن  وأولاد  حميد ,.ولكل  بطن  أفخاذ   كثيرة  ولكل  عمارة   وجود   إداري  خاص  بها  في  موقعها , فا لنوايبة  رئاستهم  في  الفردوس (أضان  الحمار  سابقاً )،  والمحاميد   رئاستهم   في  عسلاية  (قميلاية  سابقاً)  و الماهرية  رئاستهم   في مدينة( الضعين )  والتي   أسسها /  برشم   عبد الحميد  جد  الناظر مادبو ـــ و لهم   وجود   ايضا   في    ( أم  مطارق )  و ( كورينا )  و ( ابوجابرة )  ويوجد   أعداد  كبيرة  من   الرزيقات  (شماليين وجنوبيين) فى العاصمة الخرطوم  وكذلك في (القضارف) و(الجزيرة أبا )  و(ربك) ومنطقة ( البا قير) , ممّا  شجّعهم  على   تأ سيس   عمودياتهم  و  مشيخاتهم    وادارادتهم   الأهلية   الخاصة  بهم   في   هذه  المناطق  الواقعة  في  شرق  و وسط  السودان .

     

     رزيقات  الشمال : -

     

     – أما  رزيقات   الشمال   فينتشرون   في  مساحة   تقدر  بحوالى  15,000  ميل   مربع  بشمال  شرق   دارفور ويتركزون   في  قارسيلا  و زالنجي   ووادي   صالح   والجنينة  وكتم  وجبل  عطرون   و مصرى   و أم سيّالة   وبراكالّة   وقرير وغيرها  ,  وهم    ابّالة     يعتمدون   على   تربية   و بيع   الإبل   و تصديرها    إلى   مصر  و ليبيا  ,  بالإضافة  إلى   الزراعة ،  و يسمّون  بالرزيقات   الشماليين ,  فهم   ايضا   المحاميد    والماهرية    و العريقات    و معهم   ,  الزيّادية   , امجلّول   ,  العطيفات   , الشطيّة   , أولاد ياسين    ,أولاد راشد   , أولاد عيد   ,أولاد  حسين  ,  المهادى   و بعض   البطون   الأخرى    و التي   لا    تتوفر  المراجع    الكافية   عنها  ( بعض   الروايات    تذكر   بان  رزيق   هو  أخ  عريق  و بذلك   يصنفون  العريقات   بأنهم  أعمام  الرزيقات ) .

    الرزيقات  و المهدية :-

     

    جاء   في   كتاب – (  جغرافية   وتاريخ   السودان )  لنعوم   شقير   قوله   إن   أول   من   أوقد   الثورة   باسم   المهدية   بدارفور   هو  الشيخ /  مادبو   بن  علي   زعيم   الرزيقات , حيث  انه هاجر  الى  المهدي و بايعه  في ( قدي) , وحضر منه  بالإمارة  على   قبائله   وعلي   دارفور كذلك   ومعه  رجال  كثيرون , ثم   تم   تعيينه   أميراً   لدارفور  باسم   المهدية  , فجمع   فرساناً ورجالاً   كثيرين  من  قبائل  شتى   وهاجم    بهم   حامية   الأتراك   المحصنة   في  ( شكا )  ,    فدمرها   تدميراً   شاملاً   وغنم   العتاد   و الأسلحة ,  فما لبس أن  جمع  الأتراك رجالهم  تحت إمرة  وقيادة  سلاطين   باشا   وجمع   مادبو   من   حوله   مجاهدين  معظمهم على   ظهور أفضل   الخيول المسّرجة  ودارت   معركة   حامية   سمّيت   بمعركة  ( أم وريقات ) , وقد  وسمّاها   الرزيقات   وبقية   الأعراب (مادبو  كر التركاي فر) ,  حيث   انتصر مادبو   نصرًا   ساحقاً    برجاله   و  غنم  الكثير  من  عتاد  سلاطين   الحربي   و انسحب  سلاطين   حيث  جمع   شتات  ما   بقى   من  رجاله  و انضمت   إليه   بعض  القبائل   فدارت   معركة   كبيرة   في منطقة  ( كرشو ) ,  ومن  ثم   دارت  بنهم   معركة  ( البويرة )   ومنها  رجع  مادبو  بقواته  حيث  انه  وبعد  أن   تم   تسليم   مديرية   إدارة   الفاشر  للمهدية , لم   يلحق  مادبو  بجيوش  المهدية  ولم  يذعن  لمراسيل الخليفة  بعد   وفاة   الإمام  المهدي  للحاق   به   بامدرمان .

     ومن  ضمن  الأسباب  الرئيسية  لخلاف  مادبو مع  الخليفة / عبدالله   التعايشى هي : -

     

      #- نهج الخليفة في  تهجير قبائل  دارفور و رجالها  وإرسالهم  كجنود  لحماية الثورة بأم درمان (كتاب السيف والنار- تأليف الضابط  النمساوي  سلاطين  باشا)

      # -  امّا  السبب  الآخر فهو   سياسة  استجلاب  الأمراء  من  خارج  دارفور ليحكموا دارفور، أمثال/الكركساوي ومحمد خالد زقل ، الأمر الذي أغضب  مادبو .

     وقد تخلّلت الحقبة المهدية الكثير من المشاكل بينهم وبين الرزيقات إلا إنهم عادوا  للولاء  ومناصرة المهدية  فى عهد  الإمام / عبد  الرحمن  المهدي ولكن  ذلك  لم  ينعكس   بالتطور  عليهم   ولا  بالتنمية  على  مناطق   عيشهم كرد للجميل لهم , حيث  تعاقبت  ذرية آل (المهدي)  على احتضان  بعض  البيوتات   فقط  وإهمال  واستغلال باقي  القبيلة حتى  تضمن ولائهم  الدائم  لها , وقد  تمثل ذلك  جليّا  في  انعدام  ابسط  الخدمات في  مناطقهم  وعدم ارتقائهم  ومشاركتهم  في  اى حكومة  من  حكومات  السودان  المتلاحقة ’ إلا  قلّة منهم  جادت عليهم  بعض الحكومات  بمناصب  شرفية حتى  تضمن ولاء  وتبعية أهلهم لها أيضا , ويساعدهم  في ذلك  البعض  من  الجيل  القديم  من أفراد  القبيلة , وفق  المصالح  الآنية  والشخصية الضيقة  من المصابين  بقصر النظر منهم , وقد  ترتب على  ذلك  مايلى :-

     1 -  استفاق  الجيل  الجديد  من  الشباب على هذه  التبعية  الغير  مبررة  ولجا  إلى  الحركة  الشعبية في  جنوب  السودان ,  والتي  استوعبتهم  واستخدمتهم  في  المجالات  العسكرية  فقط  دون تأهيلهم أو الاستفادة  منهم  في اى مجالات أخرى ( أسست لهم قوات عسكرية في منطقة- أم مطارق ) .

     2-  اتجه  آخرون  صوب  الحركات  الدارفورية   المسلحة   لانتزاع   حقوقهم  التي  فرّط  فيها  الأسلاف , ولإيمانهم  بان  قوتهم  البشرية  والمادية  والتي  هي  دعامة  أساسية من  دعامات الاقتصاد  السوداني , تعتبر جزء  من ثروة  دارفور والتي يتم  استنزافها  بواسطة  المركز , دون  اى مردود  تنموى  على  المنطقة,  ولكن  قلة  من  قادة  الحركات المسلحة  الدارفورية من  ذوى  البصيرة , هم من  أدركوا  ضرورة  توحيد العمل مع  هذه الطاقة  الثورية  الكامنة , وان جاء  بفهم – أنا وأخي على ابن عمى وأنا  وابن عمى على الغريب – .

    3 – أولاد (أم محمد)– اكبر مكونات القبيلة فى  جنوب  دارفور- والمستقرين في  ( أم مطارق ) وماحولها  والذين  خاضوا  الكثير  من  الحروب مع  الدينكا  باسم  القبيلة , طالبوا  بان  ينفصلوا  عن نظارة آل (مادبو ) وتكوين  نظارتهم  الخاصة  بهم , حيث  يمهد  ذلك  للمزيد  من  التشرزم  فى النسيج  الدارفورى خاصة  بعد  أن  حذا  المحاميد  فى  شمال  وغرب  دارفور  نفس  الحذو.

    4 – بات  اسم  القبيلة  مرتبطاً  فقط   بالحروب  والغارات  والتبعية   للحكومات  الاستغلالية المتوالية , والتى  قامت  بتسييس  النزاعات  التقليدية  للقبيلة مع  بقية  القبائل الأخرى , ولم  تسعى  إلى إشراكهم  فى مواقع  المسؤولية بما يتناسب  مع  ثرواتهم الكبيرة (بشرية و مادية ) ولو من باب  التمييز الايجابي , أو العمل  على  استقرارهم مثلهم مثل نظرائهم  في  مصر و الجزائر  بدلاً من استخدامهم  كوقود للحروب.

     والرزيقات   حاليا   هم   أًكبر  القبائل   تعداداً   في   السودان   بعد    قبيلة    الدينكا   وأكثرهم   ثروة , والتى  تتجسد  في  الكميات   الضخمة  من  الأبقار , والتي  قدّرها   الرحّالة الانجليزي  ( لامين)   في عام  1933 م   بحوالى   مليون ونصف   المليون   رأس   (  كتاب  بدو  البدو – رسالة  دكتوراه –  للباحث  / دونالد  كاول  بول . نشر  1975 م عن  دار  اى  اتش   ببلشنغ  كوربوريشن)  بالإضافة  إلى  الخيول    والتي    يقدر   عددها   بحوالى    200,000   حصان , ويصل   سعر  الحصان   منها   إلى    20,000 دولار   وخاصة   النوع   ال ( كيني ) , بالإضافة   إلى  المواشي  وكذلك  الصمغ   العربي   وجميع  أنواع   المحاصيل  والبترول  الذي  تم   اكتشافه   مؤخراً  فى مناطقهم   بغرب   السودان , وهم   دائمو  الفخر   بمنطقتهم    المسمّاة  ( سبدو ) , حيث  إنها   كانت  أول   وآخر  منطقة  فى السودان   يزورها   الرئيس   المصرى   الراحل / جما ل  عبد  الناصر بعد زيارته  للخرطوم  , وقد   صنعوا  لاستقباله   نهر  – رمزى – من اللبن  الصافي   ونهر  آخر من  العسل   الطبيعي  وخرجوا   لملاقاته   على    ظهور  عشرات  الآلاف   من  الخيول ,  حتى  أن   طائرته   لم  تجد   مكاناً    تحط    عليه   رحالها   فاستدارت  راجعة  وهو  يدق   يداً   بيد من  عجب  ما  رأى   بأم  عينيه . 




    المراجع: -
    -   اصدارت  مركز  الجلفا   الجزائري
    -   الكنيسة    الكاثوليكية    بالإسكندرية
    - مشايخ  وزعامات الرزيقات  بالسودان  
                                        
        جمال  حسن  احمد  حامد            
       الإمارات العربية المتحدة
         
                                                                                                                                                                                                                                                                                            
          مايو 2008