السبت، 16 يوليو 2016

لَحْظَةُ تَدَلَّتْ مَعَ الْأَطْنَاب

                                      

                                     لَحْظَةُ تَدَلَّتْ مَعَ الْأَطْنَاب       

    

  فى نهاية شهر رمضان الفضيل سنة 1985 م إنطلق الأمير سلطان بن سليمان بن عبد العزيز ال سعود على متن مكوك الفضاء الأميريكى ديسكفرى فى الرحلة جى 51 حول الأرض لأول رائد فضاء عربى مسلم ينال ذلك السبق , تلك الرحلة التى أيقظت طموح الملايين من البشر وساقتهم إلى التقدم فى دروب العلوم والتكنلوجيا  وقد كانت تلك الرحلة تنصب فى خدمة الإسلام والمسلمين والاُمة العربية بكل المقاييس , وفى مكالمة تأثر بها مئات الملايين من المتابعين  تلقى الأمير سلطان مكالمة من والده الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود قائلاً ( أهلاً ياسلطان والحمدلله على نجاح رحلتك , أرجو أن تبلغ تحياتى لزملائك ووالدتك وأختك يسلمون عليك وطيبين وبخير , وإن شاء الله نشوفك بالسلامه , وبالتوفيق , وأحسن خبر سمعته اليوم إنك ختمت القران فى الفضاء وهذا شئ أشكر الله عليه دايم التوفيق إن شاء الله ومع السلامه ) 
                 المقدمة السابقة ليست إلا نموذجاً على أن المملكة العربية السعودية كانت ومازالت تؤمن بالعِلم والتقدم نحو مستقبل معاصر تضاهى به دول العالم الأولى وقد أنشأت وطورت من أجل ذلك أفضل الجامعات والقطاعات الصناعية ومراكز البحوث والدراسات وقد صاغ ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان كل طموحات ومساعى المملكة العربية السعودية فى إستراتجية ( رؤية 2030 ) ولم تكن قط دولة متقوقعة فى براثن التشدد الدينى ومكبلة بقيود الرجعية والتخلف , وحين تعلق الأمر بمناصرة الشعوب المغلوب على أمرها ودعم الشرعية فإن المملكة العربية السعودية ومعها دولة الإمارات والسودان وقطر والبحرين والكويت والأردن والمغرب شاركوا فى قيادة عملية ( عاصفة الحزم وإعادة الأمل ) ومعهم بعض الدول الأخرى والتى لم تشارك ولكن تُسمى دول داعمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وذلك من أجل عودة الشرعية والإستقرار والتنمية للشعب اليمنى الشقيق , وعلاوة على ذلك فإن المملكة العربية السعودية ظلت تترصد وتتصدى لكل الأحداث أوالمخططات التى من شأنها أن تمس أمن وسلامة أى من الدول العربية والإسلامية , بل إمتد الأمر حتى إلى الدول الأخرى عندما تعلق بمكافحة الإرهاب الذى دأب على قتل الأطفال والنساء و الأبرياء من المدنيين مثل الجريمة الإرهابية النكراء التى وقعت فى مدينة نيس الفرنسية بتاريخ 14/7/2016 وراح ضحيتها أكثر من 84 قتيلاً وحوالى خمسين طفلاً مصاباً نُقل إلى المستشفيات وقد أدانتها كل دول العالم وأعلنت تضامنها مع أسر الضحايا ومنها دولة الاإمارات , ومع أن دور العبادة والأماكن المقدسة لكل الديانات ظلت دائماً محل إحترام الديانة الإسلامية فإن العالم قد تفاجأ بأخطر وأكثر الأفعال غرابة وتنافياً مع القيم البشرية حينما قام البعض من المهوسيين الدينيين من الجماعات الإسلامية المتطرفة  بتفجيرات إرهابية بالقرب من قبر الرسول صلى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة , متجاهلين أن تلك الأماكن المقدسة إنما هى تخص كل من يدين بالإسلام فى شتى بقاع المعمورة وأن كل مسؤول سعودى بذل كل ما  يدخر من جهد من أجل الحفاظ على تلك المقدسات عبر كل الأزمان , حيث تنفق عليها السعودية مليارات من الدولارات سنوياً من أجل راحة المسلمين والإحتفاء بهم ضيوفاً للرحمن , ففى ذو الحجة 1436 هجرية الموافق 9/2015 م بدأت أكبر توسعة فى تاريخ المسجد النبوى والتى أضافت مايعادل حوالى مليون متر مربع لمساحته وشملت التوسعة أيضاً الحرم المكى الشريف حيث من المقدر أن تصل قدرة الطاقة الإستيعابية إلى 105 ألف طائف وستستوعب تلك الزيادة كذلك أكثر من مليون مصلٍ فى أوقات الذروة مما يقلل أو ينهى الحوادث والإختناقات  الناجمة عن التدافع والإزدحام من المسلمين القادمين لأداء شعائرهم الدينية                                                      فبالإضافة إلى " إعلان الرياض " فى 17 مايو 2015 والذى كان بمثابة خارطة طريق لإنقاذ اليمن من مخاطر الحوثيين ومساعدة دول التحالف له لبناء الدولة وبسط الأمن والسلطة والمؤسسات , فقد إتضح جلياً أن السعودية كانت قد إتخذت القرار الصحيح بتشكيل التحالف الإسلامى لمكافحة الإرهاب بجميع مظاهره وأشكاله وحماية الاُمة العربية والإسلامية من كل الجماعات والتنظيمات الإرهابية المسلحة مهما كانت مسمياتها أو مذهبها , وقد تم تشكيل ذلك التحالف من 20 دولة عربية وإسلامية بجانب قوات درع الجزيرة وبعض تلك الدول ذات وزن عسكرى كبير كالسعودية وتركيا وباكستان والإمارات وأخرى ذات خبرة قتالية عريقة كالجيش السودانى الذى خاض حروباً داخلية وخارجية لأكثر من خمسين سنة ومنها إستعادة جزيرة إنجوان وتسليمها لحكومة جُزر القمر سنة 2008 م ’ و نفذ التحالف أكبر التمارين  العسكرية فى العالم من حيث القوات المشاركة وإتساع منطقة المناورات وهى " رعد الشمال " والتى حُشد لها أكثر من 350 ألف عسكرى ومشاركة أكثر من 2500 طائرة من طرازات مختلفة إضافة إلى 20 ألف دبابة  وذلك فى منطقة حفر الباطن فى السعودية وهى مناورات عسكرية مشتركة تهدف إلى رفع معدلات الكفاءة الفنية والقتالية للعناصر المشاركة وكذاك تنفيذ مخطط التحميل والنقل الإستراتيجى من مناطق تمركزها إلى موانئ الوصول بما يحقق الأهداف المرجوة من ذلك وصولاً إلى أعلى معدلات الكفاءة والإستعداد القتالى لمواجهة الأخطار التى تهدد أمن وإستقرار المنطقة من وحشية الإرهاب والإرهابيين                                    
  مازلت أذكر إنه وقبل عدة سنوات كنت مشاركاً فى  برنامج إذاعى إسمه – أنتم والحدث – وهو برنامج تبثه إذاعة وراديو مونتى كارلو من فرنسا باللغة العربية من خلال إستضافة عدة شخصيات من دول مختلفة عبر شبكة تواصل هاتفية مغلقة وكنت وقتها مقيماً فى مدينة أبوظبى بدولة الإمارات , وقد كان الحدث موضوع البرنامج فى ذاك اليوم هو تجنيد الأطفال وإستغلالهم لأداء مهام حربية أو إرهابية بدلاً من إرسالهم إلى  صروح الدراسة والتعلم والتدرب فى المؤسسات والشركات أو القطاعات الحكومية والمراكز الخدمية لإكتساب خبرات عملية حياتية فى تلك السن المبكرة , وقد رفض جميعنا و من خلال تلك الإذاعة والتى تغطى السواد الأعظم من دول العالم مبدأ الزج بالأطفال فى المعارك العسكرية وإستغلالهم من قبل الإرهابيين فى معارك عقائدية وجهادية وذات طابع دينى أو غير دينى يخالف كل القوانين والأعراف الإنسانية والأحرى تمكينهم فى الجهات التى يستطيعون فيها مبادلة تحصيلهم الأكاديمى بالخبرات العملية , بل أكدنا جميعاً لمضيفنا بأننا نؤيد ونرى الحل فى تدخل منظمة الأمم المتحدة حتى ولو تطلب الأمر إرسال قوات عسكرية أممية للدول التى كانت ومازالت تستخدم الأطفال فى النزاعات المسلحة والعمليات الإرهابية وترفض مبدأ حقهم فى التعليم وحرمانهم من مستقبل مُشرق وخاصة البنات منهم , وتعريف الأمم المتحدة للطفل بأنه كل إنسان يقل عمره عن 18 سنة وهى السن التى لايكتمل نموه البدنى والذهنى قبلها وقد صدرت الكثير من القرارات الأممية بذلك الشأن ومنها القرار 1264/1999 , 1314/2000 , 1379/2001 , 1460/2003 , 1539/2004 , 1612/2005 والتى أدانت مراراً وتكراراً إستخدام الأطفال فى النزاعات المسلحة وتجنيدهم بطريقة غير مشروعة  مما يشكل خرقاً للقانون الدولى
    بوحاً لأهازيج الفرح يسعدنى أن أزف التهنئة وأسمى التبريكات للملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود بمناسبة قرب الإحتفال بزواج نجله فى المملكة المغربية والتهنئة لجلالة ملك المغرب محمد السادس وعقيلته الأميرة سلمى والشعب المغربى بذلك الحدث  الفريد                                                                                 

                                                   جمال حسن أحمد حامد      

                                               دولة الإمارات العربية المتحدة

الثلاثاء، 5 يوليو 2016


          ياالله عسى هالعيد فيه الفرح زايد وياالله عساه كل السنين بك عايد


الثلاثاء، 31 مايو 2016

 العراقيون..شعب يستحق التكريم 

بعيداً عن مرارات وضغائن الحروب والظلم والعدوان بين أكثر من دولة عربية فإن شعلة التسامح والتعايش ظلت متقدة فى نفوس الشعوب , وهو من المبادئ السامية التى نادى بها أكثر من مسؤول فى المملكة العربية السعودية وباقى الدول المعتدلة وزادت دولة الإمارات على ذلك بأن أنشأت وزارة مخصصة لمثل هذه الاهداف النبيلة وهى وزارة التسامح , وإذا كانت الأجيال الجديدة من شباب الاٌمُة العربية قد نشأت بعد تلك المصائب التى لا يد لهم فيها وتستحق الرعاية من أولى الأمر على إمتداد الخارطة العربية , فإن الشعب العراقى وعبر شبابه أولى بأن تشملهم تلك الرعاية وهم أبناء دولة وبعيداُ عن السياسة والطائفية وقرارات بعض القادة البعيدة عن إرادة الشعوب , قدم شعبها  للاُمٌة العربية مالايمكن إيجازه فى هذه السطور , فالمعنيين بالدراسات الحضارية يجمعون على أن السومريين هم بناة اقدم حضارة فى تاريخ البشرية وقد أكدت هذه الحقيقة جميع البحوث الاثرية التى أجريت على مناطقهم , ففى حوالى 3200 ق. م إبتكر السومريون الكتابة وعمدوا إلى نشرها فقامت فى بلاد سومر أول المدارس فى تاريخ البشرية , فإسهامات العلماء والفلاسفة والأطباء والمهندسين الذين قدمهم العراق للبشرية  عبر تاريخه الزاهى لاتحصى ولاتعد , وإذا كانت دولة الإمارات قد مدت يدها وسخرت كل إمكانياتها للوقوف إلى جانب الدول والشعوب الصديقة فإنها لم تنسى أيضاً تكريم المنظمات والشخصيات التى وقفت إلى جانب دولة الإمارات فى يوم من الأيام , فقد كرَم سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية فى مارس 2016 م ثمانية من الشخصيات  المميزة التى قدمت أعمالا جليلة لمجتمع أبوظبي وذلك ضمن حفل تكريم جائزة أبوظبى والتى إمتد التكريم فيها ليشمل الدبلوماسي والسياسي الدكتور عدنان الباجه جي الذى ساهم في أداء دور مهم بتشكيل البنية السياسية في دولة الإمارات ووضع أسس سياسة الدولة الخارجية وكان الباجه جي قد انتقل إلى دولة الإمارات حاملاً معه خبرة واسعة في مجال الشؤون السياسية والتي كان لها أثر كبير في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة .. كما أشرف على الحملة الدبلوماسية التي التحقت على أثرها دولة الإمارات بمنظمة الأمم المتحدة لتكون الدولة الأولى التي تخاطب المنظمة باللغة العربية في 1972م والجدير بالتنويه أن الباجه جي ساهم في سبل نهضة الدولة وشغل العديد من المناصب الحكومية إلى جانب عضويته في مجموعة من أهم المؤسسات في أبوظبي وتتضمن قائمة إنجازاته العديدة الانضمام إلى المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في نسخته الأولى والمساعدة في وضع أسس سياسة الدولة في عهد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمساهمة في تطوير دستور دولة الإمارات ومشهود للباجه جي ورغم تقدمه فى السن بكونه رجلا معطاء وحريصا على نقل خبرته الواسعة لفائدة الدولة , كما أنه مؤلف ومرجع مهم للمعلومات في الإمارات وقد إمتد الإحتفاء ايضاً فى أبوظبى بأن قام سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان أيضا بتكريم الطبيبة العراقية لحاظ إبراهيم الغزالي التي تعد من رواد طب الجينات وعلم الوراثة في العالم العربي حيث كرست جل حياتها في تحديد ودراسة الأمراض والحالات الوراثية النادرة لدى العائلات على مستوى المنطقة وكانت الطبيبة العراقية / البريطانية انتقلت إلى مدينة العين مع زوجها في تسعينيات القرن الماضي في الوقت الذي كانت المعرفة بعلوم الجينات نادرة في دولة الإمارات والمنطقة ، وعلى مر الأعوام وبفضل عمل الدكتورة الغزالي ومسيرتها المهنية كبروفسورة واستشارية في مجال طب الجينات وطب الأطفال في جامعة الإمارات ، فقد أسهمت في إطلاق حملات التوعية المجتمعية وسعت إلى توسيع نطاق التعاون مع المؤسسات الدولية المتخصصة في إجراء مثل هذه الأبحاث وعملت على وضع أول قاعدة بيانات للجينات في دولة الإمارات العربية المتحدة
أما فى مجال العلوم الصرفة كالرياضيات فقد عرف البابليون أسساً مهمة فى خواص الرياضيات والمعادلات الجبرية مثل معادلات الدرجة الأولى والثانية والثالثة ويعود لهم الفضل فى تقدم علوم الجبر الحديث , أما فى مجال القانون وعلى الرغم من بعض الماَخذ على قوانين فى شريعة حمورابى الا انها تعتبر من أقدم الشرائع المكتوبة فى التاريخ البشرى ومازالت مسلة حمورابى المشهورة المنحوتة من حجر الديوريت محفوظة فى متحف اللوفر بباريس فى فرنسا , ومن المتفق عليه أيضاً فى تاريخ المعارف البشرية أن البابليين هم الذين أسسوا علم الفلك الرياضى ويعتبر العراق أكبر بلد قدم للأُمة العربية شعراء وعلماء وفلاسفة ومفكرين أمثال المتنبى والجاحظ والكندى ومعروف الرصافى والزهاوى والجواهرى , أما فى مجال الحركة الشعرية والأدبية العربية والتى أصابها الجمود فى فترة الخمسينات فإن مناهل التجديد لم تنضب لدى الشعب العراقى ذو المكانة الراسخة فى كتابة الشِعر العمودى المقفى والشِعر النبطى وشِعر التفعيلة والمرسل , فقد اطلق شعراء العراق بداية ثورة الشِعر الحُر فى الوطن العربى عبر الشاعرة / نازك الملائكة والشاعر عبد الوهاب البياتى والشاعر / بدر شاكر السياب وهو القائل فى قصيدته " أنشودة المطر "
عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،
أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر
عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ
وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ
يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر
كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ...
وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ
كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،
دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،
والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛
فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء
ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء
كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر 
كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ
وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر...
وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،
ودغدغت صمت العصافير على الشجر
أنشودةُ المطر...
مطر ...
مطر ...
مطر ...
تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ
تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ
كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام 
بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ
فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال
قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ
لا بدَّ أن تعودْ
وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ
في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ
تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛
كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك
ويلعن المياه والقَدَر
وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ
مطر ..
مطر ..
أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟
وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟
وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟
بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،
كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر 
ومقلتاك بي تطيفان مع المطر
وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ
سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،
كأنها تهمّ بالشروق
فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .
أَصيح بالخليج : " يا خليجْ
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "
فيرجعُ الصّدى
كأنّه النشيجْ 
" يا خليج
يا واهب المحار والردى
أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،
حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ
لم تترك الرياح من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين
يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،
عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين 
" مطر ...
مطر ...
مطر ...
وفي العراق جوعْ
وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ
لتشبع الغربان والجراد
وتطحن الشّوان والحجر
رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ
ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر
مطر ...
مطر ...
ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء
تغيمُ في الشتاء
ويهطل المطر ،
وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ
ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ
مطر ...
مطر ...
مطر ...
في كل قطرة من المطر
حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ
وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد
أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة 
مطر ...
مطر ...
مطر ...
سيُعشبُ العراق بالمطر...
أصيح بالخليج : " يا خليج ..
يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى 
فيرجع الصدى
كأنَّه النشيج 
" يا خليج
يا واهب المحار والردى
وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،
على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار
وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لجَّة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ
من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى
وأسمع الصدى
يرنّ في الخليج
مطر ..
مطر ..
مطر ..
في كلّ قطرة من المطرْ
حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد
أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ
في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة
ويهطل المطرْ



جمال حسن أحمد حامد 

دولة الإمارات العربية المتحدة

الأحد، 20 مارس 2016

أليوم العالمى للسعادة




20 مارس من كل سنة هو اليوم العالمى للسعادة الذى إعتمدته منظمة الأمم المتحدة وأول دولة فى العالم إستحدثت منصب وزيرة دولة للسعادة هى دولة الإمارت والتى أحرزت المركز الأول على مستوى الدول العربية فى 2016 بمؤشر منظمة الأمم المتحدة لقياس سعادة ورفاهية الشعوب

الجمعة، 5 فبراير 2016

من دولة الإمارات تشرق الشمس

                                 من دولة الإمارت تشرق الشمس         
                       

فى الأيام الأخيرة من شهر 9/2009 والتى كنت أقضيها فى مدينة الشارقة فى دولة الإمارات العربية المتحدة , خطر لى أن أزور جمهورية مصر وأتعرف عليها حقيقة و بعيداً عن وسائل الإعلام وما هو مدون فى الكتب , فقمت بالإتصال بالسفارة المصرية فى أبوظبى للإستفسار عن المطلوب للحصول على تأشيرة , وبعد إستفسار الموظف على الطرف الاخر عن بعض البيانات أكد لى بأننى لاأحتاج إلى تأشيرة للسفر إلى مصر , فغادرت الإمارات فى ذات اليوم عبر مطار الشارقة الدولى ووصلت مصر من خلال مطار النزهه فى الاسكندرية والتى قضيت فيها يوماً واحداً ثم غادرتها بالقطار إلى القاهرة والتى قضيت فيها عدة أيام كنت أود فيها زيارة  أى من الأندية الشطرنجية  للسؤال عن وإلقاء التحية على الشاب / أحمد عدلى والذى شاءت لى الأيام  أن ألتقيه  فيما بعد فى أحد المهرجانات الدولية والتى تقام فى المجمع الثقافى فى مدينة أبوظبى , حيث كنت دائماُ من أكثر المعجبين بأدائه فى الشطرنج , وأحمد عدلى هو مفخرة مصر وأفريقيا الشطرنجية  كما يحلو للبعض تسميته , فقد فاز بالبطولة الأفريقية فى سنة 2005 م وكان عمره لم يراوح 17 سنة  وحصل على لقب أستاذ دولى ( غراندماستر) وهو الإنجاز الذى لم يسبقه إليه لاعب مصرى أو عربى أو أفريقى من قبل , ثم عاد وفى سنة 2007 م ليحرز بطولة العالم للشباب فى الشطرنج والتى أقيمت فى أرمينيا متخطياً الروسى / إيفان بوبوف ورافعاً تصنيفه الدولى بين كبار الأساتذة الذين شاركوا فى تلك البطولة ومؤكداً أن مصر ليست مجرد إهرامات واثار تاريخية وأن العبقرية يمكن أن تبدأ فى تلك السن أو قبلها تماماً كما حدث مع الطفل النابغة والعبقرى / أحمد محمد الحسن والملقب ب( إبن الساعة ) وهو أمريكى من أصل سودانى إخترع الساعة التى أقامت الأحداث التى تلتها الدنيا ولم تقعدها وهو فى ال14 من عمره , مما حدا بالرئاسة الأميريكية بدعوته إلى زيارة البيت الرئاسى فى العاصمة واشنطن دى سى مع كبار علماء وكالة الفضاء الاميريكية (ناسا ) وهى الدعوة التى يسعى معظم زعماء ورؤساء العالم لتلقيها طوال فترة حكمهم دون جدوى , مما جعل الكثير من المشاهير والزعماء يتمنون مجرد إلتقاط صورة تذكارية معه , وأثناء زيارتى لمصر والتى تجولت فيها فى أكثر الأحياء شعبية وزرت بعض من أرقى الأماكن فيها , وجدت نفسى مع شعب كريم  يجيد الإحتفاء بضيوفه وقد كانت القاهرة تعج بالضيوف والزائرين من شتى بقاع العالم فى ذلك الوقت والسبب هو إقامة بطولة كأس العالم للشباب فى كرة القدم والتى إستضافتها مصر فى نسختها ال17, وكانت مجموعات الدول المشاركة موزعة فى 5 مدن هى القاهرة , الاسكندرية , بورسعيد , السويس و الإسماعلية وكانت واحدة من أقوى البطولات والتى إستطاع فريق غانا أن يحرز لقبها لصالح قارة أفريقيا ويصبح بطل العالم للشباب فى كرة القدم لسنة 2009 م , وبطولة العالم للشباب كانت قد إنطلقت نسختها الأولى سنة 1977م  فى قارة أفريقيا أيضاً وتحديداً فى تونس والمعروف أن تونس قديماً كان إسمها – أفريكا – وهو الإسم الذى إنسحب على القارة الافريقية  بأكملها وصار إسمها حتى اليوم                                                                                            
فى دولة الإمارات العربية المتحدة ومنذ وقت بعيد إستبق سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس الدولة الكثير من رؤساء الدول فى الإهتمام بإحتياجات وطموحات الشباب والطلاب للوصول بهم إلى سقف طموحاتهم الذى يقومون بتحديده بأنفسهم , وقام بتوفير كل مايلزمهم وإبتعاثهم للخارج لإكتساب المزيد من العلم والخبرات , وأيضاً ولى عهده الأمين ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سموالشيخ محمد بن زايد ال نهيان الذى عاملهم جميعاً كأبنائه تماماً وهيأ لهم كل سبل الإبداع والتميز من حياة كريمة  ووظائف هى الأفضل أجراً بين أغنى الدول فى العالم  وكان المردود يدعو للفخر من الأغلبية منهم , وعلى سبيل المثال وليس الحصر فإن الفتى الذهبى كما يحلو لأهل الإمارات تسميته وهو الأستاذ الدولى سالم عبد الرحمن الذى لم يخذل دولة الإمارات وأحرز بطولة اسيا فى الشطرنج للرجال سنة 2015 م وتأهل بذلك إلى نهائيات كأس العالم ممثلاً للقارة الاسيوية وقام بإهداء ذلك الإنجاز بصفة خاصة إلى سمو الشيخ محمد بن زايد لرعايته الكريمة له, وقد حُظيت المرأة الأماراتية أيضاً بحقوقها كاملة لممارسة مسؤولياتها القيادية , فكان أن تبوأت معالى الدكتورة أمل القبيسى رئاسة برلمان دولة الإمارات وأصبحت بذلك أول إمرأة  تتولى ذلك المنصب فى العالم العربى وكذلك الشيخة لبنى القاسمى والتى تولت وزارة الإقتصاد والتخطيط  ثم وزارة  التجارة الخارجية  ثم  وزارة  التنمية والتعاون الدولى وكذلك  معالى ريم الهاشمى  وزيرة  دولة  الإمارات وهى أصغر وزيرة فى العالم العربى  وقد كنت حاضراً دائما لمعرض أبوظبى الدولى للكتاب والذي كان يقام فى المجمع الثقافى فى أبوظبى والذى يقع فى قلعة قصر الحصن وقد درج سمو الشيخ محمد بن زايد بدفع ملايين الدراهم سنوياً لإقتناء الطلاب للكتب مجاناً , وفى هذه الأيام ينطلق مهرجان قصر الحصن والذى يستمر حتى 13/02/2016 والمعروف أن قصر الحصن كان هو مقر أسرة ال نهيان الحاكمة وتم بنائه حوالى سنة 1793 م وكان يوجد به مكتب حاكم إمارة أبوظبى والديوان  ومجلس للأعيان ومسكن الحاكم , وعلى ذات النهج فى الوقوف إلى جانب الطلاب والشباب سار سمو الشيخ سيف بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ منصور بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ عبد الله بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ هزاع بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ حمدان بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ حامد بن زايد ال نهيان وسموالشيخ طحنون بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ سعيد بن زايد ال نهيان  وسمو الشيخ نهيان بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ فلاح بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ عمر بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ ذياب بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ عيسى بن زايد ال نهيان وكل إخوانهم من الشيوخ والمسؤولين فى دولة الإمارات , وأذكر إننى وفى سنة 2014 م قد زرت المجلس الثقافى البريطانى فى أبوظبى للإستفسار لتسجيل طالب لإحدى الدورات المؤهلة للدخول إلى الجامعات فوجدت أن كل الصفوف والقاعات محجوزة بالكامل لمنتسبى شرطة أبوظبى وهو مايعكس إهتمام سمو الشيخ سيف بن زايد ال نهيان حتى باللذين لم يكملوا الدراسة إلى مراحل متقدمة لظروف ما أو أكملوها ومن ثم انخرطوا فى الحياة العملية                                                   
وبالأمس القريب وبتاريخ 03/02/2016 م أطلق سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات , رئيس مجلس الوزراء , حاكم إمارة دبى مبادرة جريئة وخلاقة من نوعها بأنه يريد أن يضم إلى حكومته وزيراً أو وزيرة تحت سن ال25 سنة وطلب من الجامعات أن ترشح له 3 شاباً و3 شابة منوهاً بأن الشباب هم سر قوة الدولة وعلى أيديهم تتحق الطموحات أو الإخفاقات وبذلك يكون سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم قد نقل طلاب وشباب دولة الإمارات إلى موقع المسؤولية الحقيقية وقدم لهم معنى الديمقراطية فى أبهى صورها وهو مالم يقدر عليه أى من رؤساء وزعماء العالم و خاصة اللذين يتفاخرون بأن دولهم تحكمها أنظمة  ديمقراطية وأن شعوبهم تحظى بممارسة الديمقراطية , وعلى عاتق الوزير أو الوزيرة  تقع مسؤولية كبيرة بتمثيل شباب وطلاب دولة الإمارات من خلال تلك الوزارة , فبقدر العطاء والثقة التى إستحدث ومنحهم بها سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم تلك  الوزارة المقترحة ليطبقوا من خلالها أفكارهم ويديروا شؤونهم , فهى حق لهم أيضاً يجب أن يمارسوه بذات العطاء والمسؤولية  ودون تردد فى طرح برنامجهم الهادف على المسؤولين ودون فهم بأن الديمقراطية تعنى الفوضى أو إساءة إستخدام القوانين والأنظمة , فمنهم تكون البداية لأن هذا الشرف الذى نالوه لم ينله أقرانهم فى أرقى دول العالم                                                     

                                                  

                                                                   جمال حسن أحمد حامد

                                                             دولة الإمارات العربية المتحدة