السبت، 28 يونيو 2014

الخميس، 12 يونيو 2014

شكراً دولة الامارات العربية المتحدة

شكراً دولة الامارات العربية المتحدة




فى أواخر الستينات أنتقلت وعائلتى من مسقط رأسى مدينة 
الضعين فى غرب السودان الى مدينة جوبا والتى قضيت فيها بعض من طفولتى وتنقلنا فى مُدن مريدى , توريت , يامبيو وأنذارا قبل أن ننتقل الى مدينة بورتسودان فى شرق السودان حيث التحقت بمدرسة ألاسكلة الابتدائية للبنين والواقعة على شاطئ البحر الاحمر بجوار حى الاسكلة , بحكم عمل الوالد ضابطاً فى الشرطة فى أواخر السبعينات فقد انتقلنا مرة أخرى الى مدينة نيالا فى أقليم دارفور والذى أنجب وأهدى أفريقيا شاعرها الاول والأوحد وهو الشاعر السودانى / محمد الفيتورى والذى عمل خبيراً إعلامياً لجامعة الدول العربية اثناء مسيرته العملية , فهناك وفى مدينة نيالا واصلت تعليمى فى مدرسة حى المجلس الابتدائية والتى تم تغيير اسمها أنذاك الى مدرسة دارا الابتدائية ومن ثم واصلت فى مدرسة الثورة المتوسطة للبنين وبعدها انتقلت لمواصلة دراستى فى مدرسة الضو حجوج الثانوية العليا بمدينة أمدرمان

فى عام 1986 ( إستقدمتنى ) حكومة دولة الامارات العربية المتحدة وقامت باكرامى وإهدائى شرف الخدمة العسكرية والتى عشت وعملت بعدها فى جزيرة ( داس ) فى الخليج العربى وكانت ما أن تحط بنا الطائرة لقضاء الاجازة على الطرف الاخر من  أرض الامارات الاَ وتكون وجهتنا مدينة أبوظبى , إحدى افضل وأروع مُدن العالم والتى بها نالت الامارات مرتبة الدولة ألاولى عربيأ من حيث رغبة الشباب العربى العيش فيها وتتويجاً لذلك أُقيم - مؤتمر جودة الحياة - فى فندق كيمبينسكى فى إمارة عجمان , وكانت من ضمن وجهات قضاء الاجازة أيضا مدينة الشارقة والتى كانت تُعتبر مدينة الثقافة وكانت تشتهر بمعرض إكسبو السنوى للكتاب والكثير من الفعاليات الثقافية الاخرى وكذلك إمارات أم القوين وراس الخيمة والفجيرة بشواطئها الساحرة وحصونها وقلاعها التاريخية , أما مدينة دُبى فقد أهدتنى شرف حضور أولمبياد دُبى العالمية للشطرنج 1986 ومشاهدة أكبر تجمع لخيرة العقول التى أنتجها النظام البشرى انذاك وكان الكثير من المشاركين   من حملة درجة أستاذ دولى ( غراند ماستر ) وقد وضعوا عصارة افكارهم  وابحاثهم فى العديد  من المجلدات والكتب والتى لاتدرسها او توفرها أرقى وأفضل جامعات العالم والتى كثيراً مايؤخذ بها فى العلوم العسكرية وكان الكثير من الحضور يتجمعون بجوار الفريق الاميركى والذى كان يضم لاعباً غريب الملامح عنهم  والذى صرح فيما بعد لوسائل الاعلام بانه من أصول شرق أوسطية ولكن الولايات المتحدة الامريكية وبكل جبروتها وقوتها وتفوقها لم تجد حرجاً فى تجنيسه تقديراً لعطائه والاستفادة منه وهو الذى تعلم أصول اللعبة من ابن جيرانهم اليهودى / ديفيد شابمان وذلك فى مدينة سياتل بولاية واشنطن الامريكية , بعدها عرفت أن الامر ليس مجرد لعبة وتضييع وقت فانخرطت فى دراستها وعرفت أيضا بانها ليس صراعا بين أسود وأبيض وانما هو حواراً صامتاً وتبادل للافكار يجرى بين لاعبين لايفهمه غيرهما وقد قام اتحاد اللعبة بتغيير الوان القطع فى البطولات الرسمية الى اللون البيج والبُنى حتى لاتُتهم اللعبة بأنها تؤجج الكراهية وقد إعتبرت منظمة الاتحاد الدولى للشطرنج بان اولمبياد دُبى 1986 هى الافضل تنظيماً فى تاريخ الاولبياد مما دفع منظمة الاتحاد الدولى للشطرنج للوقوف فى صف  دُبى لإستضافة اولمبياد 2018

إضافة لكل ذلك فقد اهدتنى دُبى أيضاً شرف حضور الكثير من المهرجانات والفعاليات والمعارض الدولية وفرصة الاستفادة من احدث ما أنتجته التكنلوجيا والحكومات الذكية والهندسة المعمارية متمثلة فى (برج خليفة ) مثالاً وهو أعلى بناء شيَده الانسان حتى الان , كذلك أهدتنى شرف حضور سباقات كأس دُبى العالمية للخيول منذ انطلاقتها فى 1996 وان اشاهد واتوجد بالقرب من فرسان مثل فرانكى ديتورى وجيرى بيلى وريتشارد هيلز و أخيراً الفارس البرازيلى / سيلفستر دى سوزا والذى قاد الحصان ( أفريكان ستورى ) فى 2014 للفوز بأغلى وأغنى شوط لسباقات الخيل فى العالم  والذى بلغت جوائزه 10 ملايين دولار وقد وصفته صُحف مثل ماركا الاسبانية , لاناكيون الارجنتينية , نيوزوركرزيوتنغ السويسرية , وكالة اسوشيستد الامريكية وصحيفة ديلى ميل البريطانية بأنه ( ملك العالم )   

                                             
جمال حسن احمد حامد                   
 دولة الامارات العربية المتحدة   


12 /06 / 2014.