الأحد، 25 مارس 2018

إقْتِدَارْ

         إقْتِدَارْ  
        

لِلغرْب قَدْ كانتْ تشيْر البَوْصَلَهْ
والنَجْم جاب المُنْحَنَىْ
يَرْنو إلى بَدْر مَضَى فِى زُرْقة البَحْر القَصِىْ
يرْتاد أسْرار السِنيْن المُبْهَمهْ
فالعَزْم لمّا كان شَرْقاً قَدْ خَبَا
فِى عنْفوانِ إعْتَلَتْ غَرْبَاوِيَهْ
أحْبَبْت فيها عَزْمَنا
سُوْداننا صوْتٌ يناجِى وعْدَها
بالفَوْز لاقتْنِى كظِلّ ذاب فِى ليْلِ أتَىْ
اَفاق دُنْياها أنارتْ سَقْف أحْلام الصِبَا
بالفَخْر كانتْ مُفْعَمَهْ
ليْت الزَمَان العَذْب أبْقانا مَعَاً
أقْدارنا نَنْساب فيها أينما شاءَتْ بأنْ نَبْقَى غَدَاً
إذْ نحْن وصْلاً قَدْ رَسَمْنا لوْحَة المَعْنَى مَعَاً
والحِذْق أرْسَيناه حِصْن للعُلا
والنَصْرأهْدَيْناه غُصْن للمُنَى
ياروْعَة التَهْليل يَجْتاح الدِيَار المُلْهِمَهْ


                                

                                 جمال حسن أحمد حامد 
                             دَوْلة الإمارات العَرَبِيّة المُتّحِدَة                    

                                           

السبت، 17 مارس 2018

مَحَطاتٌ عَلَى خطوطِ الطُولِ والعَرْضْ

               مَحَطاتٌ عَلَى خطوطِ الطُولِ والعَرْضْ



بَعْد أنْ بَدأتْ الشَاعِرة والناشِطَة الأمريكية ذات الأصُول السودانيّة / إمتثال إبراهيم الإمام المَشْهورة بإسْم إيمى المَسِيرة التى أسْمَتْها " مَسِيرة أحْلام السَلام " مَشْياً عَلَى الأقْدام لمسافة بَلَغتْ 807  مِنْ الأميال تَقْريباً مِنْ مَدِينة الفاشِر فِى غَرْب جَمْهوريّة السُودان إلى الخرطوم , فَقَدْ أكْملت مَسَار  المَسِيرة إلى دَوْلة الإمارات قَبْل العوْدَة إلى الولايات المُتّحِدَة الأمريكية عَبْر السُودان , ولمْ تألو الجِهَة الراعية جهداً فِى تأميْن المُشارَكة لها فِى أمْسِية شِعْرية رائعة فِى فَعاليات مَجْلِس التُراث عَلَى الواجِهة البَحْرية قَبْل أنْ تَنْتقِل إلى تَقْديم جَلْسة تفاكرية قَيّمِة مَع زَمِيْلَيْها الكاتِب الروائى شاكر خزعل والمُوسيقية ماريلا  فِى مَهْرجان طَيْران الإمارات للاداب والذى حَرصْت شخصياً عَلى المُشَارَكَة فيه بتاريخ 09/03/2018 م مَعَ جَمْع غَفِير مِنْ الرِجَال والنِساء مِنْ جِنْسِيات أمريكية , أوروبية , أسيوية , كنديّة ,عَرَبيّة وأفريقية و كان البَعْض مِنْهم يمثّل هَيْئات ومُنَظَمات ذات صِلَة وإهتمام بِمثْل تِلْك الجَلْسة التفاكرية وذلك عَلى حَسَب التعارُف الذى يتم دائماً بين الحضور بعْد إنتهاء الفَقْرة المُخَصَصة للإسئلة والإستِفسارات فِى مِثْل تِلْك اللقاءات , وكانت تلْك الجَلْسة قَدْ تَمَحْوَرتْ حَوْل ظاهِرة ( اللجوء , الهِجْرَة , الإغتراب ) وقَدْ أثْبت كل مِنْ المُتحَدِثِين  مَعْرِفته وتَجْربته  بما يتَعَلّق بتلك الظاهِرة بِناءً عَلى إنهم جميعاً ينْحدرون مِنْ عائلات عاشتْ فِى مُعَسْكَرات اللاجئين بمِنْ فِيهم إمتثال ذات ال 24عاماً , وفِى تقْديرى فإن ثَلاثتهم قد أثبتوا تَميّزهم وإبداعهم فِى تَطْوِيع الطاقة الكامِنة فِى الشِعْر , الكِتابة الروائية والمُوسيقى بِتحْدِيد الأسباب المُؤدية لتِلْك الظاهِرة وتوجيه المفاهيم الإنسانية لمُعالَجة معاناة الناس الذين يغادرون أوطانهم  , وعَلَى الرغْم مِنْ التشابه الكبير فِى مَعانِى تِلْك المُصْطلحات ولكن يَظَل الفَرْق بينها فِى التَعْريف شاسِعاً و يَتَمثّل فِي أنّ : -
المغتربون  Expat
هُم الأشْخاص الذين يغادِرون أوطانهم بإرادتهم للعَمَل فى دُول أخْرَى بعَقْد عَمَل أو للإستثمار فى بيئة إقتصادية مُزْدهرة وامنة و ذات قوانين مَرِنة ويكُون الهَدَف الأساسى هو تَحْسِين الأوضاع المَعِيشية والإقتصادية لهُم وتَلْبِية إحتياجات سوق العَمَل فِى الدول التى يَغْتربون فيها
 المهاجرون Migrant
هُم الأشْخاص الذين يغادِرون أوطانهم لأسباب طارِدَة ويَهْدفِون إلى الإستيطان الدائم فى بلْدان أخْرَى والحصول عَلَى جِنْسِيتها إن كان ذلك مُتاحاً أو المكوْث فيها بوجود دائم مِنْ أجل حياة أفْضَل وعَدَم الرجوع إلى أوطانهم

اللاجئون Refugee

هم الأشخاص الذين يضطرون لمغادرة أوطانهم طلباً للأمْن والإستقرار فِى دوَل أخرى بسبب الحَرْب أو الإضطهاد ( سياسى , عقائدى , إجتماعى ) أو الكوارث أو المجاعات فِى أوطانهم الأصْلية ويتمتعون بحماية ورعاية الدوَل والهيئات والمُنظَمات الدولية                                                    
تَبْقَى مَسْؤولية الدوَل التى تتوقَف فيها الكوارث  والنِزاعات ويَسُودَها السَلام والمُصالَحَات  وتَبْدأ فيها نَهْضة التَنْمية والإعْمار والإسْتثمار أن تراعِى المَناطِق الأقل نمواً والسُكّان الأكثر تَخلّفاً  و إحْدَاث طَفْرة تَنْموية حَقِيقِة لهم مِنْ نَصِيْب المِنَح , القُروض , الودائع والإسْتثمارات التى تتدَفق عليها وأود أنْ أشير هنا إلى دَوْلة جمهورية السُودان كمِثال ولمُعالَجة التقْصير فِى إلتزامات مُؤسَسَات الدَوْلة والحَكُومة تِجاه مُواطِنيها مِنْ  قِبَل المَسْؤولين وليس للتشْهير والأمْر كذلك ينْطبِق عَلَى باقِى الدول ذات الوَضْع المُشابِه وبما تَتَبناه مِنْ تَباين فِى أنْظِمة الحُكْم مَع الدوْل الأخُرَى , حيْث أن السُلطات وحتى فِى الدوَل ذات الإقتصاد الجيّد والإسْتقرار نجِد أنّ مُعْظمها أنْشأت مَكاتِب ومواقِع إلكترونية وخطوط هواتِف مباشِرة لإسْتِقبال المَظالِم والطَلبات والمُلاحَظات والتواصُل مع المسْؤولين كما فِى ديوان وَلِى عَهْد أبوظبى والديوان المَلَكى فِى المَمْلكَة العَرَبِية السعودية الذى وَفّر خِدْمة " بوابة تواصُل " بأوامر مِنْ المَلِك وفى الكويت والمَمْلكة الاردنية وكذلك مَمْلكة البحرين والعَدِيد مِنْ الدوَل التى لنْ يتسِع المَجال لحَصْرها جميعاً , حيْث يُعْتَبر سماح الحُكّام لمُواطِنيهم بالوصول إليهم مُباشرة مِنْ أرْقَى السِمَات الحَضارية حين لاينْصِفهم التَدَرُج عَبْر النِظام فِى بعْض الأحيان  , فخِلال الفَتْرة القرِيبة الماضية إنْتَشَرت صُوَر لتلاميذ مَرْحَلة الأساس فِى مَنْطقة كُتُم بِغَرْب جَمْهورية السُودان وهُم يؤدون الإمتحانات جلوساً عَلَى الحِجارة وعَلَى الأرْض تحْت الأشجار نتيجة لعَدم وجود مَبانى كافية لأداء الإمتحانات وتلْك الصُوَر مُنْتَشِرة فى وسائل الإعْلام تَنْتظر التفسير مِنْ المَسؤولين , كذلك وكمِثال اخرفعِنْد زيارتى لمدينة الضَعَيْن فِى غرْب جَمهورية السُودان فى 2015 م لَمْ يَكنْ فيها أى فُنْدق مِنْ أى دَرجة أو لوكوندة أو نَزْل لمَنْ يريد زيارة تِلْك الوِلاية للشروع فِى أعَمْال خاصة تَسْهم فِى مَنْفعة الولاية وكذلك لا توجد خَدَمات  وتَنْمِية تَرْقَى لمسْتوَى مايقدمه أبْناء تِلْك المنْطقة عَلَى  الرَغم مِنْ إنها عاصمة وِلاية ساهَمَتْ كثيراً فِى رَفْد الإقتصاد السودانى بالمُنْتَجات وكذلك رَفْد مُؤسَسات الدَوْلة والحكومة وتحْديداً القوات المُسَلّحة والأجهزة الأمْنِية بالكادر البَشَرِى المُخْلِص لوَطَنه وكان ذلك مِنْ العوامل الرئيسية  فى الإسْتِقرار والسِلْم  الذى يَنْعم به السودان حالياً فِى جميع الإتجاهات وكان الأهالى هناك يتوقعون  توزيع فُرص التنمية والإعْمار بناءً عَلى تلْك المُعْطَيات , وأوَد أنْ أشير وأستشهد بالتَقْرير الذى نَشَره صنْدوق أبوظبى للتَنْمية فى 14/03/2018 م وهو الصنْدوق الذى أسْهَم فى دَعْم الإقتصاد والنَقْد الأجنبى فِى الكثير مِنْ الدوَل مِنْ أجل تنمية شامِلة فيها ومِنْها جَمْهورية السودان وفيما يلى نَص التْقرير : - 

 

ترتبط دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية السودان بعلاقات استراتيجية تاريخية قائمة على التعاون والتنسيق المشترك والشراكات الاقتصادية والتنموية التي ساهمت في تحقيق التقدم والازدهار في السودان

وجاءت العلاقات المتميزة بفضل التوجيهات السديدة للقيادة الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث حرصت القيادة الرشيدة على الوقوف إلى جانب الحكومة السودانية لتحقيق التنمية الشاملة من خلال تمويل مشاريع تنموية استراتيجية وتشجيع الاسثمارات المتنوعة للشركات الإماراتية في السودان

ونتيجة للعلاقات المتميزة التي تربط بين البلدين الشقيقين ارتفع حجم الاستثمارات والتمويلات التنموية الاجمالية التي قدمتها دولة الإمارات للسودان لأكثر من 28 مليار درهم، فيما تعمل 17 شركة إماراتية بقطاعات اقتصادية متنوعة في السودان.

 

ويعتبر صندوق أبوظبي للتنمية من أبرز المؤسسات الإماراتية الداعمة لمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في السودان من خلال تمويل مشاريع تنموية في قطاعات متنوعة واستثمارات وودائع بقيمة إجمالية وصلت إلى نحو 7.3 مليارات درهم، حيث يحتل السودان صدارة الدول المستفيدة من تمويلات الصندوق الهادفة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلاد

ومول الصندوق 17 مشروعاً تنموياً بقيمة بلغت حوالي ملياري درهم، تركزت على أكثر القطاعات حيوية وتأثيراً بما فيها الصناعة، والنقل والمواصلات، والطاقة، والمياه والري، وغيرها من المشاريع التنموية. كما قام الصندوق بدعم السيولة والاحتياطيات من العملات الأجنبية في بنك السودان المركزي من خلال إيداع  نحو 5 مليارات درهم إماراتي ما يعادل( 1.4 مليار دولار)، وذلك لمساعدة الحكومة السودانية على النهوض بالاقتصاد وتجاوز التحديات المالية والاقتصادية، وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي. 

 

وحرص الصندوق على التعاون الاستثماري مع الحكومة السودانية لتحفيز التنمية الاقتصادية ودفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال تأسيس شركة الظبي للتنمية، الشركة القابضة والعاملة في عدة مجالات

وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد سيف السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية "إننا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وصندوق أبوظبي للتنمية نتطلع بكل فخر واعتزاز لمستوى العلاقات الوطيدة والشراكة الحقيقية التي تربطنا مع الحكومة السودانية، والتي جاءت بفضل التوجيهات السديدة لقيادتنا الرشيدة التي مكنتنا من تحقيق الانجازات الواعدة على كافة الصعد

وأضاف سعادته، "نحن اليوم وبفضل تلك التوجيهات مستمرون في شراكتنا مع أشقائنا في الحكومة السودانية من خلال دعم البرامج التنموية ذات الأثر الايجابي على الاقتصاد السوداني".

 

وذكر أن صندوق أبوظبي للتنمية ساهم خلال السنوات الماضية بتمويل مشاريع تنموية تخدم أهم القطاعات الاقتصادية الرئيسية في السودان، وكانت الشراكة بين الصندوق والحكومة السودانية نموذجاً يتحذى به من التعاون والعمل البناء مما ساهم في دعم الخطط التنموية للبلاد

وإلى جانب نشاط صندوق أبوظبي للتنمية في السودان وضمن التعاون الثنائي بين دولة الإمارات والسودان في مجال الطاقة، تقوم شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) منذ عام 2017 بتزويد الجانب السوداني بكميات من وقود الديزل لتلبية احتياجات السوق المحلي من الوقود وبما يدعم مختلف المجالات والقطاعات بما فيها قطاع النقل والصناعة، والعديد من القطاعات الأخرى. وتقدر قيمة كمية الديزل بنحو 3.2 مليار درهم ما يعادل (900 مليون دولار امريكي).

 

كما يرتبط القطاع الخاص الإماراتي بشراكة قوية مع نظيره السوداني من خلال استثمارات متنوعة تجاوزت قيمتها التراكمية 18 مليار درهم، حيث تستثمر 17 شركة إماراتية في السودان في مجالات الزراعة والسياحة والطيران والنفط والغاز وغيرها من القطاعات الهامة. ولعبت هذه الاستثمارات دوراً محورياً في تنشيط القطاعات الاقتصادية وعلى وجه الخصوص القطاع الزراعي، حيث تم توفير سلع زراعية استراتيجية للسوق المحلي السوداني بأسعار تنافسية كمحاصيل القمح والعلف

وحرص الصندوق ومنذ بداية نشاطه التنموي في السودان على دعم جهود الحكومة السودانية لتطوير البنى الأساسية والتحتية في البلاد، باعتبارها عماد التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والأساس القوي الذي يستند إليه نمو وازدهار مختلف القطاعات الاقتصادية.

وإلى جانب دعم ميزان المدفوعات السوداني، ركزت تمويلات الصندوق على المشاريع ذات التأثير الشمولي، والتي تمتد آثارها لتشمل عدة قطاعات، على غرار مشاريع السدود التي تتيح تعزيز إنتاج الطاقة الكهربائية وتوفير المياه للري، ومشروع مطار الخرطوم وشبكة السكك الحديدية، والتي تعد نموذجاً للمساهمة التنموية الحقيقية التي لعبتها تمويلات الصندوق في هذا المجال تماشياً مع رسالة الصندوق الرامية إلى تعزيز مسيرة التنمية المستدامة في الدول الشقيقة والصديقة، والمساهمة في دعم الجهود المبذولة للارتقاء بمستويات معيشة سكانها




     جمال حسن أحمد حامد
دَوْلة الإمارات العَرَبِيّة المُتَحِدَة