الجمعة، 17 فبراير 2017



                            إحْدَاثِياتْ

تأسست منظمة الأمم المتحدة في سنة 1945 م وتضم حتى الان 193 من الدول الأعضاء وتقبل عضوية الدول في المنظمة بناءً على قرار من الأمانة العامة وتوصية من مجلس الأمن الدولى وهما من الأجهزة الرئيسية في المنظمة إضافة إلى محكمة العدل الدولية ومجلس الوصاية والمجلس الإقتصادى والإجتماعى , ومن أهم الأهداف التي تسعى المنظمة الدولية لإرسائها هى حفظ وصون الأمن والسلم الدوليين وتحقيق التعاون الدولى وتنمية العلاقات الودية بين الأمم على مبدأ حق المساواة في السيادة للدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها , فميثاق منظمة الأمم المتحدة مُستهل بعبارة " نحن شعوب الأمم المتحدة " وتُعتبر المنظمة وقراراتها هى المرجع للخلافات والنزاعات التى تنشأ بين الدول ويتم حلها على مبدأ منع إستخدام القوة أو التهديد بها , وفى السنوات الماضية وفى تطور مسار المسؤولية الإنسانية والأخلاقية من قادة وزعماء العالم تجاه شعوب الدول وتماشياً مع مبادئ وأهداف المنظمة فقد قام الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته / باراك أوباما في يوم الجمعة الموافق 13/01/2017 بالتوقيع على أمر تنفيذى برفع الحظر الإقتصادى والتجارى المفروض على دولة السودان منذ 20 سنة وهو الأمر الذى من المفترض أن ينصب في عودة الدور الريادى للمؤسسات العِلمية ,التعليم ,الصناعة ,القطاعات المصرفية , الإستثمار , الصحة ومجمل مايرتبط  بتحسن الظروف الحياتية لشعب دولة السودان , حيث لم يأت قرار رفع الحظر عن دولة السودان من فراغ وإنما كان نتيجة لدعم وعمل دؤوب ظل طى الكتمان لكثير من زعماء الدول الصديقة والتى يهمها مصلحة شعب دولة السودان ومن أهم من قام بذلك  الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود ملك المملكة العربية السعودية و ولى ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان وسمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دُبى وكذلك سمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس المجلس التنفيذى , حيث أقر بجهودهم الفعالة رئيس دولة السودان عمر حسن أحمد البشير شخصياً وشكرهم على المساهمة في رفع المعاناة عن شعب دولة السودان وكذلك دور العمل الدبلوماسى والمعلومات التى ظلت توفرها الأجهزة الأمنية والإستخباراتية مسنودة بالدعم الشُرطى والتى أسهمت كثيراً في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرف , فالسودانيين وفى وطنهم المعروف بحدوده الجغرافية وسيادته وإستقلاله وبكل سحناتهم وألوانهم  ولهجاتهم وثقافاتهم متوحدين تحت عَلم ذلك الوطن ومحترمين وثائقه التى يحملونها من جنسيات وجوازات وغيرها ولم يشهد تاريخهم المعاصر إغتيالات سياسية أو أعمال إرهابية تؤدى بأرواح الأبرياء بل  تعيش وتعمل في دولة السودان الكثير من شعوب الدول الأخرى في جو من السلام والطمأنينة ويحتضن السودان على أراضيه مئات الاَلاف من لاجئ الدول المجاورة وحتى غير المجاورة مثل الشعب السورى الذى تقاسموا معه مايملكون من سُبل العيش , وبرهاناً على أن الشعوب والجماهير تبادل قادتها المحبة والإحترام وتعشق ما يعشقه قادتها حتى لو كانوا من دول أخري وخاصة في مجال الرياضة والتى أصبحت أقوى من أى وسيلة للدعايات الإنتخابية وكسب وجذب الناس , فإننى أتذكر إنه وفى سنة 2000 م وفى صبيحة يوم كأس دُبى العالمى لسباقات الخيل وهو الكرنفال الذى تبدأ فعالياته بعد منتصف النهار ولكننا حضرنا باكراً إلى مضمار " ميدان " لإختيار الموقع المناسب للمشاهدة  وللأمانة وليس تحيزاً فقد كانت هناك أغلبية مطلقة لجمهور دولة السودان وأكثرهم  بزيهم الوطنى المميز بالعمامة للرجال والثوب السودانى للنساء وبعض كلمات العامية وكلمة يازول تنطلق من هنا وهناك وقد كانت أعداداً كبيرة منهم جاءت من الخرطوم مباشرة لحضور ذلك الكرنفال وكذلك بعض الشخصيات الدولية المعروفة  ونجوم الفن والغناء والممثلات العالميات بقبعات فيها الكثير من غرابة الموضة من أوروبا, الأمريكيتين , روسيا , أستراليا واليابان  فسباق كأس دُبى العالمى للخيول وتحديداً الشوط الرئيسى يقام على المضمار الرملى الدائرى بدون حواجز لمسافة 2000 متر في إتجاه عكس عقارب الساعة وهو مُخصص لخيول – الثوروبريد – من فئة 4 سنوات لخيول دول جنوب الكرة الأرضية وفئة 3 سنوات لخيول دول شمال الكرة الأرضية وقد إستطاع الحصان الأسطورة – دُبى ملينيوم – في تلك الأمسية أن يحسم ذلك السباق لمصلحة خيول دولة الإمارات في زمن قياسى بلغ 1:59.50 دقيقة مازال صامداً حتى اليوم ودون أى منافسة تذكر عند وصوله لخط النهاية , حيث غطت هتافات وتصفيق الجماهير على صوت المذيع تماماً وغادر الكثير منهم ولم ينتظر السحب على الجوائز وكأن فوز – دُبى ملينيوم – هى الجائزة التى جاؤوا من أجلها وقد تكرر ذلك الإنجاز المدوى ولكن بمفهوم  اَخر حين حسم الحصان – أفريكان ستورى- سباق 2014 م ومن بعده – برنس بيشوب – في 2015 م لمصلحة خيول دولة الإمارات  ونالا أكبر قدر من الإعلام العالمى وإنهالت التهانى من معظم قادة وزعماء ومؤسسات العالم بفوزهما , ومن روائع الأمثلة على وقوف الكثير من الزعماء إلى جانب الشعوب حتى لوكانوا من دول أخري نجد أن ملك المملكة المغربية الملك محمد السادس وبعد جولة في عدة دول أفريقية في الأشهر الماضية لإستعادة مقعد المغرب في الإتحاد الأفريقى وبعد أن تم ذلك بنجاح بعد 33 سنة مضنية فإن الملك محمد السادس قد أخذ زمام المبادرة عملياً في توحيد وتوجيه دفة أفريقيا نحو التنمية , فبتاريخ 02/02/2017 وفى زيارة تاريخية له لدولة جنوب السودان وقع على 9 إتفاقيات ثنائية بين المملكة المغربية وجنوب السودان من ضمنها موافقة المغرب على تمويل دراسة الجدوى التقنية والمالية لمشروع العاصمة الجديدة لجنوب السودان وإسمها ( رامسييل ) بقيمة 5,1 مليون دولار وسيكلف مشروع العاصمة الجديدة 10 مليار دولار على مدى ال 20 سنة القادمة وستشرف على المشروع شركة العمران التابعة للحكومة المغربية , وعلى مستوى الأفراد فإن واحداً من أنبل المواقف كانت من الملك الأردنى الراحل الملك الحسين بن طلال , فقد وصلت إليه السيدة سميحة المجالى وهى زوجة السياسي الأردنى عاكف الفايز وأرملة رئيس الوزراء الأردنى في ذلك الوقت هزاع المجالى وأخبرت الملك بأن لإحدى صديقاتها  إبن في السجن وهو يُعامل بطريقة غير جيدة وتُمنع عنه الزيارات وقد كان ذلك الإبن هو ليث فرحان شبيلات وحين عرف الملك الحسين بأنه لم يرتكب جريمة أو جناية وإنما كان سجين رأي سياسي ما كان من الملك حسين وفى يوم الجمعة 08/11/1996 إلا أن قاد سيارته بنفسه إلى سجن ( سواقة ) الصحراوى والذى يبعد 70 كلم جنوب العاصمة عَمان وأطلق سراحه بعفو ملكى وإصطحبه إلى والدته , ونجد كذلك أن القضاء وعبر تطبيقه للقانون والعدالة  وإرساء مبادئ العدل  والمساواة وبإعتباره السُلطة الأعلى دائماً فإنه قد أنصف الشعوب , ففى مسعاها الحثيث إلى الوصول إلى أرض الأحلام وبلاد الفرص وهى الولايات المتحدة الأمريكية , نلحظ أن كل شعوب العالم تؤمن بأن الولايات المتحدة الأمريكية قد  تكونت أصلاً من مزيج رائع من المهاجرين والثقافات والأجناس إنصهروا معاً ليبنوا تلك الدولة العظيمة وهى الولايات المتحدة الامريكية ولكن الرئيس الأمريكى دونالد ترمب قام بإصدار قرار يوم الجمعة الموافق 27/01/2017 بحظر مواطنى 7 دول من الدخول إلى الولايات المتحدة ولمدة 3 أشهُر  وبعد مرور 7 أيام وفى يوم الجمعة الموافق 03/02/2017 أصدرت محكمة فيدرالية حكماً بتعليق قرار الرئيس ترمب إيماناً منها بأنه غير منصف وقد سارت محاكم أخرى على ذلك المنوال ومن الملاحظ أن مواطنى تلك الدول يستطيعون الحصول على جوازات سفر دول أخرى ودخول أميركا هذا إذا لم يكن الكثير منهم من متعددى جوازات السفر
قناعة كل من ينظر إلى الأمر من الناحية الأمنية يجد أن الرئيس الأميركى دونالد ترمب لم يتخذ ذلك القرار بدافع الكراهية لمواطنى تلك الدول أو المسلمين عموماً وإنما كان ذلك لدوافع الأمن القومى الأميركى والمصلحة العُليا للبلاد ومن المؤكد بأنه سيسعى لذلك ولو بِطُرق أخرى مع إستحداث اَلية لكسب المزيد من المسلمين الصالحين المعتدلين إلى جانبه في جميع أرجاء العالم وكذلك المهاجرين حديثاً لأميركا وترمب معروف بأنه ينتمى لعائلة تحب الناس وتتمنى الخير والنماء والسلام لشعوب العالم , فإبنته الكُبرى  "إيفانكا" والتى درست الإقتصاد هى سيدة أعمال ناجحة وعارضة أزياء متألقة تتأثر بها ملايين الفتيات حول العالم  كما إنها قد حصلت في سنة 1997 م على لقب ملكة جَمال مراهقات الولايات المتحدة الأميركية  , أما شقيقتها الصُغرى " تيفانى" والتى درست علم الإجتماع وتخصصت في الدراسات الحَضرية فهى موسيقية و شاعرة رقيقة ومن ضمن كتاباتها في الشِعر الغنائى هذه الأبيات : -

الماس يلمع بشدة
والأشياء الخاصة جداً لاتحجبنى
كل الناس تحب البهجة
لكنها تتوجس من الجنون
ولهذا فغاية ماأطلبه الصفاء

وعلى ذِكر الشِعر وبعكس العلوم التطبيقية فإنه يُعتبر واحداً من أرقى الفنون للتواصل بين البشر وهو لغة الخيال والعاطفة والوجدان ولم يعد الشِعر مجرد كلمات موسيقية وتشبيهات بليغة بل تعدى ذلك لأن يكون أداة بناء وتوجيه وتقويم , فهو ظاهرة إنسانية وجدت مع الإنسان منذ وجوده على وجه البسيطة , وفى مساء الجمعة 10/02/2017 تشرّفت بالتواجد فى نادى ضباط القوات المسلحة في مدينة أبوظبى لحضور الحفل الذى أقيم تكريماً وعرفاناً لسيدة المسرح السودانى ومعلمة الأجيال الفنانة / فايزه عمسيب وقد كان تكريماً وتفاعلاً من الحضور يليق بمسيرتها وذادته ألقاً فنانة السودان الأولى الفنانة / ندى القلعة والتى أطربت الحضور بإنتقاء ما يليق بالمناسبة من أغانى , أما عشاق الشِعر فلم تبخل عليهم الشاعرة المتميزة / نضال حسن الحاج بقصائد رائعة إختارتها بعناية فائقة لتعيد لنا ذكريات الشاعرة الأستاذة / روضه الحاج ومهندسة التواصل الشاعرة المهندسة السودانية / مُنى حسن الحاج وقد تفاعل الجمهور مع تلك المناسبة حتى الساعات الاُولى من فجر اليوم التالى في نادى ضباط القوات المسلحة في مدينة أبوظبى


                                                                جمال حسن أحمد حامد   

                                                            دولة الإمارات العربية المتحدة