الاثنين، 8 يونيو 2015

ألعَدل أساس المُلك والحُكم بين الناس

   

أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المواطن السعودي بمقدوره رفع دعوى قضائية ضد الملك أو ولي عهده، أو أي فرد من أفراد الأسرة الحاكمة , وقال الملك سلمان فى إجتماع له مع كبار المسؤولين والمهتمين بمكافحة  الفساد في القطاعين العام والخاص، بحضور ولي العهد الأمير محمد بن نايف "يوجد في بعض الدول الأخرى الملوك أو الرؤساء لهم حصانة ضد الدعاوى، هنا يستطيع أي مواطن أن يرفع قضية على الملك أو ولي عهده، أو أي فرد من أفراد الأسرة". وأضاف "أعطيكم مثالاً على هذا , الملك عبدالعزيز صار بينه وبين واحد قضية، وقال أبي الشرع ، راح هو وياه للشيخ سعد بن عتيق والشيخ سعد بن عتيق كان هو قاضي الرياض آنذاك، يوم دخلوا قال ماذا فيه جايين مسيرين، قالوا عندنا قضية، قال اقعدوا في المجبب، والمجبب هو مدخل البيت، يوم خلص بينهم قال عاد الحين نطلع للقهوة في الديوانية , هنا نعطيك المثال على تطبيق الشريعة ومع هذا كله الملك عبدالعزيز صار له الحق وتنازل للمدعي عليه، الآن يستطيع أي مواطن في بلدنا أن يرفع قضية ضد الملك أو ولي العهد، أو أي فرد من أفراد الأسرة"، بحسب ما نقلته "العربية نت". وأوضح "الحمد لله دستورنا كتاب الله وسنة رسوله، وما جاء به الخلفاء الراشدون، والحمد لله نحن في أمن واستقرار، يجينا الواحد من المواطنين يقول يا فلان بالاسم، مثل ما قال لوالدنا وليس بلقبه، ومع هذا كله جزاكم الله خير كرسميين وكأهالي، ونقول رحم الله من أهدى إليَّ عيوبي، إذا شفتوا شيئاً يضر المواطن أو بأفراد أو بقبيلة أو ببلدة أو بأي شيء كان، أبوابنا مفتوحة , تلفوناتنا مفتوحة، وآذاننا ومجالسنا مفتوحة لكم والله يحييكم"
هذا الحديث والذى تناقلته وسائل الإعلام بتاريخ 03/06/2015 هو للعاهل السعودى الملك سلمان بن عبد العزيز ومن منطلق مقام خادم الحرمين الشريفين المرموق عند الشعوب الإسلامية إنما يعضد مفهوم أن العدل هو أساس المُلك والحكم بين الناس ويرمى إلى المساواة فيما بينهم وإعطاء الحقوق دون تفرقة بين الناس بسبب اللون أو النسب أو المال أو الجاه , ويكون ذلك قدوة لمن لم يقتد بذلك النهج بعد , من إخوانه الملوك والأمراء والسلاطين والشيوخ والرؤساء , بل وتضامناً كذلك مع الدعوات الدولية  بضرورة تنمية وتوعية العنصر البشرى , فقد نشرت صحيفة عكاظ السعودية في نسختها الإلكترونية بتاريخ 07/06/2015 بأنه قد صدرت موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أل سعود على إنشاء جائزة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز لأفضل أداء خيري في الوطن العربي , التي تتبناها مؤسسة الأمير محمد بن فهد للتنمية الإنسانية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية , وصحيفة عكاظ  ومن خلال رؤيتها الإعلامية بتواجدها الفاعل مع المجتمع بمختلف الأصعدة , أتت هى الأخرى بجائزة القوى العاملة تأييداً لهذا التوجه , في علاقة تكاملية تضامنية مع المجتمع , وتبنت عكاظ فكرة الجائزة السنوية المعنية بالكفاءات الوطنية تحت رعاية وزارة العمل وتكريم منشآتهم بجوائز معنوية ومادية
هذا الاحترام للقانون والانسان والمجتمع والعدل بين الناس بوضع المسؤولين تحت المسائلة أيضاً , يذكرني بأحد وكلاء النيابة ويُدعى / المنصوري وذلك في إحدى المُدن التابعة لإمارة أبوظبي , وكان أن بعض الأطفال ومن جنسيات مختلفة يلعبون كعادتهم وكأي أطفال آخرين ولكن حدثت لبعضهم إصابات جسيمة بسبب آخرين مما استدعى الأمر نقلهم إلى المستشفى والتي طلبت إدارتها فتح بلاغٍ في الشرطة أولاً حتى يتم علاجهم , وعند صدور تقرير المستشفى بانتهاء علاجهم , قمنا بإخبار الشرطة عن رغبتنا كأولياء أمور في التنازل عن حقنا المدني لأولياء الأطفال المتسببين في ذلك ولكن وكيل النيابة / المنصوري قام بالاتصال بنا وطلب منا  وإذا ما أردنا التنازل عن حقنا المدني  فيجب التنازل في النيابة , وعندما أدرك وبفطنته أن بعضاً من الوافدين المقيمين على أرض أي دولة في العالم يعتقدون بأنهم لن يكسبوا أى دعوى أو شكوى ضد أحد مواطنيها, حينها بذل جهداً مقدراً في شرح حقوقنا وأن الناس في نظر القانون سواسية , وأنه شخصياً قد رفع دعوى في إحدى المرات ضد حكومة أبوظبي بسبب تقصير إحدى المؤسسات الحكومية في توفير وسائل السلامة الكافية لمنشأة في طور التشييد مما قد يتسبب في أضرار للناس , وقد كسب تلك الدعوى لأنه اختار الاستعانة بالعدالة والقانون والذي هو فوق الجميع , ولكن رغم ذلك فقد تنازلتُ شخصياً عن ذاك الحق وكسبنا احترام المُدَّعى عليهم لأن الأمر لم يكن فيه قصد أذية أو سوء نية من طرفهم على حسب تقديري , أما البقية فلا أدرى إذا ما استمروا في دعواهم أم لا
قبل حوالى أربعة أشهر قررت المملكة العربية السعودية منح الجنسية السعودية لمواليد المملكة من الأجانب المقيمين على أرضها , وهو الخبر الذى تناقلته وسائل الإعلام ومن ضمنها – قناة الاَن الفضائية –والتى تُبث من مدينة دُبى للإعلام فى دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك فى برنامجها - الوطن اليوم - , حيث تم نسب ذلك الخبر إلى اللواء \ عبد القادر كمال وهو عضو اللجنة الأمنية فى مجلس الشورى السعودى, وقد نص القرار على أن الأجانب المولودين على أرض المملكة العربية السعودية وبعد إكمالهم سن الرُشد فإنهم يمنحون مهلة سنة للإختيارمابين جنسيتهم الأصلية أو الجنسية السعودية والتى تُمنح لهم فوراً وبمجرد إختيارهم لها , أما الذين يفضلون الإحتفاظ بجنسيتهم الأصلية فلم ترد الكثير من التفاصيل عنهم ولكن الكثير من الأنظمة والدول تعطيهم دائماً الأولية فى التعليم والوظائف وخدمة البلد لأنهم الأكثر ولاءً وإنتماءً والأحق بالدفاع عن الأرض التى وُلدوا فيها مع مواطنيها الأصليين , وإذا ماتم أخذ الحديث الذى أدلى به الرئيس الأميركى/ باراك أوباما للكاتب بصحيفة نيويورك تايمز/ توماس فريدمان والذى تم نشره فى 05/04/2015 بعين الإعتباروتحديداً فيما يتعلق بأن الدول العربية يجب أن تبدأ بالإعتماد على نفسها فى التصدى للأخطار المحدقة بها وتخوض حروبها بنفسها وأن الولايات المتحدة الامريكية  لن ترسل المزيد من جنودها للموت من أجل العرب وستكتفى بالدعم اللوجستى الإستخباراتى , حينها تكون المملكة العربية السعودية قد إتخذت القرار الصحيح لما يخبئه المستقبل من تغيير فى التحالفات والمصالح ,لأن الدول العربية الأقل كثافة فى السكان  ليس أمامها إلا الإعتماد على أبنائها وليس على الدول العربية الأكثر كثافة سكانية والتى يعتمد معظمها تماماً على المعونات والمساعدات الامريكية بدء من التكنولوجيا العسكرية وحتى القمح الذى تأكله شعوبها ,وهى بذلك واقعة أيضاً تحت إرادة  الإدارة الامريكية , رغم أن تحالف عاصفة الحزم مازال يقود الحرب على الإرهاب وتطبيق قرارت مجلس الأمن الدولى بكل إقتدارحتى الان وباعتراف ضمنى من روسيا والتى طلبت أكثر من مرة بضرورة وقف العمليات العسكرية مؤقتاً حتى تسهل عملية توصيل المساعدات الإنسانية , وتُحظى كذلك عملية عاصفة الحزم بدعم كافة زعماء دول الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم المستشارة الألمانية / أنجيلا ميركل والتي أكدت للعاهل السعودي تأييد ألمانيا التام للمملكة في عملية عاصفة الحزم، مُعربةً عن استعداد ألمانيا (صاحبة أفضل الاقتصاديات والقطاعات العِلمية والبحثية في أوروبا) لتقديم كافة أنواع الدعم الذي قد تحتاجه المملكة وذلك في إتصال هاتفي جرى بينهما يوم السبت 28/03/2015 على حسب وكالة الأنباء الألمانية (دبا) وكذلك الرئيس / باراك أوباما الذي ما زال يؤكد تمسكه بتعهداته بأنه لن يتخلى عن حلفائه الخليجيين وسيقوم بدعمهم من خلال وجود عسكرى قوى فى منطقة الخليج دون التورط بالمشاركة فى أي حرب برية, واعداً بالمزيد من المناورات المشتركة مع دول الخليج , وقال إن واشنطن ستعمل مع دول الخليج العربية لتعزيز قواتها وقدراتها فى مجال المخابرات وذلك بناءً على تصريحات عن المسؤولين العسكريين فى الولايات المتحدة الأمريكية

 
                                    

                                                      جَمال حسن أحمد حامد