الجمعة، 27 ديسمبر 2019

سَوْفَ يَأتِى


           سَوْفَ يَأتِى 
                              
مفْرح المَنْحَى مَضَى يدعو يَقِينى
يبعَث المَعْنَى سَلاما
سائلاً فى أىّ أرجاء الصِبا شَبّت سِنِينى
والزوايا تَرْسم العام الجَدِيدا
تعلن الأبعاد عِيدا
تَلتقِى فينا كفجرٍ للقَصِيده
يوجز الأزمان حِينا
والأمانى قد تراءت
فى حبورٍ مُستَديما
تخْبِر الأحباب حتماً سوف يأتى
حِينَما قد لَوّنَتْ ألوانها حلماً فَرِيدا
تلك أبْهَى وَجْهة للنفسِ وصفا
زاخرٌ بالإحتفاءِ
زُرْتها ذاتاً وطَيْفا
حِين باحَتْ لى مَتَى اَتى وكَيْفا

السبت، 23 نوفمبر 2019

فى حضرة ترحاب الإمارات


          فى حضرة ترحاب الإمارات      

جئتنى يانفيس الرؤى جوهرا
حين أطوار كُنْهِى مضت تكتمل
ياسكوناً لكلّ النَوَى يختزل
فالقوافى لها مِحْورا
حيث كلّ الفيافى لها موقتا
والمواقيت ليست إلى مَكْمنِى تنتقل
إن تشاء الهناء الذى لاح مُستوفرا
فى تعابير أتباع خير الوَرَى
والذى شبّ فى كنْفهم مُشتمل
كُن قريباً لنا باركَتْك الذَرَا
أوفياءٌ بدو
حين قالوا
هكذا راودتنى حروفٌ هى المُقتبل
صغتها للبَرِ الشِعْر من قصةٍ للبَحَر
إنّها مُلتقَى , إنّها مُنتَدى
إنّها مُرتكَز
حين بالرَبْع أصْبحت مُستنصرا
إستقيت التصاوير من جَمْعنا
 الذى ظلّ فى وحْى أجيالنا منبرا     

الثلاثاء، 19 نوفمبر 2019


   إنّا لله وإنّا إليه راجعون , بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعى الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان سائلين المولى عز و جل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته , رحم الله فقيد الوطن الكبير الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان وأسكنه فسيح جناته وألهمنا وشعب الإمارات جميل الصبر والسلوان                                                                                       

الخميس، 31 أكتوبر 2019

بذورٌ فى حقل الحِكمة


             بذورٌ فى حقل الحِكمة 
               

مِنْ قَبْل أن نَأسَى تَجَلّتْ مَوْعِظه
سَمْحاء تَحْكِى للزَمَن
حَيْث النوايا أصْرِحه
والمَوْرد المُعتاد كان المُقْتَبس
لو فى مَقاييس المرايا يَنْعكِس
فالزرْع هالات الحصاد المُرْتَجى
والمُلْتَقى يمْضِى بنا
حيث القِمَم
مُستقبلً بين الاُمَم
شيبٌ بَدَوْنا أو شبابٌ مُفْتتن
يَبْقَى لنا ذاك الوَطَن

الأحد، 6 أكتوبر 2019

همسات فى أذن الرحيل


                همسات فى أذن الرحيل    


قاربتْ تلك الرؤوم المُستجاره
بين ما نبغى ونأبَى
حين مال الكلّ فينا صوب حاله
تستهيب الذكريات المُستناره
والمحيطات التى كانت بحارا
للرمال السجْع صارت بَحْر رملا
يامُجازاً قبل أن ننأى فراقا
أفصح القول الذى ينداح قولا
إنّها لى بُشْرياتى
والروان المُستطابا

الخميس، 3 أكتوبر 2019

صفوة الزهرة الجديدة




صفوة الزهرة الجديدة 
                   
سنينٌ عاودت تستنطق الإهداء فى نفسى
وهل مازلت ذاك الأمس قد يحكى
وهل مازال لحن الاُنس إثيوبى
وهل أشْفت أماسينا غداً فينا
فمال الطرف يستفسر
وطال الليل يقضى بيننا سرّا
فسامرنا مدادٌ يكتب اللحظه
فصيحٌ خطّ أشعارا
مُشيرٌ لى
إلى أعماق مَحْفَى قلبها إرحل
معاً كنّا لها أهلا
وليلَى أقبلت فى بيننا أختا
تراضى جمعنا إن شاء ترحالا
وقد كانت رضاً مهما تحاورنا
وشاء القول عنها أن ياَخينا
تداعينا ومن صوب الصفا جئنا
تهيب البين حَيْرَى من أنا عنها
وكان العشق للمكتوب عينيها
جنانٌ سدرة المنزل
مدانا سوف يأتى شامخاً بالفجر قد أرْسَلْ
فإنّا قد صحونا ياتدانينا
وجئنا زهرة المحفل
لنا فى كلّ من أرجائها منهل
فنحن الدعم نال المَرجع الأوّل



********** تحياتنا للإتحاد الإفريقى وإثيوبيا المضيافة

السبت، 21 سبتمبر 2019

قبسات لبُشْرَى الأوان


                قبسات لبُشْرَى الأوان 
                    
هاهى الأقدار تصفو
عذبة تستجمع الذِكرَى وتصبو
إذ أنا أغدقت بالأغلى عليها
 فالقُرى كانت تناجينى فيافيها صبيّا
والصحارى تكتسى أبهى تقاسيم البوادى
 حينما صِرتُ المُوالَى والقريبا
إحتوانى موطنٌ أضْحَى بلادى
مُقْسِماً بُوركْت فيه بالولاء المستداما
والثنايا عمّها وجداننا هدياً ونورا
فالسنين العامرات اليوم تحكى مابنينا
والتى نوّلتُ عُمرى فى حِماها
حيث أرساها صَلِيْحٌ لى أمينا
خصّ لى من شأنها حظّاً وحِصّه

الأربعاء، 4 سبتمبر 2019

تدوين العدل


        تدوين العدل                                                                        
بينى وبين الوعد منصوص الزمن
يابهجةً عمّت تواريخ الفرح
رغداء كانت كالأناشيد الدُرر
تعلو وقد سادت تقاليد المُدن
كانت على وجه الثرَى أقدامنا
حين السماء السقف قد طالت له أحلامنا
ياصحوة الأجيال هبّت للوطن
 يا نهضةً أوحَى بها تفريعنا
 إذ منشأ الأجيال من ذاك الإسم
حتماً كما كنّا سنبنى حلمنا
 فالمُنتهَى جاشت به أيّامنا

الأحد، 18 أغسطس 2019

أيام أبوظبى تتلألأ بالمهرجانات


                                            أيام أبوظبى تتلألأ بالمهرجانات 
              
فى إمارة أبوظبى دائماً ما تتوالى المهرجانات والفعاليات الدولية التى تميّز أبوظبى ويظل الناس ينتظرونها من حينٍ إلى اَخر ويتوافد البقية من شتى بقاع الأرض للمشاركة أو الحضور للإطلاع على دِقة وروعة التنظيم الذى يتم بكل إحترافية وكذلك الرعاية , وخلال شهر أغسطس 2019 م أقيم واحداً من أشهر تلك المهرجانات  وهو <مهرجان أبوظبى الدولى للشطرنج 26> الذى أقيمت منافساته فى فندق سوفيتيل على كورنيش أبوظبى بمشاركة ما يقارب 60 دولة وحُظى بتغطية إعلامية مرئية ومقروءة ومسموعة على نطاق واسع , وتفرض الإشارة للمهرجان بأنه أقيم برعاية  كريمة من سموالشيخ نهيان بن زايد ال نهيان رئيس مجلس أبوظبى الرياضى وإفتتحه فى 02/08/2019 م معالى الشيخ نهيان بن مبارك ال نهيان وزير التسامح , وقد قام بتنظيم مهرجان أبوظبى الدولى للشطرنج نادى أبوظبى للشطرنج والثقافة بدعم من الإتحاد الدولى ومجلس أبوظبى الرياضى وبإشراف ومتابعة الأستاذ حسين عبدالله الخورى رئيس مجلس إدارة نادى أبوظبى للشطرنج والثقافة رئيس اللجنة العُليا المنظمة للمهرجان وممثل النادى إبراهيم المرزوقى و كذلك الأستاذ سهيل عبد الرحيم العوضى مدير المهرجان والحكم الدولى منصور التميمى رئيس لجنة التحكيم وقد تضمّن المهرجان العديد من فئات التنافس التى توزعت على 8 مجموعات ومن ضمنها  فئة الأساتذة , البطولة المفتوحة , الشطرنج الخاطف , الناشئين تحت 16 سنة , بطولة العائلة وبطولة المخضرمين وكذلك فئة حُماة الوطن , ومن أروع مفاجاَت مهرجان أبوظبى الدولى للشطرنج كانت تلك البطولة الخاصة التى إمتدت على مدار 3 أيام بين الأستاذ الدولى المجرى بيتر لوكو والأستاذ الدولى الروسى الإكسندر موروزوفيتش وإنتهت بفوز بيتر ليكو بنتيجة 5-1 فى السريع و 6,5 - 3,5 فى الخاطف                                                      
وكانت من المبادرات التى تستحق الوقوف عندها وفى ظل الإهتمام بفئة الناشئين الذين يكون الإهتمام بهم هو الأسلوب الأمثل لبناء فرق قوية قادرة على المنافسة هو إعلان السيد / عارف خورى رئيس مجلس إدارة  شركة ريبورتاج للعقارات فى فترة سابقة برعاية الشركة لناشئ نادى أبوظبى للشطرنج والثقافة , حيث يجسد ذلك الرؤية السليمة للدور المجتمعى والتربوى للشركات والمؤسسات ومعها القطاعات الأخرى , ولم يكن ذلك مجرد وفاء للنادى التى ترعرع فيه , حيث أن السيد /عارف خورى هو تقريباً أول لاعب يسجل فى نادى أبوظبى للشطرنج والثقافة ومن المؤسسين لفريق النادى وكان ذلك فى نهاية السبعينات مع العلم بأن مهرجان أبوظبى الدولى للشطرنج فى نسخته رقم 26 قد رعته الكثير من الشركات والمؤسسات ومنها شركة محمد رسول الخورى وأولاده , بالمز الرياضية , بلدية مدينة أبوظبى , دائرة الثقافة والسياحة , نادى التراث                                                  
ومن دواعى التوضيح وإنصاف الشطرنج فإن الشطرنج ليس مجرد لعبة للتسلية وتضييع الوقت أو إذكاء روح العدوانية كما يشاع عند بعض الناس , فالشطرنج مادة عِلمية تتم دراستها وتدريسها بأسلوب منهجى فى الكثيرمن الدول لتمكين العقل من التفكير السليم وتحليل وتقدير شتى معطيات الحياة بأفضل السبل بناءً على ما هو متوفر من موارد بكل أنواعها ويشمل ذلك الإستناد على العديد من الكتب والمؤلفات الشطرنجية وبرامجها ونظرياتها التى وضعها نخبة من الأساتذة صقلتهم سنوات من الخبرة مصحوبة بالدراسة والمنافسات الشاقة التى خاضوها , كما إنه لايشترط أن تكون دائماً قطع الشطرنج باللونين الأسود والأبيض وإنما من الممكن أن تكون بأى لونين مختلفين وذلك لتشكيل التباين البصرى وكثيراً ما يُستخدم اللونين البنى والبيج ولكن دائماً تكون القطع فى الطرفين متساوية تماماً فى العدد والقيمة والإمكانيات وأما المربعات فإما تكون باللونين الأسود والأبيض أو الأزرق والأبيض أو الأخضر والأبيض وكذلك البُنى والبيج وتُسمى أيضاً بالمربعات الخفيفة والمربعات القاتمة وتنحصر ألقاب وتصنيفات الشطرنج بشكل أساسى  فيما يلى : -   
1-(كانديديت ماستر) ويكون للمرشح للحصول على لقب من خلال تحقيقه الفوز فى بعض البطولات لأكثرمن مرة تمهيداً لحصوله على ألقاب أخرى وأن لايقل تصنيف إيلو لديه عن 2000               
2-(فيدى ماستر) وهو أستاذ إتحاد محترف وقد يكون فائزاً ببطولة قارية وأن لا يقل تصنيف إيلو لديه عن 2300                       
3-(إنترناشيونال ماستر) وهوأستاذ دولى ويكون لمن يحصل على الماجستير الدولى فى الشطرنج و لديه المقدرة والخبرة فى تحليل الأوضاع وإيجاد الحلول وأن يتراوح تصنيف إيلو لديه بين 2400-2500 أو مايزيد 
4-(إنترناشيونال غراند ماستر) وهو أستاذ دولى كبير ويعد أعلى ما فى الشطرنج ويمنحه الإتحاد الدولى مدى الحياة ويتطلب الحصول عليه الفوز بثلاث بطولات فى منافسات مختلفة والتمتع بالسرعة والدِقة فى التحليل وإيجاد الحلول الصحيحة و وضع الإستراتجيات وقد يتطلب أن يكون معدل إيلو 2800 فى بعض الأحيان                                                                    
إن البعض من الأساتذة الدوليين والمدربين الذين يحملون ألقاب وتصنيفات دولية من الإتحاد الدولى للشطرنج ومن خلال الأندية التى يحترفون فيها فإن دورهم لايقتصرعلى المشاركة فى المنافسات فقط وإنما يقومون بتطوير نظريات الشطرنج نحو الأفضل وكذلك تطويرأساليب ومهارات الشطرنج لدى الفئات التى تنتسب للأندية أوأكاديميات الشطرنج بالتنسيق مع الأجهزة  الإدارية والفنية التى دائماً ما يرأسها لاعب شطرنج دولى سابقاً أو حالياً فى الأندية أوالمؤسسات الأكاديمية المخصصة للشطرنج ومثالاً لذلك فإن أسلوب المنهجية والتخطيط الإدارى السليم فى نادى أبوظبى للشطرنج والثقافة قد مكّن النادى من الإسهام فى الساحة الشطرنجية بالعديد من اللاعبين المميزين والمبدعين على المستوى الدولى ومن ضمنهم عمران أحمد الحوسنى بطل العرب لفئة الشباب و كذلك الناشئة المبدعة روضه السركال التى حازت على الكثير من البطولات المحلية والقارية وتوجتها بفوزها بالميدالية الذهبية وبطولة العالم لناشئ الشطرنج وطموحها يمضى بها بخطوات ثابتة ومدروسة للحصول على تصنيف ولقب إنترناشيونال غراند ماستر وهو أعلى لقب شطرنجى دولى     

الخميس، 18 يوليو 2019

رصانة الماَلات

            رصانة الماَلات 
                              
إلى ذاك الوئام المهتدَى جئنا
وشرْح القول ما كانا
فعِيد الجمْع يأتى من مجازات المسافاتِ
مجيباً موعد الفرحه
كما يستصحب الإبهاج جَزلانا
ففِى صحو العيون الماثلات الليل إذدانا
ونادى ها أنا أهديك أسرارى
فخذنى فى متونٍ تبدع المعنى
عاشت فى حِباء الموطن المفدى
فللعصماء فى قُرْبِى
شغوفاً قد عبرتُ الصمت صوب الدار مختارا
ففيها من ضروب الناس أنصارا
فأسميتُ التواريخا
وأوفيت المدَى وعدا
وللعُرف الذى يأمل
ويبقى بالمساقاتِ
كتبتُ القصد فى حُسْن الماَلاتِ

الاثنين، 1 يوليو 2019

السَفِيرة


          السَفِيرة 
                    

كلّما كانت مواقيت الصَفَا تسْعَى إليها
والمُنادَى مِن حواليها أجابا
يستعيد المُحتفى فى خاطر الناس الخِطابا
فالزمان البار لاقَى ناصرِيها
والمَدَى سعياً تناهَى للمواثيق المُصاغه
حيث شاء النُبْل أن يَرْوِى نضالا
تلك ساحات النُهَى مفرودةً تغدو وِصَالا
حين مَسْعاها حَكَى عنها ونابا
كم تَجَارَى خِيْرةٌ فى كنفها يُمْن أرادوا
ما أتاها طالبٌ إلّا أصابا
والسجايا تبْسط الشَمْل الذى حاز السلاما
إذ لها الأيّام تِرْحابً مُجابا

السبت، 8 يونيو 2019

وِسَام

                  وِسَام 


عَلَى قَدْرهَا لاح إذْن المَعَالى
ولَيْل المَسَرّات أفراح جِيْل الرِيَاده
فَيا بَهْجةً تَسْكن النَفْس والنَهْج خالِد
تُريد السِنِين المُباحَات بدْء الإشاره
إذا صَائِغ الإذْن مازال حاضِر
فَقولِى لديوان عَهْد الإمَاراه
بأنّ الإمارات قَصْرٌ وطابَت مَقاما
وبالعَدْل حُذْواً يُتَاح المُرَاما
وكُوْنِى لاَفاق فَحْواكِ نِعْم المَكَانه
فَمَا كان أنْ نِلْتها حُظْوةً أو خِصَاما
وفِيها لتَعْرِيْف تِرْحابنا مِنْ مُسَمّى وجَوْهَرْ
فَصِرْنا لشأْن البِلَاد الهَوَىْ والنَصِيرا
وسَاد البِيوتات جَنْى الأمانِىْ
فَقُرْبَى تَرانا إذا رابِط القَدْر مَصْدَرْ

الخميس، 30 مايو 2019

ما بين التَدَخُل والمَصَالِح

      ما بين التَدَخُل والمَصَالِح                    

فى العقود الأخيرة من القرن الحالى حدث الكثيرمن التغيير فى مفهوم العلاقات بين الدول والتى كانت تحكمها مواثيق غير قابلة للمساس مثل مفهوم السيادة وعدم التدخل فى شؤون الدول الأخرى والإحتكام إلى قرارات منظمة الأمم المتحدة ومؤسساتها لفض النزاعات والخلافات ولكن مع تمدد المصالح العابرة للحدود فقد تكونت الكثير من التحالفات والإتحادات والعلاقات الثنائية ذات المصلحة المُشتركة لجميع الأطراف بمساهمة كل طرف بما يملكه ويفتقر إليه الطرف الاَخر , بل أصبحت الكثير من الدول تسعى إلى العمل على الإستقرار السياسى فى دول أخرى وذلك تمهيداً للدخول فى إستثمارات ومشاريع تنموية ذات نفع للجميع                 
القارة الأفريقية تُعتبر من أغنى القارات بالثروات الخام بجميع مسمياتها وأشكالها مما جعل منها مركز إهتمام وجذب لكُبريات الشركات الأوروبية وكذلك جمهورية الصين التى عززت وجودها القوى فى أفريقيا رغبة منها فى الإستفادة من تلك الثروات , وقد كانت دولة الإمارات من أوائل دول الشرق الأوسط التى إنتبهت لذلك وبما يخدم مصالحها ومصالح القارة الأفريقية , ففى السنوات الماضية كانت أبوظبى وجهة لزيارة الكثير من القادة الأفارقة لتعزيز اَفاق التعاون فى مثل تلك المجالات وقد كان من أهم ما تم فى أبوظبى تجاه القارة الأفريقية هو عقد المصالحة بين أثيوبيا وإريتريا وإنهاء سنوات من النزاعات والحروب بينهما حتى يتم توجيه جهودهما لما فيه الفائدة للبلدين ولمن يرغب فى الإستثمار هناك , ومن المعلوم أيضاً أن دُبى قامت بتأهيل الكثير من الموانئ فى أفريقيا ومازالت تديرها بما لديها من خبرات وإمكانيات فى ذلك المجال ويبلغ حجم التبادل التجارى غير النفطى بين دولة الإمارات وأفريقيا حوالى 38,3 مليار دولار وفى دراسة أعدتها اللجنة الإقتصادية لأفريقيا فى منظمة الأمم المتحدة إتضح أن دولة الإمارات هى ثانى أكبر مُستثمِر فى القارة من منطقة الشرق الأوسط بحوالى 11 مليار دولار كما أن الموقع الإستراتيجى لدولة الإمارات لعب دوراً مهماً لعبور الواردات التجارية القادمة لأفريقيا جنوب الصحراء من اليابان والصين , كما نجد أن دولة مثل السودان أصبحت من أكثر الدول التى تُحظى بإهتمام المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات من خلال حرصهما على الإستقرار فى السودان لما يمتلكون هناك من إستثمارات وخطط مستقبلية للإسهام فى المزيد منها بما يعود بالفائدة لهم جميعاً , كما يُعرف أيضاً بأن لدى السودان كذلك الكثير من الأموال فى شكل شركات ومؤسسات وعقارات خارج السودان تم تقديرها فى الفترة الماضية بواسطة خبراء سودانيين وصندوق النقد الدولى بانها تصل إلى 50 مليار دولار وهى بالتأكيد تتطلب من السودان بأن يكون حريصاً على إستقرار تلك الدول و التأكد من مرونة و وضوح تشريعاتها وقوانينها التى تحمى وتراعى إستثمارات مواطنيه وإستثماراته كدولة

السبت، 18 مايو 2019

لامُسْتَحِيل فِى تَنْفِيذ إرَادَةِ الشُعُوب

                                                     
                 لامُسْتَحِيل فِى تَنْفِيذ إرَادَةِ الشُعُوب 
          
فى كل يوم تقريباً يعج العالَم بالكثير من الأحداث التى تشد الإنتباه وتستوجب الوقوف عندها لأخذ العبرة منها والتأمل فى أسبابها وماَلاتها وذلك لمقدرتها على التأثير فى مجريات الأحداث فى الكثير من بقاع العالَم الأخرى , وخلال الأشهُر الماضية كان مشهد الثورة التى إجتاحت السودان هو محط أنظار المجتمع الدولى بأسره وخاصة الدول الصديقة التى لها مصالح مُشتركة مع السودان ويهمها ما تتمخط عنه تلك الثورة التى إستمدت مشروعيتها من عدالة المطالب والأسباب التى قامت عليها وفقاً للمواثيق والقوانين الدولية التى تبيح لأولئك الشباب ما قاموا به ويمكن تلخيص أهم مُسببات تلك الثورة فى الاتى :- 
 - التردى الإقتصادى والمعيشى الذى طال الغالبية العُظمى من الشعب السودانى وتدنِى الخدمات إلى مستويات فاقت التصور فى مُعظم أرجاء البلاد وشملت فى أحايين كثيرة بعض المرافق الحيوية والخدمات التى تمس حياة الناس حتى وصلت الأوضاع إلى مفهوم بأن هنالك منهجية وإستهداف للشعب السودانى للوصول به لتلك المرحلة                    
- إستئثار طبقة محددة من الناس بثروات البلاد بطريقة غير مشروعة فى أغلبها وتهريب الأموال الطائلة إلى خارج السودان وإستثمارها فى دول أخرى عبر مشاريع و واجهات متعددة ولايعود ريعها للسودان بينما أغلبية الشعب السودانى يقبع تحت خط الفقر ويعانى البطالة رغم أن السودان يُعد واحداً من أكثر الدول ذات الإمكانيات والبيئة التى تتلائم مع شتى مجالات الإستثمار                                                       
- تم التدمير الكامل لأهم المشاريع والمَرافق فى البلاد مثل مشروع الجزيرة الذى يُعد المشروع الأهم والأكبر فى كل أفريقيا والوطن العربى بأكمله وكذلك الخطوط الجوية السودانية ,السكة حديد ,النقل النهرى والكثير من المصانع المعروفة بأنها كانت من دعائم و ركائز الإقتصاد السودانى 
 - إنتشار وإستفحال الظُلم الذى أشعل الحُروب  بين أبناء الوطن الواحد ونتج عن ذلك إنفصال جنوب السودان وإستمرار الحُروب فى الكثير من أنحاء السودان مما شكّل إستنزافاً هائلاً للميزانية التى كان من الممكن أن تُخصص لأغراض أخرى تساهم فى النهضة                               
- سوء توزيع فى الخارطة الإستثمارية و إدارة الإستثمار فى السودان , حيث تم بيع الكثير من الأراضى والمشاريع للمستثمرين الأجانب بطريقة لم تعد بأى فائدة تُذكر للسودان وإنما ذهبت جل الفائدة لمصلحة المستثمر الأجنبى وبعض الشخصيات التى سعت إلى تحقيق مصالح  شخصية لها وللمؤسسات المتعاونة معهم                                                 
- إستمرعدم وجود عدالة فى توزيع التنمية والتعمير على الأقاليم أو الولايات وعدم مراعاة التعداد السكانى ومساهمة كل منطقة فى الإقتصاد الكلى للسودان بمنتوجاتها ,مما نتج عنه الإحساس بالغُبن والتهميش وكان ذلك من أهم أسباب إندلاع ثورات الهامش التى أدت إلى وقوع جزء كبيرمن غرب السودان تحت الوصاية الدولية التى تتمثل فى القوات الأممية وقوات اليوناميد وكذلك تسبب فى هجرة جزء كبير من سكان الأقاليم والأرياف المهمشة للعاصمة الخرطوم  
   - أرهق المسؤولون كاهل الشعب السودانى بسن القوانين والقرارات التى تفرض الضرائب والرسوم وزيادة الأسعار بطريقة غير مبررة ودون أن يوفروا لهم الوظائف والأجور المناسبة , حيث أن معدلات البطالة و الفقر قد وصلت مرحلة غير مسبوقة وأصبحت تهدد النسيج الإجتماعى المُرتكز على الكثير من القِيم الحميدة والأخلاقيات التى يشتهر بها الشعب السودانى       
  - تواَصَل الكبت لأبسط الحريات الإنسانية والشخصية و وصل الحال إلى جلد وضرب الفتيات فى الشوارع وكذلك فرض الوصاية والرقابة على الإعلام بكل أنواعه وبطريقة فيها الكثيرمن الغلو والتشدد حتى لايمارس الإعلام النزيه دوره الأساسى فى تمليك الحقائق للناس ونشر الوعى       
هيمنة طائفة من المتعصبين والمتشددين الإسلاميين على شؤون ومفاصل الدولة والدخول فى عداوات مع الكثير من الدول وشن الحرب على مواطنى جنوب السودان بإسم الجِهاد مما أدى لإنفصال الجنوب رغم أن الإسلام هو دين الوسطية والتسامح , وقد تسبب ذلك فى وضع دولة جمهورية السودان على لائحة الدول الراعية للإرهاب ومازال كذلك الشعب السودانى يرزخ تحت نير المقاطعة الإقتصادية بسبب ذلك مما ذاد المعاناة على كاهل الملايين من السودانيين بسبب قِلة من المسؤولين الرسميين المتطرفين قاموا بإستغلال مناصبهم وموارد الدولة لشن عمليات إرهابية خارج حدود السودان من أجل فرض أيدولوجيا الجهاد ولذلك يتطلب الأمر من النظام الجديد فى السودان التعاون مع المجتمع الدولى والتخلص من الفكر الإقصائى والجهادى وأن يتم السعى  إلى  تحقيق مطالب الشعب السودانى 
  - لم يكن هناك وجود لخطط وإستراتجيات واضحة للتنمية الشاملة والمشاريع يتم الإلتزام بها وتكون ذات مردود فعلى ينعكس على حياة الناس ويسهم فى نهضة البلد , حيث أن عوامل إستشراء الفساد والتعدى على المال العام والإستغلال السئ لموارد الدولة أدت إلى ذلك            
     المفارقة الغريبة هى أن الأسباب التى أدت إلى إندلاع تلك الثورة الغير مسبوقة يقابلها أن السودان يتمتع بالموارد والإمكانيات والثروات التى من المفترض أن تضعه فى مقدمة الدول التى تتمتع بالرخاء والإستقرار إذا كان قد توفرت الإدارة الحكيمة والقيادة الرشيدة لمصالحه , فالخارطة المائية للسودان توضح وجود ثروة مائية هائلة تتمثل فى النيل برافديه الرئيسيين وهما النيل الأبيض والنيل الأزرق إضافة إلى روافد فرعية أخرى من أهمها نهر السوباط , نهر الرهد , نهر الدندر , نهر القاش , نهر طوكر , نهر ستيت , نهر دابوس , نهر عطبرة , نهر ديديسيا وكذلك الكثير من الأمطار والأودية والخيران الموسمية مثل وادى أزوم ومخزون ضخم من المياه الجوفية إضافة إلى ملايين الأفدنة من الأراضى الزراعية التى جعلت السودان يُوصف بأنه سلة غذاء العالَم وكذلك البترول وكل أنواع المعادن والتى تشمل اليورانيوم والذهب الذى يتم تصدير الأطنان منه سنوياً وكذلك كمية كبيرة من الثروة الحيوانية والسمكية وموانئ على خطوط ملاحة دولية فى البحر الأحمر , كما يتمتع السودان بالكادر البشرى الذى نال الإشادة والتفوق فى العديد من الدول والمحافل خارج السودان و داخل السودان 
  إن شباب السودان من حقهم أن يفتخروا بأنهم الثوّار الذين حققوا واحدة من أعظم الثورات فى العالِم والتى إلتزمت بالخط السِلمى والنهج الحضارى دون تخريب أوعُنف يُذكر مقارنة بالملايين الذين شاركوا فى الثورة مما أكسبهم إحترام وتقدير القوات المُسلّحة وقوات الدعم السريع  التى إنحازت لهم وقامت بحماية المعتصمين منهم , حيث بادولوا المجلس العسكرى الإنتقالى ذات الشعور وكذلك بعض الدول الخليجية مثل الإمارات والسعودية , حيث سارعتا إلى مباركة التغيير الذى عم السودان وأعلنتا من الرياض وأبوظبى إنحيازهما إلى إرادة الشعب السودانى والإلتزام بالمساهمة فى إحتياجاته بما يصل إلى 3 مليار دولار وكذلك بعض الزوار الذين وفدوا إلى السودان لمشاهدة إكتمال ذلك التغييرعلى أرض الواقع , وأيضاً من أهم ما يشد الإنتباه ويلفت النظر هو إنه عادة عندما تندلع الثورات أو المظاهرات فى أى دولة فإن الكثير من الدول تطلب من رعاياها المغادرة أو أخذ الحيطة والحذر ولكن ما حدث فى الخرطوم هو أن الكثير من السفارات والبعثات الدبلوماسية لم تفعل ذلك بل أن الكثير منها بعثت بأطقمها إلى ساحة الإعتصمام وقد تجولوا فى وسط المعتصمين والبعض منهم شاركوا الثوّار إفطار رمضان دون أى خوف على سلامتهم ومن ضمنهم طاقم سفارة الولايات المتحدة الأمريكية الذين ذادوا على ذلك بأن قاموا بزيارة بعض الجَرحى فى المستشفيات والإطمئنان عليهم وكان ذلك هو الدليل على أن الشباب فى السودان ليسوا دُعاة عنف أو إرهاب أو كراهية للاخرين وإنهم قد حققوا غايتهم فى تغييرالنظام السابق وصار من حقهم أن ينعموا بدولة القانون عَبْرالثورة الأعظم والأكثر سِلمية فى العالَم بشهادة المجتمع الدولى  وأن الولايات المتحدة الأمريكية تظل دائماً مع مطالب الشعوب التى يتجلَى الكثير منها فى بديهيات الحياة التى يتمثل بعضها فى الحرية والسلام والعدالة 

الأربعاء، 24 أبريل 2019

طَلائعُ الإتحِاد


طَلائعُ الإتحِاد


عَلَىْ تِلْك الرُبوع الشَعْب أرْضَانا
فأنْتِىْ يا أهازِيْج الفِدَى قُلْتِى
لِمَا لا مَهْرك الثَوْرَه
لأنّ الحُزْن فِى عَيْنَيك قَدْ طالا
وأنّ الشَمْس قَدْ مَدّتْ شُعَاعاً لِلْبَساتينِ
ونَحْنُ المُلْتَقَى يَبْدُو حَوَاليْكِ
فَزِيْدِى بَهْجَة الدُنْيا
فَفِيها يَصْدَح السُوْدان إلْهاماً وتَحْرِيْرا
فَقَدْ كُنْتِى شمُوْخ الحَشْد والمَنْحَىْ يُنادِيْنَا
شُعُوبٌ مِنْ إبَاءٍ وَحّدَتْ أفْرِيْقِيَا فِيْنا
وأنْتِى مَنْ سَألْتِى إذْ لشَأْن الشَعْب بُرْهانا
ليسْتَدْنِى إليْكِ المُنْتَهَىْ نَصْرَا
ويَبْنِى مِنْ نِدَاءِ العَسْكَرِ القَصْرا
فَفِينا للْيَتِيْمِ الأمْن والعَوْنا
وفِيْنا للشَهِيدِ الرُوْح تُذْكِينا
ولِىْ فِى فَهْرَسِ الأوْطانِ أوْطانا
وأهْلاً لِىْ وأحْبابً وعِنْوانا
فَكُونِى للعُلا أرْقَىْ مَعَانِينا
وبُوْحِى يانجُوماً رَصّعَتْ رَمْزا
بأنّ الجِيْل صَوْناً قَدْ رَوَىْ تاريخ ماضِينا
شَبَابٌ عَنْ نِدَاء المَجْد ما مالوْا
فكانوا قدْوَةً والمَحْفَل المَرْجَعْ
وكانوا مَعْلَم المَغْزَىْ وما زالوْا
هُم المِقْياس مَهْما حاسِدُونا غِيْرَةً قالوْا