السبت، 27 يناير 2018

مِشْعَلٌ فِىْ مَسِيْرةِ عَام زَايِد


                  
                  مِشْعَلٌ فِىْ مَسِيْرةِ عَامِ زَايِد  
               

   إنْقَضَى عام 2017 م وطيّاته مَمْزوجة أيّامها وشهورها بِشَتّى أنواع الذِكْريات , مِنْها مايظل عالقاً فى ذِهْن المرء بما يَحْمِله مِنْ لَحْظات سَعِيدة ومِنْها ما تَسْعَى الذاكِرة لِمَحْوه لِما يَحْمله مِن لَحْظات مُؤلِمة على البَعْض ولكن فِى دَولة الإمارات ومُنْذ بدء ذلك العام فَقدْ تَمّت تَسْميته " عَام الخَيْر " وقدْ كان كَذلك , حَيْث لَمْ تتقاعس دَولة الإمارات فِى القيام بواجِبها تِجَاه الدُوَل المَنْكوبة وشعوبها المُحْتاجة فِى مُعْظم بِقَاع العَالَم بإسْهامات فاقَتْ فِى الكثير مِنْ الأحْيان إلتزاماتها تِجاه المُنَظَمات المنوط بها القيام بمثل هذه الواجِبات وأقامتْ المَشاريع وضَخّتْ الإستثمارات فى بَعْض البلدان مِما كان عاملاً حاسماً فِى ثَبات ونهوض إقْتِصاديات تلْك البِلاد وكانت الأولوية وكَحَق طَبيعى هِى لِمُواطِنى ومُواطِنات دَوْلة الإمارات فِى بلدهم فى عام الخَيْر الذى شَهد الكثير , حَيث تخَلّلتْه التَنْمِية الشاملة فِى كل مَناحِى الحياة والإنتقال بحياة الكثير مِنْ مُواطِنى ومُواطِنات دَوْلة الإمارات مِنْ مَرْحلة الإكْتِفاء إلى مَرْحلة الرَفاهِية وشَمَلت كذلك زيادة فِى الرواتِب وتوفير المَزِيد مِنْ فُرص العَمَل والمَشاريع والمَساكِن وتَرْقيات إسْتِثْنائية فى العَديد مِنْ المُؤسَسات بِغرض التَحْفِيز عَلى المِزيد مِنْ البَذْل والعَطَاء                                     
     عام 2018 م تَمّت تَسْميته فِى دَوْلة الإمارات " عَام زايِد " وذلك وَفاء للقائد المُؤسِس الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان وحِفاظاً عَلى المَبادئ النَبِيلة التى أسّس عَليْها الدَوْلة وأوْرَثها للأجْيال التى يَقَع عَلى عَاتِقها الإرْتِقاء إلى مُستوَى المَسْؤولية والحِفاظ عَلى عَلاقات دُوَليّة مُتوَازِنة مع الجميع تَحْكم إسْتِمراريتها وتَقْوِيتها المَنافع المُشْتَرَكة والمَصَالح المُتبادَلة بَيْن كل مِنْ البلدين وأنّ عام 2018 م " عَام زايِد " سيكون إمْتِداداً لعام الخَيْر بالمَزيد مِنْ الرَخاء والسَعَادة لِمُواطِنى دَوْلة الإمارات العربية المُتّحِدَة وقد كانت مِنْ أهم تباشير عَام زايِد عُروجه عَلى شَعْب اليَمَن الشَقِيق و ذلك  بِمُسَاهَمة دَوْلة الإمارات مَعَ دُوَل التَحَالف بتقديم 1,5 مليار دولار كمُساعَدات لدَعْم أعْمَال المُنَظَمات الإنسانية التابعة للأمم المُتّحِدة وذلك فى إجتماع الرِياض بتاريخ 22 يناير 2018 م وكذلك تَجْهيز 17 مَعْبراً بريّاً وزيادة عَدَد المُفَتِشِين الدُوَليين إلى 10 , ويبْقَى إنْهَاء تِلْك المأساة التى وَصَفها المُجْتَمع الدُوَلى بأنّها الأسْواء فِى العَالَم مَسْؤولية مِليشيات الحوثى والدُوَل التى تساندهم فِى نَقْل الحَرْب مِنْ صِراع داخِلى فِى اليَمَن إلى إسْتِهداف سُكّان و أراضِى المَمْلكة العربية السعودية بِما فيها الحَرَميْن الشَرِيفَين والتَخْطِيط لِزَعْزَعة الأنْظِمة الحَاكِمة فِى دُوَل الخليج , إن الحَل وبكل بَساطة يَكْمن فِى وَضْع السِلاح جانباً والإحْتِكام للحوار عَلى اُسُس مَنْطِقية وعَقْلانية تراعِى مَصْلحة جَميع الأطْراف وأمْن دُول المنْطِقة وعودة الشَرْعِيّة وتَرْتكِزعَلى ثوابِت مَقْبولة تسْهم فى الحَد مِنْ سَفْك الدِماء ومِنْ أهمها :-  
  1- مُقْترَحات ومُبادَرات دُوَل الخَليْج وسُبل تَنْفِيذها وتَهْيئة المناخ اللازم لتَنْزِيلها كأكثر الحلول قبولاَ وتَطْبِيقها عَلى أرْض الواقع                          
2- الأخْذ بنتائج الحوار الوَطَنِى اليَمَنِى بإعْتِباره مِنْ أهم المَراجع التى تعَبّر عَنْ رأي الشَعب اليَمَنى وتحدد مَلامِح دَولتهم
 3- الإلتِزام بِقَرار مَجْلِس الأمْن الدُوَلى2216 وتَنْفِيذ مَضْمونه             
    إنّ الشَعْب اليَمنِى قَدْ عَانَى عَلَى مَرِ السِنين مِنْ الكثير مِنْ ويْلات الحروب والإنْقِسَامَات التى مَسّت وحدته أكثر مِنْ مرة وضَرَبتْ نَسيجه الداخلى وهوالشَعْب المُتفرّد بواحِدة مِنْ أعْرق الحَضَارات الإنسانية بأبْعَادها العربية والإسْلامية والمكانة المُمَيّزة لَدَى شعوب العَالَم وقد ان الأوان ليقوم المُجْتَمع الدُوَلى مُتمثلاً فِى مُنَظَمة الأمم المُتّحِدَة ومَجْلِس الأمْن الدُوَلى وباقى المُؤسَسَات والهَيْئات المُتفرّعة مِنْ المُنَظَمة بواجِبها تِجَاه إرْغَام مليشيات الحوثى بالجلوس إلى طَاوِلة المُفاوَضَات والحِوار مع الأطراف الأخُرى لإنْهاء تِلْك المَأساة التى راح ضَحِيتها الكَثير مِنْ الأبْرِياء والأطْفال والشروع فِى تَفْعِيل صنْدوق التَنْمية والإعْمَار فِى اليَمَن بِحَيْث تسَاهِم فيه كُل الدُوَل المُنْضَوية تحْت مَظَلّة مُنَظَمة الأمَم المُتّحِدَة                          




                         جمال حسن أحمد حامد                

                      دَوْلة الإمَارَات العَرَبِيّة المُتّحِدَة