الجمعة، 6 يناير 2017

                               

                                لَمْحَةٌ مِنْ أغْلَى الذِكْرياتِ فِي دَولةِ الإمَارَاتْ



    فى صيف سنة 1986 م وعندما حطت بي  الطائرة سى 130 لأول مرة في واحد من مطارات إمارة أبوظبى المخصص لذلك الطراز من الطائرات وهو مطار البطين , وبعد السنين التى عشتها في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد أصبحت كغيرى على قناعة تامة بأن مدينة أبوظبى قد إنتزعت مركزاً من ضمن العشر مدن الأسرع نمواً في العالم بإقتدار وتخطيط وذلك قياساً على مؤشر المنتدى الإقتصادى العالمى الذى أصدر تصنيفه معتمداً على المعطيات بين 2009 – 2015 للمدن الأكثرسرعة في النمو والتوسع العمرانى في العالم
ففى منتصف الثمانينات وحينما كانت مدينة أبوظبى أقل تواضعاً من مستواها الحالى لم يكن يعيش فيها وفى بقية الإمارات الأخرى سوى بعض الجنسيات التى جاءت من بعض الدول العربية والاسيوية للعمل ومعهم بعض الخبراء من دول أخرى , حيث لم يكن هناك وجود ملحوظ وكثيف لشعوب من دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا والشرق الأقصى وإتحاد الجمهوريات السوفيتية الإشتراكية سابقاً والذى تفكك في 26/12/1991 ليفرز إتحاد روسيا الحالى , فقد كانت شعوب تلك الدول تأتى إلى دولة الإمارات في موسم الشتاء كأفواج سياحية ويتنقلون بين الإمارات في جماعات وغالباً مايصحبهم دليل سياحى , أما حالياً فقد إنتقل جزء كبير من شعوب تلك الدول بكامل عائلاتهم للعمل والعيش في دولة الإمارات وهم يتجولون في الشوارع والأسواق ومراكز الترفيه فرادى وجماعات بأمن وأمان وأولادهم وبناتهم يتلقون أرقى التعليم في مختلف الإمارات , وليس ذلك بسبب الطفرة الحضارية والعمرانية فقط وإنما كان لعنصرى العائد المادى والأمان الدور الكبير في ذلك , فقد نال مسؤولى الأمن في الدولة مراكز متقدمة عالمياً عبر كفاءتهم وبشهادة معاهد ومراكز دراسات متخصصة ومنها على سبيل المثال معهد ليجاتوم البريطانى الذى صنف دولة الإمارات في سنة 2014 م في المركز الأول عربياً والخامس عالمياً من خلال تقرير أكد فيه 92% ممن شملهم الإستبيان بأنهم يشعرون بالأمان التام في الدولة , وإذا كنت قد عشت عقوداً من عمرى في مدينة أبوظبى بكل فصولها وأحكامها كجزء من نهج الحياة في مثل هذه الأرض الاَمنة , فإن من أقدس الذكريات الراسخة في ذهنى من تلك الحقبة إنها قد أتاحت لى ولأول مرة بأن تكون منطلقاً لى لزيارة المملكة العربية السعودية  وكان ذلك في بداية التسعينات وبعد أن وضعت حرب الخليج أوزارها مباشرة , حيث قضيت العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم في واحدة من أطهر بقاع الأرض وهي مكة المكرمة وأنا عابراً أراضى المملكة في طريقى براً إلى مدينة بورتسودان بغرض زيارة والدتى / زهره عيسى و قضاء إجازة عدت بعدها إلى مدينة أبوظبى بدولة الإمارات

                                                           



                                                              جمال حسن أحمد حامد

                                                         دولة الإمارات العربية المتحدة