السبت، 25 مارس 2017

لؤلؤةُ فِى جِيْدِ اللؤلؤهْ



الشيخة موزا فى غرب السودان لدى زيارتها مدينة عروس الرمال فى كردفان
الشيخة موزا لدى وصولها مطار الخرطوم فى السودان وفى إستقبالها وداد بابكر حرم الرئيس السودانى
                                

                                              لؤلؤةُ فِى جِيْدِ اللؤلؤهْ


فى يوم السبت الموافق 11مارس 2017 وصلت سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند إلى السودان وكان فى إستقبالها فى مطار الخرطوم الدولى حرم الرئيس السودانى السيدة وداد بابكر وعدد من الوزراء وطاقم السفارة القطرية فى الخرطوم , فى إستقبال يليق بالشيخة موزا وهى تصل إلى بلدها السودان , وقد شهدت على توقيع 5 إتفاقيات تعاون ذات طابع إنسانى بين مؤسسة ؛ صلتك ؛ القطرية وكل من مؤسسة معتمدية اللاجئين , المجلس الأعلى للرعاية والتحصين الفكري , التنمية الإجتماعية , البنك الزراعى وبنك الإدخار فى السودان على أن تستهدف الإتفاقية الموقعة مع معتمدية اللاجئين 200 شاب سورى و1000 أسرة سورية من السوريين الذين يعيشون فى السودان وكذلك إلتزام مؤسسة"صلتك"القطرية بتوفير مليون وظيفة للشباب السودانيين بعد أن وفرت لهم مايصل إلى 25 ألف وظيفة فى الفترة الماضية , وقد قامت الشيخة موزا بزيارة المركز الذى ترعاه مؤسسسة "التعليم فوق الجميع" من ضمن برنامج *علّم طفلاً* وهو البرنامج الذى يسعي لتوفير التعليم لحوالى 266 ألف من الأطفال غير الملتحقين بالمدارس بحلول 2018 م وذلك لدي زيارتها مدينة الاُبيض فى غرب السودان والتى يُطلق عليها "عروس الرمال", وقد أوفت شمال السودان حقه بزيارة تاريخية إلى إهرامات البجراوية والمناطق التى تحكى حضارة مملكة كوش والتى تعبر عن حضارة تمتد إلى عصور ماقبل الميلاد وتشمل ممالك كرمة , نبتة ومروي , و تعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) لمملكة كوش بأنها :- ( كانت قوة عُظمى بين القرنين الثامن والرابع قبل الميلاد إمتدت إمبراطوريتها الشاسعة من سواحل البحر الأحمر إلى أعماق أفريقيا جاعلة من مناطق نفوذها مساحة تبادل للفنون والهندسة واللغات والأديان وحكمت مصر لقرن ونيف وتركت اثاراً هائلة من الإهرامات والمعابد والمنشاَت الكبرى التى تم ربطها بشبكات المياه وبنى ملوك كوش أكثر من 240 هرماً فى العاصمة مروي والعديد من المعابد من أهمها معبد الإله الأسد أباداماك )  وهو التعريف المضمن فى وثائق منظمة الأمم المتحدة ومراجع التاريخ                                                                                        

هذا وقد إهتمت العديد من وسائل الإعلام العالمية فى الفترة السابقة بإظهار تلك الحضارة العريقة فى شمال السودان بإعتبارها إرث حضاري يهم تاريخ الإنسانية جمعاء , فقد قدمت القناة السويسرية الأولى الناطقة باللغة الفرنسية ( تى اس ار- 06 ) برنامجاً عن الحضارة النوبية أكد فيه مقدم البرنامج – إريك بوماد – أن الحقيقة التى تجهلها الشعوب وربما شعب وادى النيل نفسه هى أن ملوك النوبة فى شمال السودان حكموا المصريين لعدة قرون وأن الحضارة النوبية هى أول حضارة قامت على وجه الأرض وأعرق حضارة شهدها التاريخ كانت فى مدينة * كرمة * وهي عاصمة أول مملكة فى العالم كما أكد عالم الاثار السويسري المعروف – شارلي بونيه – هذه الحقيقة أمام عدسة كاميرا التلفزيون السويسرى , ومن أشهر وسائل الإعلام كذلك قناة – سكاى نيوز – والتى بثت فيلماً وثائقياً فى برنامجها عن قرب وذلك تحت العنوان – إهرامات السودان المنسية – بتاريخ 13 يناير 2017 م , وهذه الحضارة حتماً ستدهش 500 من مشاهير المجتمع الأميريكي سيزورون السودان فى مايو 2017 م تتقدمهم الإعلامية الأشهر فى العالم أوبرا وينفرى وصاحبة الأرقام القياسية فى رياضة التنس سيرينا وليامز مع 5 فرق شعبية للمشاركة فى مهرجان الصداقة الأمريكية السودانية تمجيداً لعلاقات تمتد لأكثر من ستين عاماً , وبرغم تلك الحضارة السودانية الثرية والتى تم تسليط الضوء عليها فى الفترة الأخيرة فإن السودان لم يتكئ كلياً على عراقة التاريخ وذلك الإرث الحضارى للإلتحاق بالدول المتقدمة وإنما أخذ بأسباب التنمية والتطور والعلوم وبناء قدرات الإنسان لمجارة الدول التى سارت على ذات النهج , فدول مثل دول مجلس التعاون وبرغم حداثة البعض منها أو صغر مساحتها فإن ذلك لم يمنعها من أن تكون من أفضل دول العالم ريادة فى العديد من المجالات ووفرت لشعوبها مايجوز تسميته بالحياة المثالية وكل ذلك بفضل التخطيط والعزيمة وحرص قادة وضعوا نصب أعينهم رفاهية شعوبهم ومصلحة بلادهم وقدموا مساعدات بمليارات الدولارات للدول الصديقة والمحتاجة ولكن فساد الطبقة الحاكمة فى الكثير من تلك الدول ذهب بتلك المساعدات أدراج الرياح , كما نجد أن دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبرغم إنها تأسست فقط فى 1776 م فإن ماقادها لتتبوأ المكانة التى وصلت إليها اليوم هو القوة الإقتصادية والصناعية الهائلة والتفوق فيهما وكذلك التقدم العلمى والتكنلوجى والإستفادة من إيجابية التنوع العرقى والثقافى الذى يميز ذلك الشعب ومكتسباته التى تحميها بناء قدرات عسكرية وأمنية تمتد إلى ماوراء البحار وفوق كل ذلك فإنها دولة تحترم المؤسسية والقانون والنظام , فبعد أن حظر الرئيس الأميركى دونالد ترمب فى وقت سابق حاملى جوازات 7 من الدول من دخول الولايات المتحدة الأمريكية فإنه إحترم قرار المحكمة بإبطال ذلك القرار ولكنه عاد وبتاريخ 6 مارس 2017 لحظر 6 من تلك الدول مع إستثناء العراق الذى أثبت مقدرته على فحص المعلومات المتعلقة بمواطنيه وتبادلها مع السُلطات الأمريكية لينصب ذلك التنسيق فى الجهود الرامية لمحاربة الإرهاب والتطرف , وبرغم أن قرار الحظر الأخير قد حُددت له 10 أيام لبدء سريانه إلا أن القضاء أثبت إستقلاليته وأوقف العمل بذلك القرار مرة أخري قبل ساعات من تاريخ سريانه فى 17 مارس 2017 م بواسطة القاضى ثيودور شوانغ فى ولاية "ميريلاند " والقاضى ديريك واتسون فى ولاية "هاواى" والذى إستند على أن ( القرار الذى يمثل تمييزاً ضد بعض المسلمين يعد قراراً غير قانونى بنفس درجة عدم قانونية قرار تمييزى ضد كل المسلمين ) وقد إحترم الرئيس ترمب قرار المحكمة للمرة الثانية ولكنه طلب من إدارته الطعن فى ذلك الحكم والإستئناف فى الأحكام الصادرة, وقد تم تقديم الاستئناف فى محكمة غرينبلت فى ولاية "ميريلاند" وبقى دونالد ترمب  ملوحاً باللجوء للمحكمة العُليا , وهذا هو أيضاً سر عظمة بعض الدول التى أسست لحضارات جديدة بهذه المفاهيم التى تضع القانون والعدالة فوق الجميع  وتطبيقه على الجميع                                               

الشيخة موزا ولدى زيارتها السودان قدمت درساً فى التواضع والبساطة وبرهنت بإنها إنسانة تتفاعل مع البسطاء من الناس على الرغم من إنها مليارديرة تنوء حياتها بالدَعَة والشهرة , فقد تركت العاصمة السودانية ومظاهر الإحتفالات التى تقام على شرفها وسافرت إلى الأقاليم وزارت تلاميذ المدارس فى المدن الفقيرة وجلست معهم على الأرض تواسيهم وحضرت معهم صفوف الدراسة وهى ليست مجرد فرد من أفراد الطبقة الحاكمة فى بلدها فقط  فهى حاصلة علي شهادة البكالوريوس فى علم الإجتماع من جامعة قطر منذ سنة 1986 م إضافة إلى شهادات دكتوراة فخرية من جامعة كومنولث فرجينيا وجامعة تكساس اى أند ام وجامعة كارنجى ميلون وكلية أمبيريال فى لندن وكلية الشؤون الدولية فى جامعة جورج تاون وتحمل على عاتقها الكثير من المسؤوليات ومن أهمها :-                                                                           

* المبعوث الخاص للتعليم الأساسى والعالى فى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو ) منذ 2003 وذلك تقديراً لجهودها فى مجال التعليم

* سفيرة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات فى سنة 2005 م وذلك لتعزيز الحوار بين الثقافات                                                                                    

* عضو مدافع عن الأهداف الإنمائية للألفية للأمم المتحدة فى يونيو 2010 م    

* رئيسة مجلس إدارة مؤسسة – التعليم فوق الجميع – وهى مؤسسة غير ربحية تعنى بأبحاث السياسة الدولية والمناصرة وتسعى لحماية حق التعليم فى المناطق الواقعة تحت تأثير النزاعات المسلحة                                           

* رئيسة مجلس إدارة المؤسسة العربية للديمقراطية التى أسست فى سنة 2007 م وتدعم مبادرة المواطنين فى الشرق الأوسط من خلال تعزيز القدرات المؤسساتية والترويج لقيم الديمقراطية                                                    

* رئيسة مجلس إدارة مركز السدرة للطب والبحوث والذى أفتتح رسمياً فى 2012 بتكلفة 7.9 مليار دولار                                                              

* رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع وهى مؤسسة غير ربحية تأسست سنة 1995 م لتحويل المجتمع القطرى إلى مجتمع قائم على المعرفة                                                                                

* رئيسة مجلس إدارة مبادرة – صلتك – وهى مؤسسة توفر التدريب المهنى لرجال الأعمال والشباب فى إطلاق مشاريعهم فى قطر والعالم العربى               

* نائب رئيس المجلس الأعلي للتعليم فى قطر والذى يتولى مسؤولية إدارة السياسة التعليمية وتطبيق إصلاحات النظام التعليمى فى قطر                           

* أسست الصندوق الدولى لإعادة تأهيل التعليم العالى فى العراق بصفتها المبعوث الخاص للتعليم ممثلة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونسكو)

إن السودان سيظل ممتناً للشيخة موزا التى برهنت بأنها سودانية أكثر من العديد من السودانيات أنفسهن وإنها مواطنة سودانية حصلت على جنسيتها من قلوب السودانيين وأن حكام وشعوب مجلس التعاون ليسوا مجرد أغنياء ينعمون بالمال والحياة الرغدة بمعزل عن بقية الاخرين , إذ يكفيهم فخراً تلك البسمة التى يبقونها على شفاه الاخرين إيماناً منهم بأن الناس شركاء فى الإنسانية بالتناصر والسلوى , فللدوحه ماشاءت من المكان فى القلب بعد أن كنت فى ضيافتها عديداً من المرات فى منطقة الخليج الغربى " ويست بى " من أجل مفاوضات أفضت للسلم والأمن فى غرب السودان بوثيقة الدوحه للسلام والتى تلتها الوثيقة الوطنية للحوار الوطنى لكل السودان , حين أشرقت من دُبى شمس تلك الوثيقة التى تراضى عليها أهل السودان  و خطّت سطورها مدينة أبوظبى                                                                

 

 

                                                                         جَمال حسن أحمد حامد

                                                                 دولة الإمارات العربية المتحدة 

       





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق