الجمعة، 15 نوفمبر 2013

تأخرت فى الكشف عن وجهك يادكتور حسين الحاج




تأخرت في الكشف عن وجهك يا دكتور   حسين الحاج

إن ما دعانا نتأخر في الرد على مقالك المنشور في 15/04/2006 بعنوان (من أجل دارفور) هو خوفنا من إستدراك ذلك المقال بسليل تنفى فيه علمك بكاتب المقال و لكن حسنا ً فعلت بأنك لم تلتقط القناع الذي سقط و تركتنا نبحلق في هذا الوجه الذي انتظرنا  طويلا ً رؤيته و كما قال "الخواجات".
"A man who wear two faces, sooner or later is going to forget which one is real"
و فعلا ً طال الزمن أو قصر فإن الرجل ذو الوجهين سينسى أيهما هو الوجه الحقيقي و أنا هنا لا أريد أن أتحدث عن (رابطة دارفور العالمية) لأننا تحدثنا في هذا الموضوع عندما وجدناكم تضمون جمعيات  و روابط جهوية و لكنني أريد أن أرد على (بعض) النقاط في مقالك و الذي كان قصدك منه (بعض) أبناء القبائل العربية ثم تحاذقت على عنوان مقالك و صببت جام عقلك الباطني على (كُلّ) القبائل العربية بدارفور.
فأنت يا "دكتور الطاقة" كان الأحرى بك أن لا تتدلى في جُب القبلية و التناطح بقبيلتي و قبيلتك و قبيلتهم, لأننا عندما بدأنا بالكتابة عن هذه الأمور من خلال "الزعامات القبلية بدارفور" ثم " قبيلة الشايقية" و كنا نتمنى التسلسل في مثل هذه المواضيع و التي لم نسئ فيها إلى أحد و لم نقلل من شأن أحد, إنما كتبنا بكل أدب و تجرّد على أمل أن يقوّمنا إخواننا الضالعين في هذا الشأن و كل ذلك بقصد نشر مبدأ إنه لا توجد حدود عرقية لقبيلة تبتدئ منها حدود الأُخرى , لكن مع ذلك توقفنا عن هذه الكتابات نصرة ً لإخواننا الذين نادوا بعدم التحدث أو الكتابة أو الزج بالقبائل في مثل هذه الأمور التقويمية و منهم على سبيل المثال دكتور حامد برقو و آخرين.
أولا ً - ذكرت يا دكتور بأن مطالب الحركات المسلحة بأبوجا تمثل "مطالب غالب أهل دارفور" و شككت في أن القبائل العربية لا تمثل 70 بالمائة من أهل دارفور, نحن نقول لك يا دكتور بأن القبائل العربية و بقية القبائل المتحالفة معها تُمثل أكثر من 70 بالمائة من أهل دارفور و إذا كنت لا تقر هذه الحقيقة فنتمنى أن تذهلنا من جُعبتك بدراسة دقيقة أو مسح إحصائي رقمي لتركيبة شعب دارفور تثبت عكس ذلك و إذا كان هذا الخيار غير متوفر فإن الاستفتاء سيقرّب لك الصورة مع العلم بأننا لا نختلف مع "بعض" مطالب الحركات المسلحة.
ثانيا ً:- ذكرت بأن القبائل العربية تقوم بتصفية القبائل الغير عربية و إبادتها ناسيا ً أن القبائل العربية و المتحالفة معها أيضا ً تتعرض للقتل و الابادة من "بعض" إخواننا في الحركات المسلحة و ما محاولة إغتيال ناظر إحدى القبائل التي وقّعت على اتفاقية صُلح و تعايش مع القبائل العربية ببعيد و إذا كنت تريد كشفا ً بأسماء الأبرياء الذين يتم اغتيالهم و تُنهب أموالهم كل أسبوع فنحن على استعداد لذلك.
ثالثا ً:- و أم الفجائع يا دكتور قولك "إذا أخذنا القياس بنوعية التعليم و التعلّم فأهلنا الرعاة في دارفور هم من أجهل خلق الله تعالى و أكثرهم تهميشا ً بين المكونات السودانية".
فعلا ً الجهل مصيبة "يا دكتور الطاقة " لأننا نسلّم يا دكتور بأنهم قد لا يكونوا نالوا حظهم من التعليم مثلهم مثل إخوانهم في كل أقاليم السودان المهمشة و لكن أن يكونوا أجهل خلق الله تعالى في "التعلّم" فهذا قدح و إهانة في حق مجموعة من القبائل قد يستدعي تحريك دعوى قضائية ضدك يا دكتور, فالفرق بين التعليم و التعلّم يا سعادة الدكتور هو فرق كبير جدا ً بمقياس "ريختر" و ليس على مقياس "ريختر" و نرجو أن تنزل من برجك العاجي  لتسأل إخواننا القانونيين و اللغويين ما معنى أن تقول لشخص "إنك أجهل خلق الله في التعلّم" لأن الفرق بين الكلمتين كالفرق بين كلمتي "الدوحة" و الجنينة" من حيث المعنى.
و كلمة أخيرة نوجهها لك يا دكتور بأن توفر "طاقتك" لتعلمنا و من مقرك بالجزائر كيفية أن تصنع الفحم من روث الأبقار و الجُمال و كيفية أن ننتج الغاز من الرياح التي هدّتنا بالجفاف و التصحر و شرّدت أهلنا بشمال دارفور و كيفية أن نصنع "تراكتورات" من حديد "السيوف" و "الحراب" و "الكوكاب" و "السفروك" بدلا ً من الإقتتال بها و بدلا ً من تضييع وقتك و طاقتك كصحفي و كاتب بشبكات الانترنت في مواضيع لا نريدك أن تنغمس فيها بعد كل هذه السنون من الدراسة في تخصص أفيد لأهلنا من الحديث عن الجنجويد و الزرقة و القبائل و غيرها و حينها ستجدنا إن شاء الله يا دكتور لسنا مجرد آذان صاغية لك فقط و إنما أرجل تهرول نحوك و كواكب تدور حولك.
بالمناسبة يا دكتور فقد سبق لي أن تقدمت باقتراح إلى رابطة أبناء دارفور بالإمارات بإقامة مشروع زواج جماعي من مختلف القبائل فإذا كان عندك إهتمام بتنفيذ هذا المشروع فأنا أول من سيدفع تكاليف زواج أبنائي من مختلف القبائل الدارفورية في الخندق الآخر عسى و لعل نصل إلى ما وصل اليه "جوليوس نيريرى" في تنزانيا .


   جمال حسن أحمد حامد                         
   الامارات العربية المتحدة 
ابريل 2006

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق