السبت، 23 نوفمبر 2013

إستثمار الثقافة





إســـتثمار الثـــــقافة
قام الرئيس البشير بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة ولمدة ثلاثة أيام في الأيام الماضية، حيث لم يبخل عليه المُضيف بوضع أحد كنوز الإمارات بين يديه وهو (المجمع الثقافي بأبو ظبي)، وذلك ليقوم ومن خلال المجمع الثقافي بإفتتاح معرض (كنوز من السودان) والذي يمتد حتى يونيو 2008 القادم ، وكلّنا فخر بوصول هذه الكنوز إلى حيث تواجدنا بعد أن طافت على إخواننا المقيمين في بريطانيا.
وإذا كان أول رئيس يقوم بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة بعد قيامها هو الرئيس السوداني / جعفر نميرى، فإن المغفورة له الشيخ/ زايد بن سلطان آل نهايان قد قام بزيارة السودان كأول دولة يزورها بعد توليه مقاليد دولته الاتحادية.
إن لكل دولة تستضيف شعوباً من دول أُخرى على أراضيها، ألحق في أن تساهم هذه الشعوب من خلال وجودها كجاليات في الإفاضة برفد ثقافة تلك الدولة من أجل تمتين أواصر العلاقة والتواصل والتواجد في المقاعد الأولى، في عصر لم يعد يعترف بالسياج الثقافي والتحجب بالهوية.
وإنني كفرد من أفراد جالية سودانية لها إمتداد عميق جداً في الذاكرة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نتمنى تبادل الزيارات بين "الشعبين" بأي مستوى كان، وذلك بغرض الاستفادة من الموارد والخبرات الاقتصادية والتعليمية والتكنولوجية واستثمار المخزون الثقافي والتراثي وغيرها، وعلى كاهل الأندية الثقافية الاجتماعية السودانية بالامارات، تقبع المسؤولية الأكبر، خاصة فيما يترامى إلى الإنطباع عن عطاء وتميز الواهب السوداني، برغم إنها تقوم بما عليها وأكثر.
إن مفهوم التماذج الثقافي، عبر عنه سمو الشيخ/ محمد بن راشد آل مكتوم ومن خلال كتابه "رؤيتي" بأن أرادة الشعوب هي التي تحرك المشروع الثقافي وقد كان ذاك المشروع ساطعا في دبي من ضلع آخر لمفهوم ثقافي تحكمه العلاقات الاقتصادية وترعاه المصالح التجارية.
وبهذا الفهم الرائد لأهمية الثقافة والتراث وحق المعرفة وإلحاقها بمن سبقونا. فإن الفريق أول سمو الشيخ/ محمد بن زايد قام بدعم مشتريات الطلاب من كتب ومؤلفات معرض أبو ظبي للكتاب في دورته الـ (18)، بما قيمته ثلاثة ملايين درهم (3,000.000) درهم وذلك بهدف تشجيع الطلاب على القراءة والإطلاع، وقد إستفاد أبنائنا الطلاب وكجالية سودانية من ذلك السخاء عن طريق مدارسهم، والمعرض الذي ضم أكثر من 430 دار نشر من 41 دولة لا يزال مقامه مرفوعا على ارض المعارض بمدينة أبو ظبي.
وما دام الحديث قد أصبح جهراً عن تنظيم الامارات للمنتدى السابع لمؤسسة الناشرين العالمين 2010 والتخطيط والإعداد بدأ منذ الآن لزف أبو ظبي عاصمة للثقافة العالمية 2020، فمن الأحرى بنا أن نستفيد من تجارب وأفكار المحضرين لمثل هذه الانجازات، وعلى رأسهم السيد/ بلال البدور وكيل وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والذي يسعى إلى تعزيز إستخدام اللغة العربية في ظل هيمنة لغات أخرى على السوق التجاري، مثل الانجليزية والأوردية والهندية والفارسية والروسية والفرنسية والتاغلونج (لهجة فلبينية).
وكذلك السيد / محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبو ظبي للثقافة، والسيد/ عبدالله الحوسني مستشار الثقافة، والأستاذ/ جمعه القبيسى مدير إدارة الكتب الوطنية والذي ما توقف عن ضرورة حماية الملكية الفكرية وإستثمار الانسان.
والسيد/ الدكتور/ ذكي نسيبة مستشار شئون الرئاسة وله حِكمة في الحذر من الانجراف وراء المغامرات الفكرية.
ونحن لا نتمنى أن نرى الخرطوم مجرد عاصمة لحدث ما، بل نتمنى أن نرى السودان وبما يحمله من ثقافة وتراث وطن لظاهرة ما، فقطار العولمة لم يعد لديه الكثير من المحطات ليتوقف عندها.
                                                                                             


        جمال حسن احمد حامد              
     الامارات العربية المتحدة 
      
        سنة 2008
              

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق